فى الحقيقة الحليب فى حد ذاته غذاء رائع، وبالرغم من ذلك فنحن نحتاج لوضع بعض النقاط فى نصابها الصحيح. فهو غذاء لأنواع محددة بمعنى أنه غذاء مثالى عندما يستخدم من النوع الخاص به. حليب الأبقار مصمم بالأساس للعجول وحليب الإنسان مصمم للرضع. ولكن إذا أعطينا حليب الإنسان للعجول فهذا لن يدعم فكرة أن حليب الإنسان جيد للعجول ويجعلهم أذكياء. وكل ما نعرفه أنه من الممكن أن يكون له آثار مميتة لهم. كذلك هو الأمر عندما يتناول الإنسان حليب الأبقار.
تفحص الحقائق
لفهم أفضل حول هذا الموضوع . نحتاج لتفحص العبارات عن قرب مثل "الحليب يقوى العظام" "الحليب مفيد للصحة". يجب أن نعرف أيضا بعض الحقائق عن الحليب وكيف أنه يؤثر على صحتنا، والبدائل المتعددة لصحة أفضل وعظام قوية.
هذا صحيح: الحليب يخلق عظاماً قوية! و لكن للعجول ليس للبشر.
من المفارقات أنه فى حالة الإنسان قد يكون له تأثيرًا معاكسًا. أظهرت الأبحاث أن حليب الأبقار يخلق حالة حمضية فى أجسامنا ،مما يؤدى إلى تحرير الكالسيوم المُخزن فى العظام لمعادلة الدم لحماية الكلى من الضرر الذى قد يلحق بها نتيجة لتلك الحالة الحمضية. و مع مرور الوقت يتسبب هذا فى إضعاف العظام. وقد رصد العلماء أنه فى الدول الأكثر استهلاكًا للحليب ومنتجاته تكون أعلى معدلات حالات الإصابة بهشاشة العظام والعكس صحيح فى الدول ذات الاستهلاك الأقل فى منتجات الألبان. ( اقرأي أيضا : الحليب.. فوائد الكوب السحري )
حسنًا فمن الواضح أن الحليب ليس جيدًا للعظام، ماذا عن الصحة بشكل عام؟
الأمر لا يبدو جيدًا هنا أيضاً، حيث أنه تم الربط بين الحليب والعديد من الأمراض مثل الربو، التهابات الأذن، أمراض القلب، هشاشة العظام، بعض أنواع السرطان، الصداع النصفى ...الخ.
وبطريقة أقل حدة، حيث تخبرنا أجسامنا أن الحليب ومنتجاته لا يناسبنا كبشر اولًا وكناضجين ثانيًا فبمرور عمر العامين نفقد قدرتنا على هضم اللاكتوز وهو السكر الموجود فى حليب الثدييات مما يجعل لدينا عسر اللاكتوز. وهكذا يكون بعض أعراضه الانتفاخ، التقلصات، الشد العضلى، الغثيان، والإسهال. ومع بعض الأشخاص من الممكن أن تكون الأعراض أكثر حدة وضررًا للجهاز الهضمى وتسبب أمراض مثل التهاب القولون ومرض كرون.( اقرأي أيضا : هل هو حقا مفيد؟ .. رأي آخر في الحليب )
البدائل
هناك وفرة من البدائل من الممكن أن تساعدنا على بناء عظام قوية وتحسين صحتنا وصحة أطفالنا مثل:
- بذور السمسم.
- بذور الكتان.
- الخضروات ذات الأوراق الخضراء (الكرنب، اللفت، البوك تشوى، البقدونس ، الجرجير).
- البروكلى.
- الكينوا.
- البقول.
- الفواكه والخضروات المجففة.
- الأسماك مثل الرنجة والسردين والسالمون.
ماذا بعد؟
لو كانت هذه هى أول مرة لكِ تسمعين فيها أشياءً سلبية عن منتجات الألبان، يمكن التفهم كم من الصعب تقبلها كلها مرة واحدة. لا تقرأيها إذن وقومى ببحثك الخاص والأهم من كل هذا حاولى أن تقومي بتجربة لاختبار تأثير الانقطاع عن تناول الحليب ومنتجاته من أسبوعين إلى ثلاثة اسابيع عليك شخصيًا ثم عاودي شربه مرة أخرى. حاولى الإحساس.. بجسمك راقبى نوبات الصداع، الربو أو أىة أعراض أخرى تعانين منها.. ثم قرري وأخبرينا هل هو جيد أم لا؟ ( اقرأي ايضا : معلومات تهمك عن الحليب )