تعد خسارة الجنين بعد الأسبوع الثاني عشر من الحمل وحتى الأسبوع الثالث والعشرين إجهاضًا متأخرًا، أي بداية من نهاية الأسبوع الأخير من الشهر الثالث وحتى نهاية الشهر السادس، وهو أقل حدوثًا من الإجهاض المبكر في الثلاثة الأشهر الأولى من الحمل. وبداية من الشهر السابع، فأي خسارة للجنين تُشخص بالوفاة داخل الرحم أو الإجهاض المتعمد بموافقة الأم.
في هذا المقال سنتحدث عن أسباب الإجهاض في الأشهر الأخيرة من الحمل وأعراضه وطرق الوقاية منه، فواصلي القراءة.
أسباب الإجهاض في الأشهر الأخيرة من الحمل
من الأسبوع الثاني عشر وحتى الأسبوع الثالث والعشرين:
عادة ما يرتبط الإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل إما بإصابتك بمشكلة صحية أو حدوث أمر عارض، ومن المشكلات الصحية التي تؤدي إلى حدوث الإجهاض:
- عيوب الرحم التشريحية، وتتضمن العيوب الخلقية مثل الحاجز الرحمي والرحم ذي القرنين، والعيوب المكتسبة مثل الأورام الليفية تحت بطانة الرحم والالتصاقات داخل الرحم.
- الإصابة بعدوى بكتيرية، والتي يمكن أن تعبر إلى المشيمة، مثل العدوى الناتجة عن التسمم الغذائي أو ملامسة فضلات القطط.
- الإصابة بعدوى فيروسية مثل الحصبة الألمانية، فمن المفترض أن تخضع الحامل لفحص الحصبة الألمانية عندما تعلم بأمر الحمل، لتجنب تأثيرها على الجنين.
- ضعف عنق الرحم.
- وجود مشكلة طبية بالدم، مثل الإصابة بفقر الدم المنجلي (عدم توافر ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، لحمل ما يكفي من الأكسجين للجسم كله).
- وجود حالة طبية تؤثر على الهرمونات، مثل الإصابة بمرض السكري، أو اضطرابات الغدة الدرقية، أو الإصابة بالتهابات مهبلية، مثل البكتيريا المهبلية وانتقالها إلى الرحم.
- إصابتك بأي مرض خطير يتعلق بقلبك ودورتك الدموية، أو كبدك أو كليتيك.
- أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمراء.
- الخضوع لاختبار الأمنيوسنتيسيس، وهو عبارة عن سحب عينة من السائل الأمنيوسي (سائل المشيمة) من داخل الرحم، للكشف عن أي عيوب جينية أو خلقية لجنينكِ.
- وجود عيوب بالكرموسومات الوراثية، ويُعد هذا السبب غير شائع.
- التعرض لمواد كيماوية سامة، مثل الذئبق أو المبيدات الحشرية ومخففات الطلاء السامة، والتدخين سواء الإيجابي أو السلبي.
بداية من الأسبوع الرابع والعشرين وحتى نهاية الحمل:
في هذه المرحلة يسمى الإجهاض بولادة جنين ميت أو موت الجنين في الرحم، وقد تكون المشكلات نفسها التي تؤدي لسقوط الجنين في الأشهر الثلاثة الأولى سببًا لموت الجنين في هذه المرحلة. ولكن معرفة الأسباب الدقيقة وراء خسارة الجنين في هذه المرحلة غالبًا ما يكون صعبًا، ومن ضمن هذه الأسباب:
- مضاعفات الحمل، مثل الولادة المبكرة أو انفصال المشيمة عن الرحم.
- العيوب الخلقية، فواحدة من كل عشر حالات لموت الأجنة في الرحم يعود لعيوب جينية، أو عيوب هيكلية كفقدان أو تشوه أحد أعضاء الجسم.
- تسمم الحمل، ويحدث عادة لمرضى ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الكبد والكلى، ويمثل خطورة على حياة الأم والجنين معًا.
- الإصابة بسكري الحمل، وفي حالة عدم معالجته قد يمثل خطورة على حياة الجنين.
- التفاف الحبل السري حول الجنين، ما يمنع تدفق الدم والأكسجين إلى الجنين.
- الإصابة بعدوى أو التهابات بالجهاز التناسلي والبولي.
أعراض الإجهاض في الأشهر الأخيرة
- النزيف واستمراره لأكثر من ثلاثة أيام، ويبدأ خفيفًا ثم تشتد حدته، وقد يحتوي على تجلطات دموية أو أنسجة.
- الشعور بتقلصات حادة في منطقة الرحم، وآلام في البطن والظهر.
- بعض النساء لا تظهر عليهن أي أعراض، وإنما يتم اكتشاف الإجهاض خلال إجراء الأشعة الصوتية، ويسمى هذا النوع من الإجهاض بـ"الإجهاض المنسي".
- الإصابة بالضعف العام وفقدان الوزن.
ماذا تفعلين في حالة ظهور أعراض للإجهاض؟
في حالة ظهور أعراض الإجهاض عليكِ اللجوء إلى الطبيب على الفور، لعمل الإجراءات اللازمة.
ماذا يحدث بعد الإجهاض في الأشهر الأخيرة؟
ربما تتساءل من أجهضت عن سبب سقوط الجنين لتجنبه، وعادة عندما يحدث سقوط الحمل في المراحل المتأخرة يتم إجراء بعض الاختبارات لمساعدة طبيبك على تحديد السبب. ومن الاختبارات التي سيتم إجراؤها، اختبار للدم للكشف عن أي مؤشر للإصابة بعدوى أو وجود مشاكل تتعلق بتجلط الدم. وسيتم كذلك فحص المشيمة للتحقق ما إذا كان بها عدوى. وبعد تحديد المشكلة، سيبدأ الطبيب المختص في تحديد العلاج المناسب لها، لتلافي حدوث إجهاض مرة أخرى عند الحمل مرة ثانية.
وفي بعض الأحيان يرغب بعض الأطباء في فحص الجنين بعد سقوط الحمل، وذلك لمعرفة ما يلي:
- الكشف عن أي مشاكل صحية لرعاية الحمل في المستقبل.
- فحص ما إذا كان نمو الجنين طبيعيًّا.
- سبب أو أسباب الإجهاض.
- جنس الجنين.
بالنسبة للحامل، فستشعر في الأسابيع القليلة الأولى ببعض النزيف المهبلي وآلام مثل آلام الدورة الشهرية، وعادة ما يقل هذا النزيف مع الوقت. ولكن إذا كان النزيف أو الألم يزداد سوءًا، أو توجد رائحة للإفرازات المهبلية يجب اللجوء إلى الطبيب على الفور.
الوقاية من الإجهاض في الأشهر الأخيرة
من الصعب معرفة أسباب حدوث الإجهاض أو توقع حدوثه، ولكن باتباعكِ للنصائح التالية يمكنكِ الحصول على حمل صحي، وبالتالي التقليل من فرص خسارتكِ للجنين:
- تناول جرعة حمض الفوليك الموصى بها بانتظام، وهي 4 ملليجرامات يوميًّا للحد من مخاطر العيوب الخلقية التي تؤدي للإجهاض، ومن المهم أن تبدئي في تناوله عند البدء في التخطيط للحمل وحتى الولادة.
- اتباع نظام حياة صحي خالٍ من التدخين الإيجابي أو السلبي، ومن تعاطي المهدئات أو الكحوليات. وتقليل نسبة الكافيين بحيث لا تزيد على 300 ملليجرام في اليوم. بجانب تناول غذاء صحي ومتوازن خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
- اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية الالتهابات، عن طريق الحصول على تطعيماتكِ كاملة في موعدها، وغسل اليدين باستمرار لتجنب انتقال أي عدوى لكِ.
- المتابعة الجيدة مع الطبيب في حالة إصابتكِ بأي مرض مزمن، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو المناعة الذاتية، للحد من مخاطر حدوث الإجهاض.
وأخيرًا، تذكري أنه في حالة تعرضكِ إلى الإجهاض في الأشهر الأخيرة من الحمل أو في أي مرحلة منه أو لوفاة الجنين في الرحم في حمل سابق، عليكِ إعلام الطبيب المتابع لحالتكِ لاتخاذ الإجراءات الوقائية، وعلاج أي مشكلة قد تؤدي لتكرار الإجهاض.
الآن يمكنك متابعة حملك أسبوعًا بأسبوع مع تطبيق تسعة أشهر من "سوبرماما".
- لأجهزة الأندرويد، حمليه الآن من google play
- لأجهزة آبل - IOS، حمليه الآن من App Store