متى يبدأ سن المراهقة؟

مراحل المراهقة

المراهقة المرحلة الانتقالية الأهم بين الطفولة والبلوغ، إذ يصاحبها كثير من التغيرات الجسدية والنفسية والمعرفية والعاطفية للطفل، ونتيجة لهذه التغيرات تختلف نظرة الأبناء للأشياء من حولهم وطريقة تعاملهم مع المواقف والمحيطين بهم، وقد يكون هذا الأمر مرهقًا للطفل والأم والأب معًا، لذا قد يعاني بعض الأبناء من الشعور بفجوة فكرية كبيرة بينهم وبين آبائهم، ما قد يدفعهم للانطواء عن الأهل في هذه الفترة، نتيجة شعورهم بأن لا أحد يستوعبهم ويفهم ما يمرون به، لذا فإن فهم مراحل المراهقة والتغيرات التي تحدث في كل مرحلة، قد يساعد على نموهم بشكل صحي، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي، وفي هذا المقال سنوضح لكِ هذه المراحل، وكيفية التعامل مع أبنائك في كل مرحلة.

مراحل المراهقة المختلفة

يعاني كثير من الأمهات والآباء عند التعامل مع أبنائهن في فترة المراهقة، فهي حقًّا فترة مرهقة لهم جميعًا، إذ يبدأ الأبناء في الشعور بالاستقلالية، والرغبة في إثبات الذات أو التمرد، وتميل الفتيات لإبراز أنوثتهن، والتطلع نحو الجنس الآخر، وغيرها من الأمور التي قد تواجهكِ وأبناءك في هذه المرحلة، لذا سنخبركِ فيما يلي بمراحل المراهقة والتغيرات المصاحبة لها:

المراهقة المبكرة

المرحلة من عمر 10 إلى 13 عامًا، وفيها يبدأ الأطفال في النمو بسرعة كبيرة، ويواجهون كثيرًا من التغيرات الجسدية، كنمو شعر الإبط والعانة، وظهور الثدي بشكل واضح عند الإناث، وكبر الخصيتين عند الذكور، وعادةً ما تبدأ هذه المرحلة في وقت مبكر للفتيات عن الأولاد بسنة أو سنتين، وأحيانًا تبدأ بعض التغيرات في وقت مبكر للغاية (ثماني سنوات للإناث، وتسع سنوات للذكور)، كذلك قد تبدأ الدورة الشهرية لدى الفتيات في سن الثانية عشرة تقريبًا. ويمكن أن تثير هذه التغيرات الجسدية الفضول والقلق لدى الأبناء، خاصةً إذا لم يحدثهم أحد بشكل واضح عنها.

المراهقة المتوسطة

تمتد من عمر 14 إلى 17 عامًا، وتستمر التغيرات الجسدية خلالها، وتحدث طفرة في نمو معظم الأطفال الذكور في هذه المرحلة، وقد يظهر على الإناث والذكور حب الشباب، وتكتمل التغيرات الجسدية بالنسبة للإناث، ومعظم الفتيات يكون لديهن دورات شهرية منتظمة الآن، وفي هذه المرحلة يهتم عديد من المراهقين بالعلاقات الرومانسية والرغبات الجنسية، الأمر الذي قد يكون مقلقًا، إذا لم يكن لديهم دعم من العائلة والمحيطين بهم.

المراهقة المتأخرة

المرحلة الأقرب للبلوغ، وتستمر من عمر 18 إلى 21 عامًا، وفيها يكتمل النمو الجسدي للمراهق تمامًا، ويكون لديه القدرة على التحكم في انفعالاته، وأكثر قدرة على التمييز والحكم على الأمور، واختيار الأصلح له دون تغليب مشاعره على عكس المراحل السابقة، ويتمتع المراهق في هذه المرحلة بشعور أقوى بشخصيته، التي تبدأ اتخاذ سمات وملامح محددة، ويصبح أكثر تركيزًا على المستقبل وطموحاته وآماله.

بعد أن استعرضنا معكِ مراحل المراهقة المختلفة، اكتشفي فيما يلي أهم التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة، وكيفية التعامل معها بشكل صحيح.

التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة

مثلما الحال مع التغيرات الجسدية، يمر المراهقون بتغيرات نفسية تؤثر فيهم وسلوكهم بشكل كبير، والتعامل مع التغيرات النفسية مهم للغاية، وقد يترك أثره في الأبناء طوال حياتهم، سواء بشكل إيجابي أو سلبي، وفيما يلي سنخبركِ عزيزتي بأهم التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة ونصائح للتعامل معها:

المرحلة المبكرة: يشعر المراهقون في هذه المرحلة بالحاجة لمزيد من الخصوصية، وقد يبدؤون باستكشاف طرق للاستقلال عن أسرهم، وقد يتخطون كثيرًا من الحدود في هذه الفترة، ويتفاعلون بحدة إذا حاولتِ أو الأب معاملتهم بشدة، أو وضعتِ مزيدًا من القيود عليهم، ويتمركز تفكير المراهقين في هذه المرحلة أيضًا حول الذات، وقد يشعرون بالخجل بشأن مظهرهم، وكما لو أنهم دائمًا موضع نقد من قبل المحيطين بهم.

  • حاولي عزيزتي التعامل بحذر في هذه المرحلة، وامنحى طفلك مزيدًا من الخصوصية، وحاولي أن يشاركك في وضع الحدود، وتحدثي معه، واجعلي العلاقة بينكما أقرب لصداقة، حتى تكسبي ثقته في هذه الفترة الحرجة.

المرحلة المتوسطة: تتميز هذه المرحلة بأنها مرهقة للآباء، إذ يكون المراهقون أكثر جدلًا وتمردًا، لرغبتهم في الشعور بمزيد من الحرية، لذا عادةً ما يقضون وقتًا أقل مع العائلة، ومزيد من الوقت مع الأصدقاء. يستمر التغير الفكري والنضج في هذه المرحلة، لكن تظل هناك اختلافات كثيرة في طريقة تفكير المراهق المتوسط مقارنةً بالبالغ، ويرجع الباحثون هذا الأمر إلى عدم اكتمال نمو الفصوص الأمامية من المخ، التي لا يكتمل نموها حتى يبلغ الشخص العشرينات من عمره، إذ يلعب الفص الأمامي دورًا كبيرًا في تنسيق اتخاذ القرارات المعقدة، والتحكم في الانفعالات، والقدرة على التفكير في الخيارات وعواقب الأمور. لذا في هذه المرحلة قد يكونون أكثر قدرة على التعامل مع المواقف، إلا أن عواطفهم القوية غالبًا ما تحكمهم في النهاية.

  • وجهي أبناءك دون ضغط، واستمعي لهم، وقابلي التمرد بمزيد من الاحتواء حتى يلجأوا إليكِ عند طلب النصيحة أو المشورة، ويمكنكِ أيضًا إذا شعرت بعدم القدرة على التعامل مع الأبناء في هذه المرحلة، استشارة اختصاصي نفسي حتى يساعدكِ على التعامل معهم خاصةً إذا كان لديهم سلوكًا عنيفًا أو رفض تام للاستماع وتقبل النصيحة، وإذا أثر سلوكهم على تعاملهم مع المحيطين أو في المدرسة.

المرحلة المتأخرة: ما زرعتيه عزيزتي في المراحل السابقة ستحصدينه الآن، فهي المرحلة التي يقترب الأبناء من النضوج الفكري والنفسي، وإذا كانت علاقتكِ معهم متوترة في الفترة السابقة فقد يرفضون توطيد العلاقة الآن خاصةً أنهم أكثر قدرة على اتخاذ قراراتهم والثبات على مبادئهم، وفي هذه المرحلة يحتاج الأبناء إلى صديق أكثر من أب وأم، خاصةً أنهم يشعرون بأنهم نضجوا بالقدر الذي لا يحتاجون فيه إلى من يملي عليهم أفعالهم، أو من يرسم لهم حدودًا، أو أن يفرض أحد عليهم رأيه.

  • دورك الآن التعامل بهدوء والاستماع أكثر من التحدث، والتوجيه غير المباشر في صورة إبداء رأي، شاركي أبناءك مشاعرهم دون نقد أو بناء أحكام، وعامليهم على أنهم قادرون على اتخاذ قراراتهم، وامنحيهم الثقة، وسيحاولون جاهدين ألا يخذلوا الثقة الموضوعة فيهم.

استعرضنا معكِ عزيزتي أهم مراحل المراهقة، والتغيرات التي تحدث في كل منها، تحلي بالصبر والهدوء، فهذه المرحلة ستحدد كثيرًا حياة أبنائك وعلاقتهم بكِ فيما بعد، ادعميهم في هذه المرحلة، وكوني إلى جانبهم، فهم يحتاجون إلى الدعم أكثر من النقد الدائم والأحكام.

تعرفي إلى مزيد من المقالات المتعلقة بكل ما يخص فترة المراهقة على موقع "سوبرماما".

عودة إلى أطفال

سارة أحمد السعدني السعدني

بقلم/

سارة أحمد السعدني السعدني

سارة أحمد السعدني تخصص كيمياء حيوية وميكروبيولوجي، تخرجت في جامعة عين شمس كلية العلوم بتقدير جيد جدًا، وحصلت على دبلومة التحاليل الطبية، عملت كمساعد باحث في المركز القومي للبحوث لمدة عام، واتجهت للكتابة في المحتوى الطبي منذ ثمانِ سنوات وكتبت ما يزيد عن 500 مق...

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon