تربية الأطفال لم تكن أبدًا مهمة سهلة، لكنها مع ذلك ممتعة، إذا قررتِ أن تخوضينها بمحبة وتفهم، وأن تجعلي تربيتك لأبنائك فرصة لاكتشاف نفسك من جديد. وأصعب مراحل التربية تلك التي يترك فيها أبناؤنا مرحلة الطفولة استعدادًا لدخول مرحلة المراهقة والبلوغ، وهو ما يجعل كثيرًا من الأمهات يسألن: "كيف أتعامل مع ابني في عمر 10 سنوات".
كيف أتعامل مع ابني في عمر 10 سنوات؟
إليك بعض النصائح للتعامل مع أطفالك المقبلين على مرحلة المراهقة والبلوغ.
المحبة دون شروط: نفترض جميعًا كآباء وأمهات أننا نوفر المحبة دون قيد أو شرط، ومع ذلك، قد تكون لدينا سلوكيات أو كلمات منطوقة يمكن أن تقوّض شعور أطفالنا بأنهم محبوبون دون قيد أو شرط. تعرفي على: ما أفضل طريقة أعبّر بها عن حبي لطفلي؟
صنع ذكريات معًا: من الأفضل لكِ أن تقضي بعض الوقت مع أطفالك لإنشاء رابطة بينك وبينهم. ومن المهم أن يكون الوقت كافيًا لهم، وأن يكون وقتًا جيدًا وممتعًا، مثلا اصنعي طقسًا تناول الطعام معًا ولو بضع ليالٍ أسبوعيًا، وضعي قاعدة لا تسمح باستخدام الهواتف المحمولة أو غيرها على الطاولة خلال ذلك الوقت، كي يمكنكم التحدث، وقضاء بعض الوقت معًا. وتذكري أن الذكريات تُصنَع عندما تتأجج حواسنا وعواطفنا، لذلك حاولي دائمًا أن تحظي بأوقات سعيدة ولطيفة مع أبنائك من أجل صنع ذكريات جميلة.
التوقف عن الصراخ: توقفي عن الصراخ في التعامل مع مشكلاتهم أو إذا أخطأوا، لأن الصراخ يجعلهم قلقين، كما يؤثر فيهم عاطفيًا وعقليًا بطريقة سلبية. حاولي حين تغضبين منهم، أن تمنحي نفسك 10 ثوان لتهدئي، ثم تحدثي معهم بهدوء. وإذا فقدتِ أعصابك وصرختِ في وجوههم وأصابهم ذلك بذعر، عليكِ أن تعتذري إليهم وتعترفي بخطئك بهدوء.
تقديم الخبرات بدلًا من الألعاب: تقديم الألعاب بالتأكيد يسعد طفلك، لكنه لا يحتاج إلى فائض من الألعاب المعقدة والإلكترونية والمكلفة ليكون سعيدًا أو يتطور بطريقة صحية. استبدلي بالألعاب هديةً مختلفة، كاشتراك في درس موسيقى، أو مكتبة، أو زيارة متحف أو حديقة حيوان.
الاهتمام بسعادتك الشخصية: مدى سعادتك يؤثر في سعادة أطفالك ونجاحهم بشكل كبير.
التوقف عن التوقعات: المبالغة في تقدير الإنجاز المتوقع من الأبناء، قد يجعلهم أكثر عرضة للاكتئاب والقلق، مقارنة بالأطفال الآخرين.
التفاؤل: علّمي أبناءك النظر إلى الجانب المشرق من الأشياء، وهو ما سيؤثر فيهم بصورة إيجابية، فيجعلهم أكثر نجاحًا في التعليم، وبصحة نفسية وجسدية أفضل.
الذكاء العاطفي: حاولي أن تنصتي لأبنائك كثيرًا، وساعديهم على تحديد ما يشعرون به واجعليهم يعرفون أن ما يمرون به من مشاعر في هذه الفترة، أمر طبيعي ومقبول.
الانضباط الذاتي : حاولي أن تعلميهم الانضباط الذاتي، أي يكونوا ملتزمين ومسؤولين عن أنفسهم. الانضباط الذاتي من أهم الأشياء التي تضمن نجاح أبنائك مستقبلُا، وهو أهم من كونهم أذكياء.
طرق للتعامل مع السلوك غير المهذب للأطفال
يصدر بعض الأطفال تصرفات بها قدر كبير من العناد وعدم احترام القواعد والتعامل بعنف، إذ لم يحصلوا على ما يرغبون فيه، إليكِ نصائح للتعامل مع السلوك غير المهذب للطفل:
تجاهلي سلوكه في توجيه الأنظار نحوه: لا يعني التجاهل إهمال طفلك، وإنما عدم السماح لسلوكه غير المهذب بجعله يفلت من تنفيذ ما تطلبينه منه، مثلا لو طلبتِ منه ترتيب غرفته ولم يهتم، لا تجادليه وتتهميه بأنه يقوم بسلوكيات غير مهذبة، وإنما فقط امنحيه تحذيرًا بشأن ما يحدث إذ لم يرتب غرفته.
الالتزام الإيجابي: بدلًا من إخبار طفلك أنه ممنوع من القيام بشيء ما، أخبريه كيف يمكنه الحصول على امتياز إذا نفّذ المطلوب، مثلا لا تقولي: "إذا لم تفعل ما طلبته، فلن أسمح لك باللعب في الخارج"، وإنما قولي له: "يمكنك اللعب بالخارج بمجرد انتهائك من تنفيذ ما طلبته منك".
تحمل المسؤولية: إذا عاند طفلك معك وتصرف بشكل عنيف، كتكسير شيء في البيت، عليكِ أن تطلبي منه أن يصلحه. الاكتفاء بأن يعتذر الطفل لن يفيده، الأهم من ذلك تعليمه تحمل مسؤولية أفعاله.
أشياء عليكِ تفهمها عند تربية الأطفال في عمر 10 سنوات
أبناؤك في هذه المرحلة العمرية يعلمون أنهم على وشك مغادرة مرحلة الطفولة والدخول لعالم المراهقة والبلوغ، وهو يعلمون أن عليهم خوض ذلك بمفردهم، لذلك ادعميهم واحتويهم، واتركيهم لخوض تجربتهم بأنفسهم، مع ضرورة تفهم بعض الأشياء:
- قد يشعرون بالخوف من مواجهة بعض مشكلات الحياة، لكنهم لا يستطيعون التعبير عن ذلك، وفي المقابل، يحاولون التصرف بشكل ناضج والعمل على حلها بأنفسهم.
- عندما يتصرفون وكأنهم يكرهون الجميع، فهذا لأنهم يكرهون أنفسهم.
- قد لا يرغبون في التحدث معكِ أو إخباركِ بأي شيء، لكنهم بحاجة ماسة إليكِ لتفهمهم وتقبلهم، والاطمئنان أنك موجودة من أجلهم.
- يخشون من الفشل في أي شيء، خاصة أمام أصدقائهم.
- يجنحون نحو الحرية والاستقلال، حتى يتمكنوا من فعل ما يريدون، عندما يريدون، بالطريقة التي يفضلونها.
- يمكن أن يكونوا أفضل صديق لكِ في دقيقة واحدة، ثم يبتعدون عنك في اليوم التالي.
- هم ما زالوا في حاجة إلى حبك، لكنهم لن يعترفوا بذلك أو يطلبوه أبدًا.