نكتسب كثيرًا من الخبرات خلال تعاملاتنا اليومية، وقد تواجهين أشخاصًا يعانون من اضطرابات الشخصية، وهي مجموعة من حالات الصحة العقلية التي تتميز بأنماط غير مرنة وغير صحية من التفكير والشعور والتصرف، غالبًا ما تختلف هذه التجارب والسلوكيات الداخلية عن توقعات الثقافة التي يعيش فيها شخص ما، وعادةً ما يواجه الأشخاص المصابون باضطرابات الشخصية صعوبة في الانسجام مع الآخرين والتعامل مع المشكلات اليومية بالطرق المتوقعة، ومع ذلك فهم يعتقدون أن طريقة تفكيرهم وسلوكهم طبيعية تمامًا، ويميلون إلى أن يكون لديهم وجهة نظر مختلفة تمامًا عن الآخرين، خلال هذا المقال سنتعرف إلى أحد هذه الاضطرابات وهو اضطراب الشخصية الوسواسية.
اضطراب الشخصية الوسواسية
اضطراب الشخصية الوسواسية OCPD هو اضطراب في الشخصية يتميز بالكمالية الشديدة والنظام والأناقة، سيشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية أيضًا بالحاجة الماسة لفرض معاييرهم الخاصة على بيئتهم الخارجية، يتمتع الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية بالخصائص التالية:
- يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم.
- لديهم صعوبة في تكوين والحفاظ على علاقات وثيقة مع الآخرين.
- إنهم يعملون بجد، لكن هوسهم بالكمال يمكن أن يجعلهم غير فعالين.
- غالبًا ما يشعرون بالسخط والغضب.
- غالبًا ما يواجهون العزلة الاجتماعية.
- قد يعانون من القلق الذي يحدث مع الاكتئاب.
لا يُدرك الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية وجود أي خطأ في طريقة تفكيرهم أو سلوكهم، إنهم يعتقدون أن طريقة تفكيرهم وفعل الأشياء هي الطريقة الصحيحة الوحيدة وأن الآخرين مخطئون، يمكننا التعرف إلى أسباب هذا الاضطراب في ما يلي.
اقرئي أيضًا: متى تلجئين إلى الطبيب النفسي؟
أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية
الشخصية هي مزيج من الأفكار والعواطف والسلوكيات، وتعبر عن رؤيتك لنفسك، تتشكل الشخصية في أثناء الطفولة، وتتشكل من خلال:
- جيناتك: قد ينقل إليكِ والداك سمات شخصية معينة من خلال جينات موروثة.
- بيئتك: يتضمن هذا المحيط الذي نشأتِ فيه، والأحداث التي وقعت، والعلاقات مع أفراد الأسرة وغيرهم.
يُعتقد أن اضطرابات الشخصية ناتجة عن مزيج من هذه التأثيرات الجينية والبيئية، قد تجعلك جيناتك عرضة للإصابة باضطراب الشخصية، وقد تؤدي طريقة الحياة إلى التطور الفعلي له، السبب الدقيق لاضطراب الشخصية الوسواسية غير معروف، قد يحدث اضطراب الشخصية الوسواسية نتيجة مزيج من الوراثة وخبرات الطفولة، رصدت بعض الدراسات أنه يمكن للبالغين أن يعيشوا تجربة اضطراب الشخصية الوسواسية منذ سن مبكرة جدًا، ربما شعروا أنهم بحاجة إلى أن يكونوا أطفالًا مثاليين أو مطيعين تمامًا، هذه الحاجة إلى اتباع القواعد والوصول للكمال تنتقل معهم إلى مرحلة البلوغ، سنتعرف إلى طرق علاج هذا الاضطراب الآن.
اقرئي أيضًا: 5 علامات للاضطرابات النفسية عند الأطفال
علاج اضطراب الشخصية الوسواسية
عادةً ما يتضمن علاج اضطراب الشخصية الوسواس القهري علاجًا نفسيًا طويل الأمد مع معالج لديه خبرة في علاج هذا النوع من اضطراب الشخصية، يمكن أيضًا وصف الأدوية للمساعدة في علاج الأعراض، يمكن أن يتّبع الطبيب هذه الطرق العلاجية:
- العلاج المعرفي: يركز العلاج المعرفي على تحدي وتغيير المعتقدات أو المخططات الأساسية، التي تعيق أداء الأفراد وتسبب الضيق وتعوق علاقاتهم.
- العلاج ما وراء المعرفي الشخصي: يتكون من جزأين رئيسيين، في الجزء الأول، يناقش المريض تفاصيل حياته المختلفة لمحاولة تحديد السبب والنتيجة، مثل كيف أثارت المشاعر سلوكًا معينًا، في الجزء الثاني، يُشجع المريض على إيجاد طرق مختلفة للتفكير في مشاكله وتحديد الحلول الإبداعية للخلاف.
- العلاج النفسي الديناميكي: مثل العلاج التعبيري الداعم، يُنشئ الطبيب موضوعًا أساسيًا لصراع العلاقة CCRT، يتضمن ذلك رغبات الشخص الرئيسية، وكيف ينظر أو يتوقع من الآخرين أن يستجيبوا لها، وكيف يشعر أو يفكر أو يتصرف، يكشف المعالج عن هذه المعلومات من خلال التركيز على روايات الشخص حول علاقاته الحالية والماضية.
- العلاج السلوكي الجدلي DBT: في الأصل علاجًا لاضطراب الشخصية الحدية، وطُور من أجل اضطراب الشخصية الوسواسية، وجد الباحثون تحسنًا ملحوظًا في الاكتئاب والغضب والتحكم في القلق والمهام بشكل عام.
- العلاج المخطط ST: تتضمن تقنيات معرفية وتجريبية وسلوكية وشخصية، على سبيل المثال، قد يعالج الأفراد تجارب الطفولة السلبية ويرون كيف يرتبطون بمشاكلهم الحالية، يستخدم المعالج تقنية تسمى إعادة الأبوة المحدودة، تلبي جزئيًا احتياجات الطفولة غير الملباة للمريض مع الحفاظ على حدود العلاج الصحي.
- العلاج السلوكي المعرفي CBT: المرحلة الأولى من العلاج تشمل التدريب على المهارات في التنظيم العاطفي والشخصي STAIR، ما يساعد الأفراد على تعلم معايشة مشاعرهم دون الشعور بالارتباك، مثل أن يصبحوا أكثر وعيًا بمشاعرهم وتعلم إدارة العواطف التي تتعارض مع العلاقات، كما أنه يساعد المرضى على تحسين مهاراتهم الشخصية، تشمل المرحلة الثانية العلاج المعرفي السلوكي السريري للكمال، يساعد هذا العلاج الأفراد على فهم ما يحافظ على كماليتهم، وإجراء تجارب سلوكية لتعلم طرق بديلة للعيش، وتعديل المعايير الشخصية الإشكالية والتحيزات المعرفية غير المفيدة.
- الدواء: يمكن وصف الدواء للأعراض المصاحبة للاضطراب، على سبيل المثال، قد يصف الطبيب مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRI لعلاج الاكتئاب السريري أو اضطراب الهلع.
- تدريب الاسترخاء: يتضمن التدريب على الاسترخاء تقنيات محددة للتنفس والاسترخاء يمكن أن تساعد على تقليل شعور المريض بالتوتر، من أمثلة ممارسات الاسترخاء الموصى بها، اليوجا والتاي تشي والبيلاتس.
اقرئي أيضًا: أنواع اليوجا المختلفة