«ما بلحقش أقعد مع جوزي وولادي خالص!».. تلك عبارة تسمعينها كثيرًا من الأم العاملة أو من الأب أيضًا بسبب انشغالهما في العمل، بل ربما تسمعينها من ربة المنزل أيضًا بسبب أن وقت وجود الأطفال يصبح هو وقت الاستذكار، ويصبح هو أحيانًا وقتًا للشجار والغضب والعصبية للأسف.
الحقيقة أن ملخص الأمر هو الكيف وليس الكم، فقد تُغني نصف ساعة يومية من التواصل عن كثير من مشكلات البعد النفسي وعدم التواصل بين الآباء والأمهات وبين أطفالهم، وربما بين الأبوين أيضًا.
إذن ما الحل؟
الحل يتلخص في عدة خطوات مهمة..
- أولًا: احرصي على تنظيم يومك، خاصة لو كنتِ امرأة عاملة، بحيث يتخلل اليوم وقت للراحة يمنحك بعض من طاقة تعينك على إكمال يومك، أما إذا كنتِ ربة منزل فاحرصي على إنهاء أعمالك المنزلية مبكرًا قبل عودة الأطفال من المدرسة ونيل بعض من الراحة. ( اقرأي أيضا : الأم الجديدة: دور الأسرة والأصدقاء في مساعدتك )
- ثانيًا: تحديد موعد يومي يُتفق عليه مع زوجك ليصبح هذا وقتكما للتواصل والحوار والاتفاق على شؤون العائلة والأطفال، وحبذا لو يكون الصغار نائمين فيكون بعد نومهم – الذي يجب أن يكون مبكرًا - أو بعد الفجر قبل استيقاظهم مثلًا.
- ثالثًا: تحديد موعد للتواصل مع أبنائك.
- ابدأي دومًا الحوار بأن تروي لهم عن يومك، إن كنتِ ربة منزل، استقبليهم بالترحاب عند عودتهم من المدرسة وقدمي لهم الطعام الذي يحبونه، واحكي لهم عن يومك ثم اسأليهم عن يومهم، احرصي على أن ينالوا بعض من الراحة قبل الاستذكار، وحاولي أن تكوني صبورة عند مساعدتهم على المذاكرة.
- أما إن كنتِ امرأة عاملة، فيجب عليكِ أن تنالي بعضًا من الراحة بعد عودتك، والغداء مثلًا – أنت وأطفالك، وفي النصف الثاني من اليوم ابدأي بفترة تواصل لا تزيد عن النصف الساعة، إن كان الاستذكار يحتاج كثيرًا من الوقت، اشربي قهوتك أو شايك واصنعي لكل منهم كوبًا من الكاكاو أو اللبن أو العصير، واجعليه وقت الأسرة – شاي العصاري، كما كنا نفعل ونحن صغار مع آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وجداتنا.
- الخطوات الثلاث مهمة ويجب عليكِ الاستمرار فيها دومًا، وتعويضها إن فاتتك في يوم أو اثنين، واستمري عليها مهما كبر عمر أبنائك لأنها ستظل هي الخيط الذي يربطك بهم وسط كل المشاغل الحياتية وزخم الحياة السريعة المتواترة التي نحياها. (اقرأي ايضا : أخلاقيات احرصي على غرسها في أبنائك )