تعاني بعض النساء من مشاكل صحية أثناء الحمل قد تؤثر على صحتها أو صحة جنينها أو كليهما، وقد تجعل الحمل شديد الخطورة، ومن بين مضاعفات الحمل الشائعة نذكر سكر الحمل وتسمم الحمل. وفي المقال الآتي سوف نوضح كل ما يتعلق بهما.
سكر الحمل: كل ما يهمك
سكر الحمل (Gestational diabetes) هو نوع من أنواع مرض السكري، يظهر أثناء الحمل (عادةً بين الأسبوع 24 - 28 من الحمل)، ومثل أنواع السكري الأخرى، يؤثر على كيفية استخدام خلايا الجسم للسكر (الجلوكوز)، ويسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم عن المستوى الطبيعي. وإليكِ عزيزتي في الفقرات الآتية مجموعة من الأسئلة والإجابات لتوضيح هذه الحالة لكِ بشكل مفصل:
1. متى يحدث سكر الحمل؟
يحدث سكر الحمل عادةً في النصف الثاني من الحمل، لذلك عادةً ما يطلب الطبيب إجراء فحص بين الأسبوع 24 - 28 للتحقق من الإصابة به، وقد يطلب الفحص قبل ذلك إن كان خطر إصابة الحامل مرتفع.
2. ما هو سبب الإصابة بسكر الحمل؟
يحدث سكر الحمل عندما لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية من هرمون الإنسولين أثناء الحمل، وهرمون الأنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس لمساعدة الجلوكوز على الدخول إلى خلايا الجسم لاستخدامه كمصدر للطاقة.
إذ تتغير هرمونات الجسم أثناء الحمل، وتحدث تغيرات أخرى مثل زيادة الوزن، وجميع هذه الأمور تلعب دورًا في جعل خلايا الجسم تستخدم الإنسولين بشكل أقل فعالية.
3. ما هي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسكر الحمل؟
يعد سكر الحمل من مضاعفات الحمل الشائعة، إذ يصيب حوالي 18% من النساء الحوامل، وتزيد العوامل الآتية من خطر الإصابة به، على الرغم من احتمالية الإصابة في حال عدم وجود أي منها:
- زيادة الوزن أو السمنة.
- عدم ممارسة النشاط البدني.
- الإصابة بمقدمات السكري (Prediabetes).
- الإصابة بسكري الحمل في حمل سابق.
- الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض.
- ولادة طفل سابق يزيد وزنه عن 4.1 كيلوغرام.
- إصابة أحد أفراد الأسرة بالسكري.
- المعاناة من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول أو أمراض القلب أو غيرها.
4. ما هي علامات وأعراض سكر الحمل؟
عادةً لا يسبب سكر الحمل ظهور أعراض وعلامات، ولكن يمكن أن تشعر المرأة بالغثيان والعطش والتعب، وتعاني من كثرة التبول.
5. كيف يؤثر سكر الحمل على الحامل وجنينها؟
يتسبب سكر الحمل الذي لم يتم علاجه في حدوث مضاعفات على الحامل وجنينها، تشمل:
المضاعفات على الجنين
ترتفع فرصة إصابة الطفل بالمضاعفات الآتية:
- زيادة وزن الطفل عند الولادة، وهذا يزيد من احتمال حدوث إصابات أثناء الولادة، وتحديدًا الولادة الطبيعية.
- الولادة المبكرة.
- مشاكل في التنفس عند الولادة.
- انخفاض نسبة السكر في الدم بعد الولادة بوقت قصير، وقد تتسبب النوبات الشديدة من نقص سكر الدم بإصابة الطفل بالنوبات.
- زيادة خطر إصابة الطفل بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني لاحقًا.
- وفاة الطفل، إذ يمكن أن يسبب سكر الحمل غير المعالج وفاة الطفل قبل الولادة، أو بعدها بفترة قصيرة.
المضاعفات على الأم
يزيد سكر الحمل من خطر إصابة الأم بالآتي:
- ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل.
- الولادة القيصرية.
- زيادة خطر الإصابة بالسكري لاحقًا.
6. كيف يتم علاج هذه الحالة؟
عادةً ما تكون الخطوة الأهم في العلاج هي التزام المرأة بجميع مواعيد الطبيب لمتابعة حالتها ومراقبة نمو الطفل وتطوره بشكل دوري، وبالإضافة لذلك قد يطلب الطبيب الالتزام بالأمور الآتية:
- فحص نسبة السكر في الدم بشكل دوري، للتأكد من أن مستويات السكر ضمن النطاقات الطبيعية.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالأطعمة المفيدة والصحية وتجنب الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية.
- ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم.
وفي بعض الحالات، يصف الطبيب الأنسولين في حال لم يتم السيطرة على مستويات السكر بتعديل النظام الغذائي وممارسة الرياضة.
7. هل يمكن الوقاية من الإصابة بسكر الحمل؟
لا يمكن الوقاية من الإصابة بسكر الحمل تمامًا، ولكن يمكن اتخاذ بعض الخطوات لتقليل خطر الإصابة، ومنها: اتباع نظام غذائي صحي، وفقدان الوزن الزائد، وممارسة الأنشطة البدنية.
ويجدر التنويه أنه في حال وجود العوامل التي ذكرناها مسبقًا، والتي تزيد من خطر الإصابة، يجب أن تقوم المرأة بإجراء التحاليل اللازمة في وقت مبكر للحصول على التشخيص المبكر لهذه الحالة والبدء بالعلاج المناسب والتقليل من خطر حدوث المضاعفات.
8. هل يختفي سكر الحمل بعد الولادة؟
يجب أن تنخفض مستويات السكر في الدم بعد الولادة، عندما تعود مستويات هرمونات الجسم إلى طبيعتها، ولكن 50% من النساء اللاتي أصبن بسكري الحمل يصبن بداء السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من حياتهم.
تسمم الحمل: كل ما يتعلق به
تسمم الحمل (Preeclampsia) هي حالة خطيرة، تحدث عادةً بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وتسبب ارتفاع ضغط دم الحامل (أعلى من 140/90)، أو ارتفاع مستويات البروتين في البول (إشارة إلى حدوث تلف الكلى)، ويمكن أن تؤثر في أعضاء الجسم الأخرى وتسبب تلفها، وتشكل خطرًا على الأم والجنين. وإليكِ عزيزتي في الفقرات الآتية مجموعة من الأسئلة والإجابات لتوضيح هذه الحالة لكِ بشكل مفصل:
[اقرأي أيضا : ضغط الدم أثناء الحمل]
1. متى يحدث تسمم الحمل؟
تحدث هذه الحالة عادةً بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وعلى الرغم من أنها يمكن أن تبدأ في وقت مبكر، إلا أن معظم الحالات تحدث بالقرب من وقت الولادة (عادةً الأسبوع الـ 37 من الحمل).
في بعض الحالات، يمكن أن يحدث تسمم الحمل بعد الولادة، إذ يمكن أن يبدأ بين الأيام القليلة الأولى إلى أسبوع واحد بعد الولادة، وفي حالات نادرة يمكن أن يبدأ بعد أسابيع من الولادة.
2. هل يختفي تسمم الحمل بعد الولادة؟
يزول تسمم الحمل عادةً في غضون أيام إلى أسابيع بعد الولادة، ويعود ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية (كما كانت قبل الحمل)، ولكن يمكن أن يستمر ضغط دم الأم مرتفعًا لبضعة أسابيع بعد الولادة، وتحتاج المرأة خلال تلك الفترة إلى تناول بعض الأدوية.
3. ما هي علامات وأعراض الإصابة بتسمم الحمل؟
قد لا تظهر أي أعراض على المصابات بتسمم الحمل، ولكن قد تظهر العلامات والأعراض الآتية على البعض:
- ارتفاع ضغط الدم مع وجود بروتين في البول أو بدون.
- ضبابية الرؤية أو الحساسية للضوء.
- صداع لا يزول.
- الغثيان والقيء أو الدوخة.
- صعوبة في التنفس.
- تورم الساقين أو اليدين أو الوجه.
- ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، أو في الكتف.
- زيادة مفاجئة في الوزن.
4. ما هو سبب الإصابة بتسمم الحمل؟
إن سبب الإصابة بتسمم الحمل غير معروف تمامًا، ولكن يُعتقد أن هذه المشكلة تنتج عن مشكلة في المشيمة، وهو العضو المسؤول عن توصيل الأكسجين والغذاء للجنين.
5. هل هناك سيدات أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة؟
نعم، بعض الحوامل أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة عن غيرهن. وإليكِ عزيزتي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل:
- وجود تاريخ مرضي من الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض الكلى.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بتسمم الحمل، كأن تكون إحدى الأخوات أصيبت بتسمم الحمل من قبل.
- الإصابة بتسمم الحمل في الحمل السابق.
- الحمل بأكثر من طفل.
- إصابة الأم بالسمنة.
- عمر الأم أكبر من 35 عامًا.
- الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، مثل: مرض الذئبة.
6. كيف يمكن أن تؤثر هذه الحالة على الأم والجنين؟
يعد تسمم الحمل حالة مهددة لحياة الأم والجنين في حال لم يتم علاجها بشكل صحيح، وتشمل مضاعفاتها:
- تقييد نمو الجنين: يمكن أن تؤثر حالة تسمم الحمل على إمداد الدم إلى المشيمة، فقد تؤدي إلى عدم وصول كميات كافية من الدم إلى المشيمة، وبما أن المشيمة هي التي تمد الطفل بالأكسجين والغذاء، فقد يؤدي هذا الخلل إلى تقييد نمو الجنين.
- ولادة مبكرة: قد يسبب تسمم الحمل ولادة مبكرة غير مخطط لها قبل الأسبوع الـ 37 من الحمل، والولادة المبكرة تزيد من خطر إصابة الطفل بمشكلات في التنفس والتغذية والرؤية والسمع بعد الولادة، أو قد تسبب خلل في النمو.
- انفصال المشيمة: يزيد خطر انفصال المشيمة عن جدار الرحم الداخلي، ويمكن أن يسبب ذلك حدوث نزيف حاد قد يهدد حياة الأم وجنينها.
- تلف بعض الأعضاء: قد يسبب تسمم الحمل تلف الكبد أو الكلى أو الرئة أو القلب أو العينين، وقد يتسبب في حدوث سكتة دماغية.
- أمراض القلب والأوعية الدموية: يزيد تسمم الحمل من خطر إصابة المرأة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل.
- مضاعفات أخرى: ارتفاع إنزيمات الكبد، وانحلال الدم، وانخفاض عدد الصفائح الدموية.
7. كيف يتم علاج هذه الحالة؟
لا يوجد علاج لحالة تسمم الحمل، واعتمادًا على مدى شدة تسمم الحمل ومدة الحمل قد يقترح الطبيب ما يجب القيام به.
فإن كانت الحامل على وشك الولادة (أي في الأسبوع 37 من الحمل أو أكثر) قد يوصي الطبيب بالولادة القيصرية، على الرغم من أن بعض السيدات يمكنهم الولادة الطبيعية، وقبل الولادة يُوصي بإعطاء أدوية لمساعدة رئتي الجنين على الاكتمال، بالإضافة لأدوية للتحكم في ضغط الدم، حتى يحين وقت الولادة.
أما في حال الإصابة بتسمم الحمل في وقت مبكر، تكون الخطة العلاجية هي مراقبة الحامل والجنين عن كثب، لإطالة فترة الحمل والسماح للجنين بالنمو والتطور قدر الإمكان، وفي حال تفاقم الوضع سوءًا سوف يقرر الطبيب الولادة.
8. كيف يمكن الوقاية من تسمم الحمل؟
يمكن اتخاذ بعض الخطوات قبل أو أثناء الحمل للتقليل من فرصة الإصابة بتسمم الحمل، مثل:
- فقدان الوزن الزائد.
- السيطرة على ضغط الدم وسكر الدم.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تناول أطعمة صحية، والتقليل من الملح وتجنب الكافيين.
[اقرئي أيضًا : أعراض يجب ألا تتجاهليها أثناء الحمل]