عند إغلاق الجلطة لواحد من الشرايين الرئوية، يحدث الانصمام الرئوي أو جلطة الرئة، وقد يؤدي ذلك إلى تليف جزء من الرئة وتقليل مستويات الأكسجين في الدم، ما يؤثر في الأنسجة الأخرى للجسم، ويكون خطرًا جدًا ويجب السيطرة عليه سريعًا لتقليل مخاطره، والجلطة قد تتكون في أي مكان بالجسم لترتحل للرئة خلال الأوعية الدموية وتسدها، في هذا المقال، نذكر بعض أسباب جلطة الرئة وأعراضها وخياراتها العلاجية، فتابعينا.
أسباب جلطة الرئة
يسري الدم من القلب للرئتين خلال الشرايين الرئوية، وفي الرئة، يحمل الدم الأكسجين ليصبح غنيًا به ويعود للقلب الذي يضخه لكل أعضاء الجسم ليغذيها، وعند انسداد أحد شرايين الرئة بالجلطة يعيق ذلك سريان الدم الطبيعي ما يؤدي إلى مشكلات خطرة، وقد تتكون الجلطة لعدة أسباب، لكن في معظم الأحيان تكون بسبب جلطات الأوردة العميقة التي تتكون فيها الجلطات الدموية عميقًا داخل الجسم، كما في أوردة الأرجل أو الحوض أو الأذرع، ثم ترتحل هذه الجلطات للرئة، ومن أسباب تكوّن هذه الجلطات الدموية في الأوردة العميقة:
- الإصابة أو الجروح، مثل كسور العظام والتمزق العضلي، التي يحدث معها تضرر بالأوعية الدموية القريبة منها فتتكون الجلطات.
- السكون وعدم الحركة مدة طويلة، فتتسبب الجاذبية في ركود الدم في المناطق السفلى من الجسم، ما يؤدي إلى تكون الجلطات، كما عند الاستلقاء مدة طويلة للتعافي من المرض أو الجلوس كثيرًا في الرحلات الطويلة.
- الحالات التي تسهّل من تكوّن الجلطات، مثل حالات السرطان أو الخضوع لجراحة حديثة أو الحمل.
- الأدوية التي تزيد من فرص حدوث الجلطات، مثل حبوب منع الحمل.
في بعض الأحيان النادرة، قد يحدث انسداد في الشريان بشيء آخر غير الجلطة الدموية، مثل فقاعة هواء أو جزء منفصل من ورم في الجسم أو قطيرات دهنية أو جزء من السائل السلوي المحيط بالجنين، الذي قد يتسرب للدم في أثناء الولادة ويصل للرئة، أو أي جسيم آخر يسري مع الدم ليستقر في الرئة.
في الفقرة التالية نتعرف إلى أعراض هذا المرض.
اقرئي أيضًا: 5 أعراض لجلطة الساق
أعراض جلطة الرئة
تختلف أعراض جلطة الرئة بحسب حجم الجلطة ومكان استقرارها في الرئة والحالة العامة الصحية، لكن أكثر الأعراض شيوعًا ضيق التنفس، الذي قد يكون تدريجيًا أو مفاجئًا، ومن أعراضها أيضًا:
- برودة الجلد أو ازرقاقه، خاصة الشفتين وأطراف الأصابع.
- ألم الصدر الذي قد ينتشر للأذرع أو الفك أو الرقبة أو الكتف.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- الدوخة والتشتت.
- تسارع النفس.
- تسارع ضربات القلب.
- الإغماء.
- القلق والهياج.
- السعال وبصق الدم.
- ضعف النبض.
- التعرق الغزير.
- ارتفاع الحرارة.
- ألم الرجل وتورمها.
- الألم المفاجئ في الظهر.
من أعراض جلطات الأوردة العميقة:
- تورم الرجل أو الذراع.
- ألم الرجل عند الوقوف والمشي.
- دفء الرجل أو الذراع عن الطبيعي.
- احمرار أو ازرقاق الجلد في المنطقة المصابة.
- ظهور أوردة الرجل أو اليد أكبر من الطبيعي.
يمكن علاج الحالة بحسب حجم الجلطة وموقعها، فالتجلطات الصغيرة قد يصف لها الطبيب الأدوية، مثل مضادات التخثر كالهيبارين والوارفارين، أو في الحالات الطارئة مذيبات التجلط، أو في حالات التجلط الكبيرة أو الخطرة قد تُجرى عملية جراحية لاستئصال الجلطات.
لكن هل جلطة الرئة مميتة؟ هذا ما نجيب عنه فيما يلي.
اقرئي أيضًا: 9 أسباب لتخثر الدم
هل جلطة الرئة مميتة؟
قد يكون الانصمام الرئوي مهددًا للحياة، فنحو ثلث المصابين به إن لم تُكتشف حالتهم أو علاجها بشكل صحيح لا يستطيعون النجاة، فبسبب إغلاق سريان الدم للرئة بالجلطة قد تتلف الرئة بشكل دائم، كذلك الجلطات الكبيرة والمتعددة قد تكون مهددة للحياة، لكن على الجانب الآخر فالعلاج الصحيح والعاجل يزيد كثيرًا من فرص الشفاء ويقي من تلف الرئة الدائم.
كما أن الانصمام الرئوي قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الرئوي، وفيه يزداد ضغط الدم في الرئة وفي الجزء الأيمن من القلب، ما يجعل القلب يعمل بقوة أكبر لدفع الدم خلال هذه الأوردة المسدودة، ما يزيد من ضغط الدم ويضعف عضلة القلب في النهاية، وهذه الحالات قد تكون خطرة ومميتة أيضًا.
تزداد الإصابة بالانصمام الرئوي في بعض الأشخاص الذين تزداد عندهم عوامل الخطر مثل:
- المصابون بالسرطان.
- أصحاب التاريخ العائلي للجلطات.
- المتعرضون سابقًا لنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- الخاضعون حديثًا لجراحة كبيرة.
- أصحاب الوزن الزائد.
- كبار السن.
- أصحاب النمط الحياتي الساكن، الذين يفرض عليهم عملهم الجلوس مدة طويلة.
- الذين يتناولون هرمونات الأستروجين أو التستوستيرون.
- المصابون سابقًا بعدوى شديدة لفيروس كورونا المستجد.
- النساء الحوامل.
- المدخنون.
اقرئي أيضًا: جلطة الساق بعد الولادة: الأعراض والعلاج
ختامًا عزيزتي، بعد مقالنا عن جلطة الرئة وأسبابها وأعراضها وإن كانت مميتة أم لا، فإنه لمنع الإصابة بجلطات الأوردة العميقة قد يصف الطبيب لأصحاب عوامل الخطر مضادات التخثر أو ارتداء الجوارب الضاغطة مع رفع أرجلهم والنشاط البدني والحركة، خاصة بعد الجراحات وفي أثناء الحمل، وشرب السوائل لمنع الجفاف وتكوّن الجلطات، وننصح من يجلس طويلًا لسفر أو عمل بأخذ راحة كل ساعة والتجول أو ثني الركبة.
الحفاظ على صحتك البدنية والنفسية، يحتاج منكِ إلى اتباع عادات يومية صحيحة، وممارسة التمارين، والحصول على وجبات صحية متوازنة، وهو ما يمكنكِ تحقيقه عبر نصائحنا في قسم الصحة على موقع "سوبرماما".