من الشائع أن تبدأ انقباضات الرحم خلال الثلث الأخير من الحمل تمهيدًا للولادة، ولكن قد تواجه الحامل أنواعًا عديدة من الانقباضات خلال رحلة الحمل منذ بدايتها أيضًا، بعضها يُنذر بأن هناك مشكلة ما يجب علاجها، وبعضها الآخر يحدث بشكل طبيعي، وسرعان ما يزول سريعًا. في هذا المقال نستعرض معكِ أنواع تقلصات الحمل وانقباضات الرحم التي قد تواجهكِ طوال فترة الحمل، وما هو طبيعي وما قد ينذر بولادة أو مشكلة تهدد استمرارية الحمل وأسباب كل منها ونصائح للتغلب عليها.
أنواع تقلصات الحمل وأسبابها
إذا كان هذا حملك الأول، فبالتأكيد قد تقعين في حيرة تحديد أنواع تقلصات الحمل ومعرفة أسبابها، وربما ينتابك الخوف على جنينك إذا حدثت هذه التقلصات في الثلث الأول من الحمل أو مبكرًا عن موعد ولادتك المتوقع. بينما عادةً ما تتعرف الأمهات اللاتي سبق لهن الولادة من قبل إلى نوعية التقلصات والانقباضات الرحمية، خاصةً ما يتعلق منها ببدء الولادة أو قربها، وفيما يأتي نستعرض معًا أنواع تقلصات الحمل المختلفة وأسبابها:
انقباضات براكستون هيكس
انقباضات براكستون هيكس (تحجر البطن) تشبه انقباضات الولادة إلى حد ما، ولكنها ليست كذلك، إذ تبدأ الحدوث في الأسبوع السادس، ولكنكِ عادةً لا تشعرين بها إلا في بداية الثلث الأخير من الحمل، وأحيانًا في الثلث الثاني من الحمل، وتكثر وتزداد في الشهر التاسع، وعادةً لا تستمر لفترات طويلة حتى تعودي لطبيعتك مرة أخرى، وهي ليست ضارة في حد ذاتها إذ تحدث بسبب التغيرات التي يمر بها رحمك من تمدد وتماسك لأنسجته خلال مراحل الحمل المختلفة، ولكنها تصبح ملحوظة ومحسوسة للغاية في الأشهر الأخيرة كلما كبر حجم بطنك. لذلك، فإنها تتشابه كثيرًا مع تقلصات الولادة، حتى إن بعض الأمهات الجدد يتخيلن أنهن في مرحلة الولادة بالفعل، ويذهبن للمستشفى ليكتشفن أنها مجرد انقباضات براكستون هيكس لا أكثر.
تقلصات بداية الحمل
تحدث خلال الثلث الأول من الحمل نتيجة تمدد رحمك وزيادة حجمه استعدادًا لنمو الجنين، ويصاحبها عادةً بعض الغازات والشعور بالانتفاخ والإمساك، وعادةً لا تستمر هذه التقلصات لفترات طويلة، ولا تسبب قلقًا إذا كانت غير مصحوبة بإفرازات بنية أو مدممة أو ألم شديد في أسفل البطن، أما إذا صاحبها أحد الأعراض السابقة أو شعرتِ بأنها غير محتملة، فيجب الذهاب للطبيب فورًا.
تقلصات الرحم خلال الجماع
تقلصات الرحم خلال الجماع طبيعية تمامًا، وتحدث نتيجة لهزة الجماع والوصول للنشوة خلال ممارسة العلاقة الحميمة، بسبب مادة البروستاجلاندين الموجودة في السائل المنوي، وتصبح هذه التقلصات خطيرة فقط إذا كانت متتابعة وقوية خلال الثلث الأول، إذا كان حملك منذرًا بالإجهاض أو حالتكِ حرجة، وطلب منكِ الطبيب منع الجماع حتى تستقر حالتك، بينما إذا كانت عادية وقصيرة فلا قلق منها عليكِ أو على جنينك.
تقلصات بداية المخاض
تعد من أنواع تقلصات الحمل، وتحدث تقلصات بداية المخاض أو ما يُعرف باسم "بداية الطلق" مع بداية الولادة الفعلية كل أربع ساعات تقريبًا في بداية مرحلة المخاض التي قد تستمر لعدة أيام، خاصةً إذا كان حملك الأول، حتى آخر مراحل الولادة، فتحدث الانقباضات والتقلصات كل عدة دقائق لمدة 50 ثانية تقريبًا، وتكون منتظمة أي تحدث على فترات متساوية وتزداد حدتها مع الوقت، على عكس انقباضات براكستون هيكس التي تقل وتختفي بعد فترة.
تقلصات الإجهاض المنذر
تقلصات الإجهاض المنذر، من أنواع تقلصات الحمل وهي انقباضات تحدث في الثلث الأول أو بداية الثلث الثاني من الحمل بطريقة قوية ومتعاقب، يصاحبه نزول دم وإفرازات مدممة ومغص، وثقل بأسفل البطن والظهر، وهنا يجب عليكِ استشارة الطبيب والذهاب للمستشفى فورًا لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، لأنها قد تشير إلى حدوث إجهاض، والتصرف السريع في مثل هذه الحالة قد ينقذ حياة جنينك.
كيفية علاج تقلصات الحمل
بعد معرفة أنواع تقلصات الحمل، من المهم معرفة أنه إذا واجهتكِ تقلصات في بداية الحمل أو حتى تقلصات الولادة، فإن النصيحة الأولى التي يجب عليكِ اتباعها عدم التوتر، فقد يزيد من شدة التقلصات، ويعرضكِ لمخاطر أنتِ وجنينك، لذا من المهم أن تحافظي على هدوئك قدر الإمكان، وحاولي اتباع النصائح التالية:
- علاج انقباضات بداية الحمل: إذا كانت الانقباضات في بداية حملك، فاستلقي على ظهرك، وحاولي ألا تبذلي أي مجهود، واتصلي بطبيبك إذا زادت حدتها، وتناولي كوبًا من الماء أو الأعشاب الدافئة الآمنة على الحمل.
- علاج انقباضات براكستون هيكس: إذا تأكدتِ أن الانقباضات التي تواجهكِ هي براكستون هيكس، فاستلقي على ظهرك أو أمشي قليلًا أو اجلسي في الوضع المناسب لكِ الذي يقلل الانقباضات ويشعركِ بالرحة، وتناولي كوبًا من الأعشاب الدافئة، وقد يساعد أخذ حمام دافئ على استرخاء عضلات الرحم وتقليل الانقباضات.
- تخفيف حدة انقباضات الولادة: إذا كانت الانقباضات منتظمة وتزداد حدتها، ما يعني أنكِ في بداية المخاض، فاتصلي بطبيبك وزوجك للاستعداد للولادة، ويمكنكِ التمشية قليلًا، لتقليل حدة التقلصات، كذلك قد يساعد التدليك على تخفيف الألم. اطلبي من الزوج أو أختك أو والدتك تدليك أسفل ظهرك، وتناولي كوبًا من الماء أو رقائق الثلج، وتمشي قليلًا أو اجلسي في الوضع الذي يشعركِ بأكبر قدر من الراحة، وحاولي بقدر الإمكان تنظيم تنفسك، لأن ذلك سيساعدك على تحمل الألم والدفع في أثناء الولادة. قد تقلل الكمادات الدافئة الشعور بالألم أيضًا، ضعيها أسفل بطنكِ وعلى خط العانة وبين الفخذين، لتقليل الانقباضات والألم المصاحب لها، واحرصي على ألا تكون ساخنة للغاية حتى لا تسبب لكِ التهاب الجلد.
ختامًا عزيزتي، يمكنكِ التعرف إلى أنواع تقلصات الحمل من العلامات التي ذكرناها في المقال، وأيًّا كان السبب وراءها عليكِ الالتزام بتعليمات طبيبكِ، وعدم بذل مجهود كبير، فالراحة خلال فترة الحمل تجنبكِ حدوث أي مضاعفات مزعجة، وتجعل حملك يمر بسلام حتى تضعي مولودك.
الآن يمكنكِ متابعة حملكِ أسبوعًا بأسبوع مع تطبيق تسعة أشهر من "سوبرماما".
- لأجهزة الأندرويد، حمليه الآن من google play
- لأجهزة آبل - IOS، حمليه الآن من App Store