الأم هي ركن ارتكاز الحياة العائلية، فهي في معظم بيوتنا العربية مسؤولة عن الرعاية والتربية والمذاكرة، بل وأحيانًا كثيرة أيضًا عن مرافقة الأطفال للنوادي والتمرينات، ولكن يبدو أن علينا التوقف قليلًا عن التباهي بما يمكن للأمهات عمله من أجل أطفالهن، والاعتراف بأن الآباء أيضًا يملكون مهاراتهم المميزة، في هذا المقال تعرض لك "سوبرماما" بعض المهام التي يؤديها الأب بشكل أفضل من الأم، وهي جزء أساسي من دور الأب في تربية الأبناء.
دور الأب في تربية الأبناء
الأصل في الحياة العائلية السوية الناجحة، أن يتم تقاسم مسؤولية تربية الأبناء بين الأبوين، ولكن لظروف الحياة الحديثة، والإيقاع السريع للحياة اليومية، وخروج الكثير من الأمهات للعمل، وأيضًا بسبب التزام الآباء بفترات عملٍ طويلة، أُلقي العبء الأكبر في تربية الأبناء على الأم، وبصورة قد تكون غير عادلة، وهنا يقع على الأم مسؤولية في دفع الأب للمشاركة الإيجابية في تربية الأبناء، خاصةً مع حاجة الأبناء للطابع الأبوي في بعض النواحي، وتشمل هذه المشاركة ما يلي:
- الألعاب الشقية: لا شك أن الآباء يحققون المركز الأول في هذه المهارة، مثل حمل الأطفال على الأكتاف، ولعب بعض الألعاب العنيفة المفتعلة مثل ألعاب الحرب والنزال وغيرها، فمثل هذه الألعاب، هي امتياز حصري للآباء دون الأمهات.
- السيطرة في المواقف الصعبة: يمكن للأم أن تفقد أعصابها بسهولة تامة أمام أي موقف يتسم بالخطورة يتعرض له الطفل، حتى وإن كانت خطورة محدودة، هنا يكون الدور الأقوى للأب، فهو أقدر منها في السيطرة على مثل هذه المواقف والتعامل فيها بشكل إيجابي، واتخاذ خطوات عقلانية لمعالجة المشكلة دون إشعار الطفل بالخوف أو القلق، وربما تزيد الحاجة لهذه المهارة في سن المراهقة.
- قراءة القصص وسرد الحواديت: يملك بعض الآباء موهبة خاصة في قراءة الحواديت للأطفال، حتى لو اعتقد الأب في نفسه عكس ذلك، فهو أقدر على تقليد الأصوات، وإضافة روح من الحماسة على الأحداث.
- المغامرة والاكتشاف: قد تضعف تلك المهارة عندك قليلًا، أمام مهارات أخرى كالحفاظ على سلامة الأبناء وتأمين الجميع، ولكن لحسن الحظ أنها مهارة موجودة عند الكثير من الآباء، فمن الممكن لطفلٍ وأبيه قضاء ساعات طويلة في محاولة اكتشاف خصائص تلك السحلية، التي وجدوها عند مدخل المنزل، أو في تركيب أجزاء اللعبة المعقدة جدًا.
- تنويم الطفل الرضيع: قد يكون لزوجك لمسة سحرية على طفلك الرضيع في أوقات النوم، وينصح المتخصصون دائمًا بطلب المساعدة من الأب في تنويم الطفل الرضيع، لأن رائحة الحليب التي يلتقطها طفلك عند اقترابك منه، قد تصعب عليه الاستغراق في النوم.
- الحزم والسيطرة: يمكن للآباء في بعض الظروف أن يكونوا أكثر حزمًا من الأمهات، خاصة أن الآباء يقضون وقتًا أقل مع أطفالهم، ما يضفي شعورًا بالرهبة عند التعامل مع الأب، إذا قرر إبداء غضبه في موقف ما.
شاهدي بالفيديو، المهـارة التي يحقق فيها الآباء المركز الأول، هل يمكنك أنتِ القيام بهذا الدور بنفس كفاءة الآباء في هذا الفيديو.
دور الأم في التربية في بعض الحالات الخاصة
في بعض الحالات التي يغيب فيها الأب مثل حالات الوفاة أو السفر أو الطلاق، يمكن للأم أن تكون صاحبة الدور الأكبر في كل المهام التي سبق ذكرها، وهذا يستدعي الآتي:
- وجود عزيمة قوية لدى الأم، لكي تتمكن من تحمل كل هذه المسؤوليات.
- الموازنة بين الحنان والحزم.
- التخلص من جزء كبير من ميولها الطبيعية للقلق والبحث عن أمان الأطفال، على حساب حريتهم في بعض الأحيان.
دور الأب والأم في التربية في نظريات التربية الحديثة
كل نظريات التربية الحديثة تقوم على تقاسم مسؤوليات تربية الأطفال بين الأم والأب منذ نعومة أظفار الطفل، فعمليًا -باستثناء الرضاعة الطبيعية- لا يوجد مهمة لا يستطيع الأب أداءها لطفله، كما أن تقاسم المسؤوليات هذا، يضمن قيام كلٍ من الأبوين بوظيفته على أكمل وجه.
وفي النهاية، عليكِ دائمًا تشجيع زوجك على القيام بأنشطة مختلفة مع طفلك، لأن الدراسات أثبتت أن مشاركة الأب بشكل إيجابي في تربية الطفل، تجعل منه شخصًا اجتماعيًا وناجحًا في دراسته، كما أن دور الأب في تربية الأبناء يقوي أواصر العلاقة بين الزوجين من جهة، وبين الأب وأبنائه من جهةٍ أخرى.
المزيد من المقالات عن أصول التربية الحديثة تجدينها عبر هذا الرابط.