قصور الغدة الدرقية هو حالة تكون فيها الغدة الدرقية غير نشطة وتُنتج كميات غير كافية من الهرمونات، وهو أكثر اضطرابات الغدة الدرقية شيوعًا عند الأطفال، ويعاني الأطفال المصابون بالاضطراب من أعراض مختلفة عن البالغين، ويمكن أن يؤدي قصور الغدة الدرقية عند الأطفال حديثي الولادة إذا تركتيه دون علاج إلى إعاقة ذهنية وتأخر نمو شديد، لذا سنوضح لكِ في هذا المقال أهم أسباب قصور الغدة الدرقية عند الأطفال، وأعراضه، وتأثيره على نمو الطفل.
أسباب قصور الغدة الدرقية عند الأطفال
يحدث قصور الغدة الدرقية عند الأطفال نتيجة لعدة أسباب، ويُعد التاريخ العائلي أو العامل الوراثي هو السبب الأكثر شيوعًا، فالأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي بالمرض أكثر عرضة للإصابة بأمراض الغدة الدرقية، ويحدث قصور الغدة الدرقية عند الأطفال نتيجة لعدة أسباب أهمها:
- داء هاشيموتو: وهو هو رد فعل مناعي ذاتي يقوم فيه جهاز المناعة في الجسم بتدمير الغدة الدرقية ببطء، ويظهر بشكل أكثر شيوعًا خلال فترة البلوغ، ويؤثر على الفتيات أكثر من الفتيان.
- عدم وجود كمية كافية من اليود في النظام الغذائي للطفل.
- ولادة الطفل بغدة درقية غير نشطة، أو دون غدة درقية (وتسمى أيضًا قصور الغدة الدرقية الخلقي).
- تناول الأم لأدوية الغدة الدرقية في أثناء الحمل قد يؤثر بشكل كبير على الجنين.
- اضطرابات الغدة النخامية.
أعراض خمول الغدة الدرقية عند الأطفال
قد يحدث قصور الغدة الدرقية في أي مرحلة عمرية، ولكن الأعراض تختلف لدى الأطفال عن البالغين، وتختلف في الأطفال حديثي الولادة عن الأطفال الأكبر سنًا، وتظهر الأعراض في الأسابيع أو الأشهر القليلة الأولى بعد الولادة، وتتشابه أعراض قصور الغدة الدرقية في الأطفال حديثي الولادة مع العديد من الحالات الأخرى، لذا فقد لا يلاحظها الآباء أو الأطباء، وتشمل الأعراض:
- اليرقان (اصفرار الجلد والعينين والأغشية المخاطية).
- صراخ أجش.
- ضعف الشهية.
- الإمساك.
- فتق سري.
- برودة الجلد.
- بطء نمو العظام.
- قلة البكاء.
- تنفس الطفل بصوتٍ عالي.
- النوم لفترة طويلة.
- كبر حجم اللسان.
أما الأعراض في الأطفال الصغار، فتشمل:
- بطء النمو.
- تأخر تطور الأسنان.
- الشعور الدائم بالتعب.
- الشعور بالبرد.
- الإمساك.
- تأخر البلوغ.
- صوت أجش.
- بطء الكلام أو التلعثم.
- تدلي الجفون.
- تورم وانتفاخ الوجه.
- تساقط الشعر.
- جفاف الجلد.
- تباطؤ النبض.
- زيادة الوزن.
تأثير الغدة الدرقية على نمو الطفل
تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على تطور العظام ونموها، لذا قد يتسبب قصور الغدة الدرقية لدى الأطفال في العديد من مشكلات النمو أهمها:
- قصر القامة.
- التقزم.
- قصر الأطراف.
- تأخر نمو الأسنان.
- تأخر البلوغ فيما بعد.
ولا يقتصر الأمر على النمو الجسدي فقط، إذ يرتبط قصور الغدة الدرقية بتباطؤ النمو العقلي أيضًا، وزيادة الوزن، وتلعثم النطق، ما قد يؤثر أيضًا على التواصل الاجتماعي والمهارات المعرفية لدى الطفل.
هل يمكن الشفاء من خمول الغدة الدرقية؟
كلما تم اكتشاف الحالة مبكرًا كانت النتائج أفضل، وبصفة عامة فإن معظم حالات خمول الغدة الدرقية لدى الأطفال يمكن علاجها، مع مراعاة الالتزام بالجرعات، ومواعيد الدواء (يجب تناول علاج الغدة الدرقية في نفس الموعد يوميًا)، ولا يجب تناول أدوية الغدة الدرقية في نفس التوقيت مع مكملات الحديد والكالسيوم، ويمكن لغالبية الأطفال المصابين بقصور الغدة الدرقية الذين ينتظمون في تناول أدويتهم تحقيق النمو والتطور الطبيعي، وتعتمد أدوية الغدة الدرقية (الهرمونات البديلة) على وزن وعمر الطفل، ما يحتاج إلى المتابعة بانتظام مع الطبيب وإجراء الفحوص في أثناء مرحلة العلاج، لضبط الجرعات حسب نمو الطفل.
علاج خمول الغدة الدرقية طبيعيًا
لا يوجد علاج طبيعي سواء بالأعشاب أو بالأنظمة الغذائية يمكنه علاج الغدة الدرقية بمفرده، ولكن يمكن لبعض الأكلات أو المكونات الطبيعية أن تساهم مع العلاج الذي يصفه الطبيب في تحسين وظيفة الغدة الدرقية وتعزيز إنتاج الهرمونات، ومنها:
- الأطعمة التي تحتوي على اليود: إذ تحتاج الغدة الدرقية لعنصر اليود لإنتاج هرموناتها، ولا يقوم الجسم بإنتاج اليود، ولكن يمكن الحصول عليه من الأطعمة، مثل الحليب، والملح المعالج باليود، والبيض، والأسماك المالحة.
- الأطعمة الغنية بالسيلينيوم: يؤثر عنصر السيلينيوم بشكل كبير على وظيفة الغدة الدرقية، وتشير الدراسات أن تناول المكملات الغذائية الغنية بالسيلينيوم يساعد على إعادة التوازن في مستوى الثيروكسين، ويوجد السيلينيوم في العديد من الأطعمة، أهمها: التونة، اللحم البقري، الشوفان.
- الكركم: يحتوي الكركم على مادة "الكركمين"، التي تعرف بخواصها المضادة للأكسدة والالتهاب، ما يساعد على تقليل هجوم الجهاز المناعي على الغدة الدرقية.
- الزنجبيل: يساعد تناول الزنجبيل بفضل خواصه المضادة للالتهاب على استقرار الغدة الدرقية وتقليل خطر الإصابة بقصور وفرط نشاط الغدة الدرقية، وإذا كان من الصعب على الطفل تناوله، فيمكنكِ إضافته على التتبيلات أو السلطات.
دواء لعلاج قصور الغدة الدرقية
في معظم الحالات، يمكن علاج قصور الغدة الدرقية باستخدام حبوب هرمونات الغدة الدرقية البديلة (ليفوثيروكسين)، يتطابق ليفوثيروكسين كيميائيًا مع هرمون الغدة الدرقية (T4)، والذي يُفرز بشكل طبيعي في أجسامنا، ويعمل العلاج الهرموني البديل على إعادة مستويات هرمون الغدة الدرقية لطفلك إلى وضعها الطبيعي طالما يتم تناوله كما هو موصوف، ويمكن إعطاء الحبوب للمرضى من جميع الأعمار، من الأطفال حديثي الولادة إلى الأطفال الأكبر سنًا، وإذا كان طفلك يعاني من قصور الغدة الدرقية وتم وصف الدواء له، اسحقي الأقراص واعطيها لطفلك مع حليب الثدي أو الحليب الصناعي أو الماء، إذ لا يوجد شكل سائل للدواء، ويمكن للأطفال الأكبر سنًا ابتلاع الدواء أو مضغه، وقد يقلل الطعام من الامتصاص، ولكن بشكل عام، من المهم أن يتناول الطفل علاج قصور الغدة الدرقية في نفس الوقت تقريبًا يوميًا.
قد يصف الطبيب استخدام كلًا من ليفوثيروكسين (T4) وليوثيرونين (T3)، ويعتمد الأمر على استجابة طفلك للعلاج بالليفوثيروكسين فقط، بالإضافة إلى تقييم فحوص طفلك المعملية لهرمون الغدة الدرقية.
في النهاية، فإن قصور الغدة الدرقية عند الأطفال من الحالات الشائعة التي يمكن علاجها لينمو الطفل بعدها بصورة طبيعية، فقط احرصي على مراقبة طفلك وتطور نموه، والأعراض التي ذكرناها لكِ في المقال، لاكتشاف الحالة وعلاجها في وقت مبكر.
يحتاج أطفالنا الكثير من الانتباه والرعاية في بداية حياتهم، لتتعرفي إلى المزيد من النصائح الصحية والغذائية لطفل ذي صحة أفضل، زوري قسم تغذية وصحة الأطفال.