تختلف الآثار الصحية للصيام في رمضان، ربما لأن طول الصيام والظروف المناخية تختلف باختلاف الوقت من السنة والبلد، لكن لا يوجد شك من وجود عدد هائل من الفوائد الصحية للصيام والتي لا يمكن التغاضي عنها، بل إن الصيام أصبح واحد من أهم الطرق التي وضعها العلماء لاستعادة نشاط الجسم وطرد السموم منه تحت ما يُسمى "الصيام المتقطع"، ولذلك صيام رمضان يحمل للجسم عدد من الفوائد الصحية التي نذكرها معًا في هذا المقال.
الفوائد الصحية للصيام
للصيام مجموعة من الفوائد الصحية التي أثبتها العلم منها:
- يُعزز التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق الحد من مقاومة الأنسولين: الصيام يُحسن التحكم في نسبة السكر في الدم، وبذلك يكون مفيدًا بشكل خاص لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بداء السكري، ويساعد في الحد من مقاومة الأنسولين الذي قد يؤدي إلى زيادة حساسية الجسم للأنسولين، ما يسمح له بنقل الجلوكوز من مجرى الدم إلى الخلايا بكفاءة أكبر، ويمكن أن يساعد ذلك في الحفاظ على استقرار نسبة السكر في الدم ، ما يمنع الارتفاعات والانهيارات في مستويات السكر في الدم.
- يُعزز صحة أفضل من خلال مكافحة الالتهابات: وجدت بعض الدراسات أن الصيام يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الالتهابات، لذا قد يكون مفيدًا في علاج الأمراض، مثل التصلب المتعدد.
- يُعزز صحة القلب عن طريق تحسين ضغط الدم والدهون الثلاثية ومستويات الكوليسترول: لذلك ارتبط الصيام بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.
- يُعزز وظيفة الدماغ ويمنع الاضطرابات العصبية التنكسية: الصيام يمكن أن يحسن وظائف الدماغ، ويزيد من توليف الخلايا العصبية، ويحمي من الأمراض العصبية التنكسية، مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون.
- يُساعد في التخلص من الوزن الزائد: عند تقليل تناول السعرات الحرارية التي تتناولينها في فترة الإفطار، يساعد الصيام عملية التمثيل الغذائي عن طريق زيادة مستويات الناقل العصبي نورابينيفرين (norepinephrine)، ما قد يعزز فقدان الوزن والدهون في الجسم، ويساعد في الحفاظ على أنسجة العضلات.
- يُزيد إفراز هرمون النمو: الصيام يمكن أن يزيد بشكل طبيعي من مستويات هرمون النمو البشري (HGH)، وهو نوع من هرمونات البروتين يشارك في النمو والتمثيل الغذائي وفقدان الوزن وقوة العضلات.
- يُساعد في علاج السرطان: الصيام قد يعيق نمو الورم ويزيد من فاعلية العلاج الكيميائي، ومع هذا فهي أبحاث قليلة ولم تثبت فعاليتها على جميع المرضى.
بالإضافة إلى كل ما سبق سنعرف الآن تأثير الصيام على مجموعة من العمليات المهمة في الجسم..
تأثير الصيام على السكر
الصيام قد يحسن التحكم في نسبة السكر في الدم، ولكنه قد يكون غير آمن على مرضى السكري، خاصةً في الربيع والصيف عندما يكون المناخ دافئًا، لأن مستويات السكر في الدم يمكن أن تنخفض بشكل خطير (وهذا ما يُسمى نقص السكر في الدم)، خاصةً إذا كنتِ تتناولين أدوية مثل الأنسولين للسيطرة على مرض السكري، يمكن أن يتسبب نقص السكر في الدم في الشعور بالدوخة أو الإغماء أو الدخول في غيبوبة.
تأثير الصيام على الغدة الدرقية
للصوم تأثير على الغدة الدرقية، خلال ساعات الصيام يرغب الجسم في الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الطاقة، فيتسبب في انخفاض مستويات هرمون الثيروكسين T3 (أحد هرمونات الغدة الدرقية) والمسؤول عن مد الجسم بالطاقة، وتتوازن مستويات الثيروكسين T3 مرة أخرى بعد الإفطار، وللصوم تأثير إيجابي على أدوية الغدة الدرقية، فيكون تناولها أكثر كفاءة وأكثر امتصاصًا من تناولها خلال الأيام العادية.
تأثير الصيام على الكلى
يتجلى تأثير الصيام الكامل على وظائف الكلى من خلال ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم، وخفض وظائف الكلى بشكل طفيف، ولكن تبقى داخل المعدل الطبيعي لها، كما يحد الصوم من الإجهاد التأكسدي، من الضروري لمرضى الكلى الذين يعانون من المرحلة الثالثة أو أعلى من مرض الكلى المزمن أن يستشيروا الطبيب الخاص بهم، فغالبًا ما يكون الإفطار هو الخيار الأفضل لحالتهم الصحية، فقد ارتبط صيام رمضان خلال أشهر الصيف بتدهور وظائف الكلى للمرضى.
تأثير الصيام على الهرمونات
أثبتت الدراسات أن الصيام له تأثير على مستويات الهرمونات في الجسم كالتالي:
- انخفاض مستويات الأنسولين.
- ارتفاع مستويات هرمون النمو، وزيادة كميات النوربينفرين، كلها تزيد من تحلل الدهون في الجسم وتسهّل استخدامها للطاقة.
- زيادة هرمون الجريلين، الذي يمكن أن يحسن مستويات الدوبامين في الدماغ بشكل مباشر.
- انخفاض مستويات هرمون الأستروجين والبروجيسترون.
- تقليل هرمون الكورتيزول وهو هرمون التوتر.
- انخفاض هرمونات الغدة الدرقية، هرمون الثيروكسين T3 وT4.
نصائح لصيام صحي
فيما يلي بعض النصائح للاستفادة من الصيام وتحقيق فوائده العظيمة على صحتك:
- لا تهملي وجبة السحور: تخطي السحور يطيل فترة الصيام، وبسبب ساعات الصيام الطويلة ستشعرين بالجفاف والتعب خلال النهار، وتخطي السحور يشجع على الإفراط في تناول الطعام خلال الإفطار، ما قد يتسبب في زيادة الوزن بشكل غير صحي.
- لا تفرطي في تناول الطعام خلال الإفطار: يجب أن تكون وجبة الإفطار متوازنة ومغذية، الإفراط في تناول الطعام والأطعمة عالية الدهون على وجه الخصوص يؤدي إلى عسر الهضم وزيادة الوزن.
- تجنبي تناول الأطعمة المقلية والأطعمة المالحة والأطعمة عالية السكر: تناول الأطعمة الدهنية والسكرية يسبب الركود والتعب، وزيادة الملح، خاصةً في أثناء السحور يزيد من العطش، بدلًا من ذلك، حاولي دمج الأطعمة من جميع المجموعات الغذائية الرئيسية بما في ذلك الفواكه والخضروات والأرز واللحوم، يعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف خلال شهر رمضان مثاليًا أيضًا، إذ يمكن هضمها بشكل أبطأ من الأطعمة المصنعة، حتى تشعرين بالشبع لفترة أطول.
- شرب أكبر قدر ممكن من الماء: يقلل شرب أكبر قدر ممكن من الماء بين الإفطار والسحور من خطر الإصابة بالجفاف في أثناء الصيام، يفضل شرب ثمانية أكواب من السوائل يوميًا على الأقل بين الإفطار والسحور، تشمل السوائل: العصائر الغير محلّاة والحليب والمشروبات والحساء، ولكن يظل الماء هو الخيار الأفضل، ويجب أيضًا تقليل المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية، لأنها مدرة للبول وتساعد في فقدان السوائل من الجسم.
عزيزتي، النظام الغذائي المتوازن هو مفتاح الصيام الصحي خلال شهر رمضان، فاحرصي على إعطاء جسدك العناصر المهمة وأخذ قسط كافي من النوم، للحصول على الفوائد الصحية للصيام.
إذا كنت تبحثين عن عادات غذائية صحية فشهر رمضان هو الوقت الأنسب لذلك، زوري قسم صحة وريجيم وتعرفي إلى أفضل الأفكار الغذائية الصحية.
