عدوى الديدان الدبوسية أو الخيطية مرض معوي شائع جدًّا بين الأطفال، خاصة في المرحلة الابتدائية، وسميت بهذا الاسم لصغر الديدان ورقتها، وقربها من شكل الدبوس. تعيش الديدان الدبوسية في الأمعاء، وتنتقل إلى القولون والمستقيم أحيانًا، وهي أكثر أنواع عدوى الديدان المعوية شيوعًا على مستوى العالم، وعادةً لا يظهر على الطفل المصاب أعراض لها، ولكن في أحيان أخرى قد يصحبها حكة في الشرج، خاصةً في أثناء الليل، وحكة في المهبل لدى الإناث، وألم في البطن من وقتِ لآخر، وتتعدد أسباب الديدان الدبوسية عند الأطفال، وتحدث غالبًا بسبب ابتلاع الطفل بويضاتها، وفي العموم هي حالة قابلة للعلاج، وفي المقال سنوضح لكِ أسبابها وأهم طرق علاجها.
أسباب الديدان الدبوسية عند الأطفال
الديدان الدبوسية معدية بشكلٍ كبير، وتصيب الأطفال أو البالغين في حال ابتلاع بويضات الديدان التي لا ترى بالعين المجردة، أو استنشاقها دون قصد، وبمجرد دخول البيض إلى جسم الطفل، فإنه يبقى في الأمعاء حتى يفقس وينضج، وعندما تصبح الديدان ناضجة، تتحرك الإناث إلى القولون، وتخرج من الجسم من خلال فتحة الشرج ليلًا.
تضع أنثى الديدان الدبوسية بيضها في ثنايا الجلد حول فتحة الشرج، ثم تعود إلى القولون، وغالبًا ما يسبب وجود هذه البويضات حكة وتهيجًا، وعندما يحك الطفل فتحة الشرج، ينتقل بيض الدودة الدبوسية إلى الأصابع، ويمكن للبيض البقاء على قيد الحياة لعدة ساعات على اليدين، وإذا لامس الطفل المصاب الأشياء المحيطة به، كالفراش أو الملابس أو مقاعد المرحاض أو الألعاب، ينتقل البيض إلى هذه الأشياء، ويمكن أن يعيش بيض الدودة الدبوسية على هذه الأسطح الملوثة لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع.
يبتلع الأطفال بيض الدودة الدبوسية بسهولة لأنهم قد يضعون ألعابًا ملوثة أو أشياءً أخرى في أفواههم مباشرةً، ويمكن أن ينتقل البيض أيضًا من الأصابع الملوثة مباشرةً إلى الطعام أو السوائل، ولهذا غالبًا ما تنتقل العدوى من الطفل إلى جميع أفراد الأسرة، ويجب على جميع المخالطين للطفل تناول جرعة العلاج التي يصفها الطبيب، خاصةً أنه يمكن للبالغين استنشاق البيض من الهواء عند هز الفراش أو المناشف أو الملابس الملوثة، ويجب تكرار العلاج بعد عشرة أيام إلى أسبوعين، حسبما يصف الطبيب، لأن البيض الموجود على فتحة الشرج قد يفقس، ويمكن ليرقات الدودة الدبوسية إعادة إصابة الأمعاء التي أتت منها، ما يسبب استمرار العدوى إلى أجل غير مسمى، إذا لم تتكرر جرعة العلاج.
شكل الديدان الدبوسية
الديدان الدبوسية ديدان صغيرة ورقيقة وبيضاء، ويبلغ طول ذكر الدودة الدبوسية البالغ 1-4 ملليمترات، بينما يبلغ طول الأنثى البالغة 8-13 ملليمترًا، ولها نهاية طويلة على شكل دبوس، لذا سُميت بهذا الاسم. تمر هذه الديدان بثلاث مراحل للنمو، هي البيض واليرقات والديدان البالغة.
- البيض: يكون مستطيلًا أو بيضاويًّا، ويبلغ طوله 50-60 ميكرومترًا وعرضه 20-30 ميكرومترًا، وكما ذكرنا تضع الأنثى البويضات حول فتحة الشرج، ويكسو البيض من الخارج غشاء زلالي يكون لزجًا، ما يسبب الحكة في فتحة الشرج.
- اليرقات: تتطور سريعًا داخل البويضات لتكون الدودة البالغة، وتكون اليرقات شبه الديدان، ولكن بحجم أصغر وملفوفة أكثر.
- الديدان البالغة: تظهر على شكل أنابيب أسطوانية ذات ذيول مدببة، وتتميز الديدان بطبقة حماية خارجية مصنوعة من الكولاجين ومركبات أخرى، تحميها في أثناء وجودها داخل الجهاز الهضمي، ويمكن تمييز الذكر عن الأنثى، إذ يكون الذكر أقصر وله ذيل ملفوف أو منحنٍ، بينما الإناث أطول ولديها ذيل مدبب أشبه بالدبوس، ويمكنكِ ملاحظة الديدان -خاصةً في أثناء الليل- حول فتحة شرج طفلكِ أو في برازه، وتكون صغيرة للغاية أشبه بخيوط بيضاء.
استعرضنا معكِ عزيزتي أسباب الديدان الدبوسية عند الأطفال، في حال تأكدتِ من عدوى طفلكِ سواء بعد اختبار فحص البراز أو من خلال الأعراض أو ظهور الديدان عند فتحة الشرج، يجب استشارة طبيب، وتناول جميع أفراد الأسرة العلاج وفقًا للجرعة التي يحددها، وننصحكِ بتغيير الملاءات وملابس الطفل الداخلية مرة يوميًّا، وغسلها بمسحوق التنظيف والماء الساخن، وغسل الأيدي بالماء والصابون بشكل متكرر، وقص أظافر الطفل، وتنظيف مقعد الحمام بالماء ومطهر لمنع تكرار العدوى.
لمقالات أخرى عن كل ما يخص أطفالك وصحتهم والعناية بهم، زوري قسم تغذية وصحة الأطفال على موقع "سوبرماما".