إذا سألنا كل أم، هل تحبين طفلكِ؟ ستكون الإجابة نعم بالتأكيد.
لا يوجد شك في حب الأم لطفلها، فغريزة الأمومة هي أرقى وأسمى مشاعر الحب غير المشروط، السؤال هنا: هل تعبرين لطفلكِ عن حبكِ؟ وكيف؟ وهل يعلم طفلكِ أنكِ تحبينه؟
ينشأ مفهوم الحب والعاطفة لدى طفلكِ من خلالكِ أنتِ، فعندما تحبينه وتعبرين له عن ذلك بطرق صحيحة ومختلفة يكتسب منكِ هذه العاطفة وتصبح من صفاته الشخصية الأساسية.
اقرئي أيضًا: 4 خطوات لتقوية علاقتكِ بطفلكِ الرضيع
مثلما يحتاج منكِ طفلكِ الحصول على التغذية السليمة لبناء جسمه بالأطعمة الصحية والفيتامينات المختلفة، فإنه أيضًا بحاجة إلى تغذية روحه وقلبه بالحب والحنان والدفء، لكن هناك بعض الآباء والأمهات الذين يبالغون في الخوف على أبنائهم، فيقسون عليهم ويضعون لهم قواعد صارمة وعنيفة، ظنًا منهم أنهم يحافظون عليهم، ما يؤثر بالسلب على الصحة النفسية لأطفالهم.
كيف أعبر لطفلي عن حبي له؟
- يولد الطفل على الفطرة، فهو يستطيع التمييز بين المشاعر الصادقة والكلام الزائف، عبري لطفلك عن حبكِ له تعبيرًا لفظيًا صادقًا، بمعنى أن تقولي له أنكِ تحبينه وأنتِ تشعرين بذلك فعلًا، وليس ككلمة مكررة اعتدتِ أن تقوليها له قبل النوم أيًا كانت حالتكِ.
- على الرغم من عشق الطفل للهدايا والألعاب التي تقدمينها له، لكن لا تنسي أنه يحتاج للتقدير المعنوي أيضًا، وأعظم ما يمكنكِ أن تقدميه له هو وقتكِ، ليس بمعنى أن تجلسي معه وهو يلعب بجواركِ وأنتِ تشاهدين برنامجكِ المفضل على التلفاز، بل شاركيه النشاط المفضل لديه، واجعليه يشارككِ أنشطتكِ، مثل الذهاب للتسوق معًا وسؤاله عن رأيه في المشتريات.
اقرئي أيضًا: 6 أفكار تجعل تربية الأطفال أكثر متعة
- استمعي إلى طفلكِ جيدًا بكل حواسكِ، فالاستماع اهتمام، والاهتمام محبة.
- لا تركزي على صفاته السلبية، بل ابحثي عن صفة إيجابية فيه وامدحيها، وشجعيه على اكتشاف مواهبه وتطويرها.
- طفلكِ ليس له ذنب في ضغوط العمل والحياة التي تؤرقك، فحافظي على هدوئك وسيطري على انفعالاتك وردود فعلكِ مع طفلكِ، ولا تصرخي في وجهه ثم تشعرين بالندم فتحتضنيه لترسخي في ذهنه صورة مشوّهة عن المُحب القاسي الذي يصرخ ثم يحتضن.
- عندما يخطئ طفلكِ، تعاملي مع خطئه بهدوء وحزم في الوقت نفسه، فلا تصرخي به ولا تضربيه أبدًا، وامنحيه فرصة ثانية دائمًا.
- ثقي في طفلكِ، وأعطيه مهامًا صغيرة تناسب سنه ودعيه ينجزها بنفسه مثل إعادة تنظيم غرفته الخاصة أو تحضير مائدة الطعام معكِ، وامدحي مجهوده أيًا كانت النتيجة، حتى تعززي ثقته في نفسه، ولا تعطيه مهامًا صعبة فيشعر بالإحباط والفشل، وأخبريه بأنكِ تثقين به كثيرًا.
اقرئي أيضًا: 19 خطوة عملية لغرس الثقة بالنفس لدى الطفل
- متى ما وعدتِ طفلكِ بشيء، أوفي بوعدك له مهما كان ذلك صعبًا، فمن الضروري أن يكون لديكِ رصيد من الثقة عند طفلكِ، لتقوية الروابط العاطفية والنفسية بينكما.
- كثير من الأمهات يعتقدن أن من أسس التربية السليمة عدم تلبية جميع رغبات الطفل، حتى لا ينشأ الطفل مدللًا وغير مسؤول، ولكن هذا اعتقاد خاطئ ويؤثر بالسلب على الطفل، فاحترمي رغبات طفلكِ واشرحي له النتائج السلبية في حالة رغبته في شيء غير مناسب، ويمكنكِ اقتراح حلول بديلة لما يريده حتى لا يشعر أنكِ ترفضين رغبته لمجرد الرفض، وسيسمح له رصيد ثقته بكِ بتفهم الأمر وإيجاد حل يرضي كل منكما.
- وقت ما قبل النوم هو وقت مميز ومهم في حياة طفلكِ، فتأكدي من حصوله على حنان واهتمام منفرد في هذا الوقت بأن تحكي له قصة ما قبل النوم أو تغني له أغنية بصوتك الدافئ، وأخبريه كم تحبينه مع بعض القبلات الحنونة والأحضان الصادقة، واحرصي على أن يخلد طفلكِ إلى النوم وهو سعيد ومشبع بالحب والحنان.