كل شيء عن القيء المستعصي

 "مبروك.. حامل"

عادة ما تكون هذه هي البشرى التي تزفها الأخريات لمن تشعر بالغثيان المصحوب بقيء أحيانًا. وتنتظر بعض النساء هذه العلامة بفارغ الصبر فتحتمل القيء والإرهاق انتظارًا للطفل القادم، لكن هل تظنين أن الغثيان والقيء في الأشهر الأولى فحسب؟!

اقرئي أيضًا الأعراض المبكرة للحمل

مع بداية حملي وشعوري بالغثيان والقيء كنت أظن بطبيعة الحال أنه أمر شائع ولكن مع زيادة معدل القيء فلا أكاد أضع شيئا في فمي حتى أسرع إلى المرحاض لأتقيأه، وذهبت إلى الطبيبة لتخبرني أنه أمر شائع، ولكن استمر القيء الذي صاحبه بالقطع فقدان في الوزن وشعور بالضعف العام فذهبت إلى طبيبة أخرى لتخبرني بأن لدي ما يطلق عليه قيء مستعصٍ (Hyperemesis Gravidarum) وبضرورة توجهي فورًا إلى المستشفى لحجزي لمدة 48 ساعة دون تناول أي طعام أو شراب فقط محاليل الجلوكوز والصوديوم وأدوية مضادة للقيء تضخ في هذه المحاليل. وبعد انقضاء هذين اليومين خرجت من المستشفي وقد تحسنت حالتي فانخفضت معدلات القيء من (خمسة عشر مرة فأكثر) إلى مرتين أو ثلاث مرات واستمر هذا الأمر إلى يوم الولادة الذي انتابتني فيه نوبات القيء مرتين فقط.

كانت هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا المصطلح. وقد وصف لي طبيب آخر بعض الأدوية عند الضرورة لتقليل نوبات القيء (نافيدوكسين) ونصحني بسرعة تناول المياه أو بعض اللقيمات فور شعوري بالرغبة في القيء، ولكن لم يكن هذا كافيًا لتفادي نوبات القيء كلية فكنت دائمة الاحتفاظ بأكياس للتقيؤ فيها أثناء وجودي بالخارج.

وتعاني نسبة 70-80% من الحوامل من الغثيان وأوضحت الدراسات الأمريكية أنه هنالك ما لا يقل عن 60000 حالة تعاني من القيء المستعصي تلقت العلاج بالمستشفى. ويعتقد البعض أن السبب في ذلك يرجع إلى زيادة في معدلات الهرمون، ولكن يبقى السبب الفعلي غير معروف.

الأعراض

عادة ما تظهر أعراض القيء المستعصي ما بين الأسبوع الرابع إلى السادس (4-6) وقد تزيد معدلاتها بين الأسبوع التاسع إلى الثالث عشر (9-13) من الحمل. وتشعر غالبية النساء بالتحسن بين الأسبوع الرابع عشر إلى العشرين (14-20) من الحمل، ولكن هناك نسبة 20% تحتاج إلى الرعاية طيلة الحمل.

وتتمثل الأعراض في الشعور بالغثيان الشديد، القيء، رفض الطعام، خسارة الوزن حيث تفقد 5% أو أكثر من الوزن قبل الحمل، نقص الصوديوم في الدم، انخفاض معدل التبول، الجفاف، الصداع، الإغماء، اليرقان (اصفرار الجلد)، الإعياء والإرهاق الشديد، انخفاض ضغط الدم، تزايد معدل ضربات القلب، انخفاض مرونة الجلد، اكتئاب ثانوي.

قيء مستعصٍ أم غثيان الصباح؟

ولكي لا يختلط عليك الأمر إليك بعض الاختلافات بين القيء المستعصي وغثيان الصباح:

التشخيص

يجري التشخيص عادة بقياس معدل فقدان الوزن، البحث عن الكيتون (أحماض دهنية ينتجها الجسم نتيجة حرقه الدهون لتوليد الطاقة عوضًا عن حرق سكر الجلوكوز)، تقييم الحالة الكلية للأم؛ للوقوف عما إذا كان يتعذر عليها مزاولة أنشطتها اليومية أم لا.

العلاج

تتطلب بعض الحالات البقاء في المستشفي لتلقي العلاجات التالية:

-        السوائل عبر الوريد للتغلب على الجفاف ونقص الصوديوم بالدم.

-        التغذية العلاجية عبر الأنابيب.

وهناك أساليب أخرى للعلاج منها:

-        الراحة بالسرير.

-        الإبر الصينية.

-        الأعشاب مثل الزنجبيل أو النعناع.

وللأسف لا يوجد علاج كلي للقيء المستعصي ولكن كلما بدء العلاج مبكرًا زادت فاعليته. وفي حالة تكرار الحمل يزيد معدل إصابتك بالقيء المستعصي مرة أخرى.

هل يؤثر القيء المستعصي على طفلي؟!

تُشير الدراسات إلى عدم تأثير القيء المستعصي على طفلك إلا عند إهمال علاجه فقد ينتج عن انخفاض الوزن خلال الحمل ولادة طفلك أصغر حجمًا من المتوقع، ولذلك ينصح بالمتابعة لتجنب حدوث الجفاف.

أحاسيس مختلطة

وقد تنتابك بعض المشاعر المختلطة خلال فترة الحمل؛ نظرًا لشعورك بالإرهاق، مما يحول بينك وبين مزاولة أنشطتك اليومية، وقد تشعرين بالقلق حيال الخروج من المنزل، فقد تضطرين للتقيؤ بالخارج! وقد تنتابك مشاعر الحيرة؛ لأنه لا يحدث لكل الحوامل هذا الأمر.

وإن كان في هذا بعض العزاء.. لست وحدك!! والأمر يستحق العناء.