الولادة من الأمور التي تثير قلق كل حامل، ومن الطبيعي ألا تكون الولادة القيصرية أمرًا مخططًا له مسبقًا، لكن نحو ربع الحوامل يضطررن إلى الولادة بهذه الطريقة لأسباب مختلفة. إذا ولدتِ قيصريًّا مسبقًا، ففرصة الولادة بهذا الشكل في المرة التالية ستكون أكبر، وفي هذه الحالة ستكونين أكثر وعيًا وخبرة بالتجربة، لكن ستبقى هناك أمور تثير قلقك، مثل شكل جرح الولادة القيصرية الثانية، وهو ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
كيف يكون شكل جرح الولادة القيصرية الثانية
غالبًا يكون جرح الولادة القيصرية الثانية هو نفسه الجرح الأول، إذ يفتح الطبيب الجرح السابق الذي في معظم الحالات يكون أفقيًّا، وطوله من أربع إلى خمس بوصات، أي من 10 إلى 12 سنتيمترًا، ويقع الجرح أسفل منطقة الرحم، فوق العانة بعدة سنتيمترات، ثم يفتح الطبيب الطبقات الداخلية من الجلد والعضلات، ويستخرج رأس الجنين وباقي جسمه، والحبل السري والمشيمة، وينظف الرحم، ثم يغلق الجرح مرة أخرى بإحدى الطرق التالية:
- المشابك: يستخدم الطبيب دباسة الجلد، لإغلاق الجرح بدبابيس معدنية، وهو الخيار الأكثر شيوعًا، لأنه الأسرع والأسهل.
- الغرز الجراحية: يستخدم الطبيب في هذه الطريقة الإبر والخيوط الجراحية لخياطة الجرح، وبينما تستغرق هذه الطريقة وقتًا أطول -30 دقيقة تقريبًا- إلا أن كثيرًا من الأطباء يعتقدون أنها قد تجعلك أقل عرضة لمضاعفات الجرح.
- الغراء الجراحي: مادة لاصقة للجلد، تغلق حافتي الجرح معًا، ويعتقد الأطباء أنها الطريقة الأقل احتمالية لإصابتك بندوب مكان الجرح، لكنها ليست دائمًا خيارًا ممكنًا.
لذلك لا داعي للقلق، في أغلب الحالات لن يكون هناك جرح جديد للولادة القيصرية الثانية، بل سيكون نفسه الجرح السابق، لكن هناك بعض الحالات الخاصة التي قد تضطر الأطباء إلى فتح جرح آخر، إليكِ تفصيل ذلك:
- وجود ندوب شديدة حول الجرح الأول: إذا كانت الندوب شديدة بحيث لا يمكن إزالتها خلال الولادة، أو أنها قد تعيق خروج الجنين، سيضطر الأطباء إلى فتح جرح آخر.
- المشكلات الطارئة في الولادة: في حالات وجود مشكلة طارئة خلال الولادة تستدعي إخراج الجنين سريعًا، فقد يضطر الأطباء إلى فتح جرح رأسي بدلًا من الأفقي، لأنه أسرع في إخراج الجنين، لكنه بالطبع له مضاعفات أكثر، ومعدل شفائه أبطأ.
اقرئي أيضًا: كل ما يخص الولادة القيصرية الثانية
نصائح للعناية بجرح الولادة القيصرية
هناك بعض الأمور التي تساعد على التئام جرح الولادة سريعًا، وتقلل فرصة تكوُّن الندوب وآثارها، إليكِ بعضها:
- حافظي على الجرح نظيفًا: احرصي على أن تلمس بعض المياه والصابون الجرح خلال الاستحمام بعد الولادة، إذ لا حاجة لعزل الجرح عن الماء طالما كان ملتئمًا، لكن احرصي على التجفيف بهدوء شديد دون فرك مكان الجرح.
- استخدمي الكريمات التي يصفها لكِ الطبيب: بعض الأطباء يصفون مضادًّا حيويًّا على هيئة كريم للجرح، مع بعض الكريمات المرطبة كالفازلين المعقم، وبعض الأطباء لا ينصحون باستخدام أي كريم، لذا التزمي بتعليمات طبيبك في هذا الأمر.
- احرصي على تهوية الجرح: يساعد الهواء على شفاء الجروح والإصابات سريعًا، لذا استغلي أي وقت خلال اليوم، وارتدي زيًّا مريحًا، واكشفي مكان الجرح.
- التزمي بالمواعيد التي يحددها الطبيب: إذا كان الخيط الذي يستخدمه الطبيب في خياطة الجرح لا يذوب، فالتزمي بموعد الإزالة، إذ إن بقاء الخيط أكثر من اللازم يساعد على تكوين الندوب.
- توقفي عن ممارسة الرياضة: قد يطلب منكِ الطبيب التوقف عن ممارسة الرياضة، وأي نشاط عنيف مدة تتراوح بين شهرين وعدة أشهر بعد الولادة، إذ إن ممارسة الرياضة مبكرًا قد تفتح الجرح مرة أخرى.
- تحركي: الحركة الطبيعية بعد الولادة القيصرية -كالمشي- تساعد على سرعة شفاء الجرح، إذ إنها تحسن الدورة الدموية للرحم ومكان الجرح، كذلك تساعد على الوقاية من الجلطات بعد الولادة.
ختامًا عزيزتي، بعد تعرفك إلى شكل جرح الولادة القيصرية الثانية، وطرق العناية بالجرح، إذا لاحظتِ أن جرحكِ متورم أو ملتهب أو تخرج منه إفرازات صديدية أو دموية، أو كانت رائحته سيئة، أو ارتفعت درجة حرارتكِ، اذهبي لطبيبك فورًا، إذ ربما تعانين تلوثًا بالجرح.
الولادة وما بعدها من أكثر المراحل التي تحتاج فيها المرأة إلى الدعم، خاصة إذا كانت أمًا لأول مرة، اعرفي كل ما تحتاجين إليه من نصائح "سوبرماما"حتى تعبري هذه المرحلة بأمان في الولادة.
