في هذه المرحلة العمرية، يضطرب كل شيء وتختلف المفاهيم، فلا هو طفل صغير ولا هو شاب كبير.. هو بين بين. في هذه المرحلة، يريد أن يكتشف من يكون وماذا سيكون، وكيف يبدو في عيون الآخرين، في هذه المرحلة، يبدو المراهق في أضعف حالاته النفسية عندما يفقد الثقة في نفسه، فما أسباب ضعف الثقة بالنفس عند المراهقين؟ وما علاج ضعف الثقة في النفس عند المراهقين؟ هذا ما سيجيب عنه المقال.
أسباب ضعف الثقة بالنفس عند المراهقين
- عدم استقرار المناخ الأسري: فالشجار الدائم بين الأبوين والخلافات العائلية تضر كثيرا بالحالة النفسية لأبناءنا وثقتهم بأنفسهم.
- الإهمال: أن تهمل الأم ابنها، وألا يراعي الأب ابنه، فلا يجد الابن حبا واهتماما، وعادة يظن أنه السبب وبالتالي يفقد ثقته بنفسه.
- النقد الحاد والدائم: فتصرخ الأم دائما لابنها قائلة أنه "مش نافع" و"فاشل" و"مابيسمعش الكلام" وتوجه له النقد الحاد غير البناء.
- حلم الأبوين: كثيرًا ما يحلم الأبوين بأن يحقق ابنهما أحلامهما ويمتهن المهنة التي يفضلانها، رغم أنه لا يريد ذلك.
- الضعف الدارسي: أي أن يواجه الابن صعوبات في التعلم لا تمكنه من الحصول على الدرجات التي يسعى إليها.
- المرور بتجربة فشل: لأنهم صغار، يتصورون أنها نهاية العالم إذا لم يكسب مباراة هامة مع فريقه، أو سقط في امتحان ما.
- الاعتداء سواء بالضرب أو السب: بعض الأباء يستسهلون الضرب والسب لمعاقبة أبنائهم، ولكن هذه الطريقة من أهم مسببات ضعف الثقة لدى الأبناء.
- حب الشباب والتغيرات الفسيولوجية الأخرى: المظهر أكثر ما يهتم به المراهق في هذا السن، وبالتأكيد حب الشباب في وجهه يجعله يتألم نفسيا ويكره أن يبدو بهذا الشكل. كما أن هناك من الأبناء من لا يتقبلون التغيرات الفسيولوجية المصاحبة للبلوغ بسهولة، ما يؤدي لضعف الثقة بالنفس.
اقرئي أيضا: حب الشباب - الجزء الثاني: التوتر والتأثير النفسي
كيف أعرف أن ابني ضعيف الشخصية؟
- الانطواء: أن يكون غير اجتماعي، لا يميل لزيارات الأهل والأصدقاء كثيرًا، ودائرة أصدقائه محدودة جدًا.
- سوء التغذية: إما أن يميل للأكل كثيرا فيصبح بدينا أو يزهد في الأكل فيصاب بالنحافة.
- عدم تصديق المجاملات: إذا قلتٍ له أنه يبدو وسيم في هذا التي شيرت، فلن يصدقك.
- التوتر عند النقد: سواء كان نقدا بناءا أو حادا، فإنه يكره أن ينتقد ويتوتر وربما يكون رد فعله سيئ.
- عدم التعبير عن الرأي: عادة لا يعبر عن رأيه علانية، في حين أنه سيميل للتواصل عبر الإنترنت للتفاعل مع الناس والتعبير عن الرأي من خلال الشبكات الاجتماعية والمدونات.
اقرئي أيضا: المراهقون والإنترنت: 13 نصيحة للآباء
علاج ضعف الثقة في النفس عند المراهقين
هناك عدة طرق للتعامل مع ابنك المراهق، لعلاج ضعف الثقة في النفس لديه وتقوية شخصيته، سنخبرك بها في السطور الآتية:
كيف أقوي شخصية ابني المراهق؟
- احرصي على تخصيص جزء من وقتك لابنك باستمرار تقضونه في ممارسة لعبة معا أو الخروج للتسوق أو النادي أو مشاهدة التلفزيون معا أو حتى الجلوس في الشرفة لتبادل أطراف الحديث.
- أظهري حبك لابنك دائما بالابتسام والكلمات الطيبة، شجعيه واحرصي على مدح مميزاته وقدراته ومواهبه، واهتمي به وامدحيه أمام الآخرين.
- احرصي على الحوار الراقي بينك وبين زوجك، وتجنبي حدوث الشجارات بينكما أمام الأبناء.
- شجعي ابنك على ممارسة الرياضة وايجاد هواية يبدع فيها، فالرياضة والهوايات عموما ترفع الثقة بالنفس، لأن الابن يشعر أنه يمتلك موهبة أو قدرة تميزه عن الآخرين أو على الأقل تجعل منه إنسانا مفيدا.
- اهتمي بمعالجة حب الشباب الذي يظهر في وجه ابنك، ووضحي له أنه أمر طبيعي في سنه وسيزول. واحرصي كذلك على إعداد ابنك لتفهم كل التغيرات الفسيولوجية التي تحدث مع البلوغ.
- ساعدي ابنك على تجاوز محنة الفشل، واشرحي له أنها ليست نهاية العالم وأنه يمكن أن يتعلم منه. ساعديه أيضا على معرفة أسباب الفشل وكيف يمكن علاجها.
- فكري في أي طريقة للعقاب غير الضرب وتعمد الإهانة، غالبا ما تلجأ الأمهات لهذه الطريقة استسهالا أو غضبا، ولكن التربية الصحيحة تتطلب مجهودا لمعرفة الطريقة الصائبة للعقاب والتي لا تضر بنفسية ابنك كأثر جانبي.
- أعط ابنك الفرصة ليتخذ القرار بنفسه في بعض شؤونه، وشجعيه على تحمل مسؤولية بعض الأمور، فتحمل المسؤولية والتجربة يدعمان كثيرا ثقة المرء بنفسه لأنه يكتشف أنه قادر على التفكير واتخاذ القرار وتنفيذه وتحمل عقباته.
اقرئي أيضا: كيف تساعدين ابنك على اتخاذ القرارات؟
شاهدي أيضًا: كيف يمكن تعزيز ثقة الطفل بنفسه؟