يعد سرطان الرحم هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الجهاز التناسلي للمرأة، يمكن أن يكون هذا الورم ورمًا سرطانيًا أو حميدًا، ويعد الورم السرطاني خبيثًا، أي أنه ممكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، بينما الورم الحميد يمكن أن ينمو ولكن بشكل عام لن ينتشر في الأنسجة الأخرى، وفي هذا المقال سنتناول أورام الرحم المختلفة.
أورام الرحم
الرحم هو عضو على شكل كمثرى أجوف ويقع في حوض المرأة بين المثانة والمستقيم، وهو المكان الذي ينمو فيه الطفل عندما تكون المرأة حاملًا، ويتكون من ثلاثة أجزاء، الجزء السفلي الضيق ويسمى عنق الرحم، القسم الواسع في المنتصف ويسمى الجسم أو البرزخ، القسم العلوي على شكل قبة ويسمى القاع، يحتوي الجدار الموجود داخل الرحم على طبقتين من الأنسجة، بطانة الرحم (الطبقة الداخلية) وعضلة الرحم (الطبقة الخارجية).
يبدأ سرطان الرحم عندما تتغير الخلايا السليمة في الرحم وتنمو خارج نطاق المعدلات الطبيعية، وتشكل كتلة تسمى الورم، تبدأ معظم سرطانات الرحم في طبقة الخلايا التي تكون بطانة الرحم، ويُطلق على سرطان بطانة الرحم أيضًا اسم سرطان الرحم.
هناك أنواع أخرى من السرطان يمكن أن تتكون في الرحم، من ضمنها ساركوما الرحم، لكنها أقل شيوعًا كثيرًا من سرطان بطانة الرحم.
اكتشاف سرطان بطانة الرحم
غالبًا ما يتم اكتشاف سرطان بطانة الرحم في مرحلة مبكرة، وذلك لأنه غالبًا ما ينتج عنه نزيفًا مِهبليًا غير طبيعي، وفي حالة الاكتشاف المبكر غالبًا ما يكون استئصال الرحم جراحيًّا هو الإجراء العلاجي لسرطان بطانة الرحم.
أعراض سرطان بطانة الرحم
قد تشمل علامات وأعراض سرطان بطانة الرحم ما يلي:
- نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث.
- نزيف بين الدورات الشهرية.
- ألم الحوض.
- ألم في أثناء التبول أو العلاقة الحميمة.
لذا عليك الاتصال بالطبيب إذا لاحظتِ أي أعراض مقلقة لديك.
هناك نوع آخر من أورام الرحم وهو الأورام الليفية، فما هي؟
أورام الرحم الليفية
الأورام الليفية الرحمية هي أورام حميدة غير سرطانية تنمو في الرحم، وغالبًا ما تظهر خلال سنوات الإنجاب، لا ترتبط الأورام الليفية الرحمية بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الرحم، وفي الغالب لا تتحول إلى سرطان أبدًا.
تتراوح أحجام الأورام الليفية ما بين حجم البذرة، التي لا يمكن رؤيتها بالعين البشرية، إلى الكتل الضخمة التي يمكن أن تشوه الرحم وتوسعه، ويتراوح عددها من ورم ليفي واحد إلى عدة أورام ليفية، في الحالات القصوى، يمكن للأورام الليفية المتعددة توسيع الرحم لدرجة أن يصل إلى القفص الصدري مسببًا زيادة الوزن.
تُصاب العديد من النساء بالأورام الليفية الرحمية في وقت ما خلال حياتهن، وقد لا يعرفن بذلك، لأنها غالبًا لا تسبب أي أعراض، قد يكتشف طبيبك الأورام الليفية بالصدفة في أثناء فحص الحوض أو إجراء أشعة فوق صوتية خلال الحمل.
أعراض الورم الليفي الرحمي
معظم المصابات بالورم الليفي الرحمي لا تظهر لديهن أي أعراض كما ذكرنا، وفي حال حدوث الأعراض فإنها تتأثر بمكان الأورام الليفية وحجمها وعددها.
في النساء المصابات بالورم الليفي اللائي يعانين من أعراض، تشمل أكثر الأعراض شيوعًا ما يلي:
- نزف الدم الغزير خلال الحيض.
- امتداد فترة الحيض لأكثر من أسبوع.
- ضغط أو ألم في الحوض.
- كثرة التبول.
- صعوبة تفريغ المثانة.
- الإمساك.
- ألم في الظهر أو الساقين.
في حالات نادرة، قد يسبب الورم الليفي ألمًا حادًا، ويحدث ذلك إذا كان معدل نموه سريعًا ويحتاج تغذية أكبر من الإمداد الدموي الذي يصله، ويبدأ بعدها في الضمور.
اقرئي أيضًا: هل الأورام الليفية تسبب العقم؟
أحد الأورام الشائعة أيضا في الرحم هي أورام عنق الرحم، فما هي؟
أورام عنق الرحم
يتكون هذا الورم في منطقة عنق الرحم، ويمكن أن ينتشر في الأنسجة الأعمق لعنق الرحم، أو قد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، تشمل غالبًا الرئتين والكبد والمثانة والمهبل والمستقيم.
تحدث معظم حالات سرطان عنق الرحم بسبب الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، والذي يمكن الوقاية منه باستخدام اللقاح.
ينمو سرطان عنق الرحم ببطء، لذلك عادة ما يكون هناك وقت للعثور عليه وعلاجه قبل أن يسبب مشاكل خطيرة، وبفضل تطور الفحص من خلال الاختبارات، فإن عدد الوفيات بسبب سرطان عنق الرحم يقل عاما بعد عام.
يعد النساء اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 35 و44 عامًا أكثر عرضة للإصابة به، ومع ذلك، فإن أكثر من 15% من الحالات الجديدة تُسجل في النساء فوق سن 65 عامًا، خاصةً في أولئك اللاتي لم يخضعن لفحوصات منتظمة.
اقرئي أيضًا: ما هو التطعيم ضد سرطان عنق الرحم؟
أعراض سرطان عنق الرحم
بشكل عام، لا تسبب المرحلة المبكرة لسرطان عنق الرحم أي أعراض، وتتضمَّن مؤشرات وأعراض سرطان عنق الرحم الأكثر تقدمًا ما يلي:
- نزيفًا مهبليًّا بعد العلاقة الحميمة، أو بين الدورات الحيضية، أو بعد انقطاع الطمث.
- إفرازات مهبلية مائية ودموية قد تكون غزيرة وذات رائحة كريهة.
- ألمًا بالحوض أو ألمًا في أثناء العلاقة الحميمة.
بعد انتشاره، يمكن أن يسبب:
- مشكلة في التبول.
- تورم الساقين.
- فشل كلوي.
- آلام العظام.
- فقدان الوزن ونقص الشهية.
- إعياء.
والآن ننتقل إلى طرق علاج أورام بطانة الرحم.
علاج أورام الرحم
هناك عدة إجراءات يمكن أن يتم من خلالها علاج سرطان بطانة الرحم، ويتم تحديد الطريقة المستخدمة بناء على حالة المريضة، ومرحلة الورم ومدى انتشاره، وتشمل طرق العلاج ما يلي:
- جراحة استئصال الرحم، وأنبوبا فالوب والمبيضين.
- العلاج الإشعاعي باستخدام أشعة ذات طاقة عالية.
وتشمل طرق العلاج الدوائي لسرطان بطانة الرحم:
- العلاج الكيمياوي بأدوية قوية.
- العلاج الهرموني لحصر الهرمونات التي تعتمد عليها خلايا السرطان.
- العلاج الموجه بأدوية تهاجم مواضع ضعف محددة في الخلايا السرطانية.
- العلاج المناعي الذي يساعد جهازك المناعي على مقاومة السرطان.
اقرئي أيضًا: كيف تحمين نفسك من الإصابة بالسرطان؟
وختامًا، يعتبر الدعم النفسي أحد الجوانب المهمة في رحلة علاج الأصابة بأورام الرحم، فعليك طلب المساعدة، وقد يكون الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم أحد الخطوات المهمة، والاستشارات النفسية بعد استئصال الرحم تعتبر مهمة ومحورية لتجنب الإصابة بالاكتئاب، بشكل خاص للنساء اللاتي خضعن للاستئصال قبل انقطاع الطمث لديهن.
اقرئي المزيد من الموضوعات المتعلقة بالصحة على "سوبرماما".