ما هي المضادات الحيوية؟

ما هي المضادات الحيوية

المضادات الحيوية المعروفة بمضادات البكتيريا هي أدوية تستخدم للقضاء على البكتيريا أو إبطاء نموها أو وقف تكاثرها، وتتضمن مجموعات عديدة الأدوية القوية المعالجة للأمراض التي تسببها العدوى البكتيرية، لذا فهي لا تعالج الأمراض الفيروسية، كأدوار البرد والإنفلونزا وبعض حالات السعال، وقبل بدء استخدام المضادات الحيوية الحديثة في عام 1936 ميلاديًّا، كانت نسبة الوفيات من العدوى البكتيرية 30% تقريبًا من إجمالي الوفيات، وبفضل استخدام المضادات الحيوية أصبحت حالات العدوى البكتيرية المؤدية للوفاة قابلة للعلاج. في هذا المقال سنحدثكِ عن كل ما يخص المضادات الحيوية، من حيث وقت ظهور مفعولها ومدة استخدامها وأضرارها، فواصلي القراءة.

ما هي المضادات الحيوية؟

يستطيع الجهاز المناعي قتل البكتيريا قبل تكاثرها وتسببها في ظهور أعراض المرض، فخلايا الدم البيضاء تهاجم البكتيريا الضارة وتحارب العدوى، ولكن أحيانًا عند زيادة عدد البكتيريا كثيرًا، لا يستطيع الجهاز المناعي محاربتها، ووقتها تستخدم المضادات الحيوية وهي أدوية قوية عند استعمالها بشكل صحيح تساعد على قتل البكتيريا أو وقف تكاثرها، وقبل استخدامها كان يمكن أن تتسبب عدوى التهاب الحلق في الوفاة، والخضوع للجراحة كان خطيرًا جدا لعدم السيطرة على مضاعفات ما بعد العملية والعدوى، لذا فإن اكتشافها ساعد على إنقاذ حياة الكثيرين لقضائها على البكتيريا المتسببة في:

  • عدوى الأذن والجيوب الأنفية.
  • عدوى الفم والأسنان.
  • عدوى الجلد.
  • التهاب السحايا.
  • التهاب الحلق.
  • التهاب المجاري البولية، كعدوى المثانة والكلى.
  • الالتهاب الرئوي.
  • السعال الديكي.

هناك مضادات حيوية تحارب أنواع بكتيريا عديدة، وتُسمى المضادات الحيوية واسعة المدى أو الطيف، وأخرى لا تقاوم فقط إلا على بعض أنواع البكتيريا، وتُسمى ضيقة المدى أو الطيف، وتوجد المضادات على أشكال عدة مثل:

  • الحبوب.
  • الكبسولات.
  • الشراب.
  • الكريمات.
  • المراهم.

أما عن وقت ظهور مفعول المضادات الحيوية بعد تناولها، فهذا ما نوضحه لكِ في الفقرة التالية.

متى يظهر مفعول المضاد الحيوي؟

تقوم المضادات الحيوية بدورها في محاربة العدوى البكتيرية -كما قلنا- إما بقتل البكتيريا أو وقف نموها وتكاثرها وذلك بالآتي:

  1. مهاجمة جدار الخلايا أو الغلاف المحيط بها.
  2. منع إنتاج البروتينات في البكتيريا اللازمة لقيامها بوظائفها الحيوية.
  3. التدخل في قدرة البكتيريا على التكاثر.

عادة يعمل المضاد الحيوي بمجرد تناوله، لكن قد يستغرق الأمر وقتًا حتى الشعور بالتحسن وظهور مفعوله، وقد يستغرق هذا الأمر من يومين لثلاثة أيام، وتعتمد سرعة الاستجابة على نوعي العدوى والمضاد الحيوي وقدرته على مقاومة البكتيريا، وحالة الجهاز المناعي ورد فعله على العدوى، ووقت تناول المضاد الحيوي بعد العدوى.

قد يصف الطبيب المضاد الحيوي لمنع العدوى والوقاية منها، كما قبل العملية الجراحية، ويُسمى المضاد الحيوي الوقائي، ليس لمحاربة العدوى، ولكن لمنعها من الأساس.

من المهم أيضًا المدة المطلوبة لاستخدام المضاد الحيوي، تعرفي إليها في الفقرة التالية.

مدة استخدام المضاد الحيوي

معظم المضادات الحيوية يجب الاستمرار في تناولها بجرعاتها المحددة، وفي أوقاتها الموصوفة من 7-14 يومًا، وفي بعض الأحيان تناولها لمدة أقل بحسب رؤية الطبيب التي تتحدد بحسب الحالة ونوع المضاد الحيوي، ويجب التنويه إلى أنه لا يجب أبدًا وقف المضاد الحيوي فور الشعور بالتحسن، بل يجب إنهاء مدته كاملة للقضاء على العدوى بشكل نهائي، ومنع مقاومة البكتيريا للمضاد.

مقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي تؤثر في محاربته لها، فلا يستطيع قتلها أو السيطرة عليها، وبسبب كثرة استخدام المضادات الحيوية دون داعٍ، فقد تحدث مقاومة من البكتيريا لها، مما يؤدي لعدم علاج العدوى، وفي بعض الحالات قد تسبب الوفاة، وقد أظهرت الإحصاءات إصابة مليوني شخص كل عام بالعدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية، مما يسبب وفاة 23000 شخص سنويًّا، ومن هذه البكتيريا:

  • المطثية العسيرة (Clostridium difficile): التي تصيب الأطفال بكثرة، وتسبب عدوى الأمعاء والقولون.
  • المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للمثيسلين (Methicillin-resistant Staphylococcus aureus): التي تشيع بين مرضى المستشفيات وأصحاب المناعة الضعيفة، وتصيب الجلد عادة.
  • الأمعائيات المقاومة للكاربابينيم (Carbapenem-resistant Enterobacteriaceae): التي تقاوم المضادات الحيوية وتعدي مرضى المستشفيات عادة.

لكن هل هناك أضرار للمضاد الحيوي؟ هذا ما سنوضحه لكِ في السطور التالية.

أضرار المضاد الحيوي

هناك أنواع عديدة من البكتيريا النافعة أو غير الضارة، وكذلك البكتيريا الضارة التي تعيش في جهازنا الهضمي باتزان، وهذا الاتزان مع المناعة يوقفان أثر البكتيريا الضارة، لكن المضاد الحيوي لا يفرق بين البكتيريا النافعة والضارة، ويقضي عليهما معًا، ما يؤدي لبعض الأعراض الجانبية الشائعة في الجهاز الهضمي، مثل:

  1. الإسهال.
  2. القيء.
  3. الغثيان.
  4. آلام العدة والبطن.
  5. الانتفاخ.
  6. عسر الهضم.
  7. فقدان الشهية.
  8. ارتفاع الحرارة.
  9. نزول مخاط أو دم مع البراز.

هناك أيضًا بعض الأعراض الأخرى للمضادات الحيوية، مثل:

  • الطفح الجلدي المثير للحكة.
  • تطور العدوى الفطرية بالفم أو الجهاز الهضمي أو المهبل.
  • الحساسية للضوء كعرض جانبي لـ"التتراسيكلين".
  • تلون الأسنان الدائم كعرض جانبي لـ"الدوكسيسايكلين" لدى الأطفال أقل من ثماني سنوات.
  • حصوات الكلى كعرض جانبي لـ"السلفوناميدات".
  • تجلط الدم كعرض جانبي لبعض "السيفالوسبورينات".
  • مشكلات الدم كعرض جانبي لـ"التريميثوبريم".
  • الصمم كعند الجمع بين "الإريثروميسين" و"الأمينوغليكوزيدات".

كذلك هناك بعض الأعراض الجانبية الخطيرة النادر حدوثها من المضادات الحيوية، مثل:

  • ردود الأفعال التحسسية من المضاد الحيوي، فتحدث صعوبات التنفس والطفح الجلدي وتورم اللسان والحلق.
  • مشكلات القلب، كعدم انتظام ضرباته أو انخفاض ضغط الدم، كأثر جانبي نادر لبعض المضادات الحيوية كـ"الإريثروميسين" و"السيبروفلوكساسين".

ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى كل ما يخص المضادات الحيوية، فإن من أهم الأشياء التي يجب تذكرها لتجنب مقاومة المضادات الحيوية، عدم استخدامها بكثرة إلا للضرورة فقط، وعدم أخذها في حالات العدوى الفيروسية، وأخذ جرعاتها كاملة والالتزام بمواعيدها بدقة.

تعرفي إلى مزيد من المقالات عن أشهر الأمراض وطرق علاجها والوقاية منها في قسم الصحة على موقع "سوبرماما".

عودة إلى صحة وريجيم

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon