ابنة صديقتي التحقت بالروضة للتو، ورغم حماسها للذهاب يوميًا فبعد عدة أسابيع افنجرت باكية إنها لا تريد الذهاب مرة أخرى خوفًا من أحد الأطفال الصغار الذي يترصدها بالضرب دون سبب ومضايقتها على أتفه الأسباب، أظن أنها ليست مشكلة اينة صديقتي فقط، فالطفل العدواني موجود في مختلف تجمعات الأطفال، ما يجعل معظم الأمهات يتساءلن عن كيفية التعامل مع الطفل العدواني في الروضة؟ وما السبب الذي يمكن أن يجعل طفل لم يكمل ثلاث سنوات مثلًا يتصرف بعنف وعدوانية واضحة مع المحيطين به خاصة من الأطفال الصغار؟ سنتعرف إلى إجابة سؤالك في السطور التالية.
كيفية التعامل مع الطفل العدواني في الروضة
تتخذ عدوانية الأطفال عدة أشكال، مثل نوبات الغضب الفجائية، الضرب أو الركل أو العض، انفجارات ساخنة تدمر الممتلكات وكل ما حوله، التصرفات السيئة مع من حوله وخاصة الأصغر والأقل حجمًا، هجمات لفظية ومحاولات للسيطرة على الآخرين من خلال التهديدات أو العنف أو الصوت العالي والإدعاء في بعض الأحيان، إذا كان طفلك يواجه طفلًا عدوانيًا وتريدن معرفة كيفية التعامل مع الطفل العدواني في الروضة، فإليكِ عدة طرق تساعدكِ على تخطي الأمر مع صغيرك:
- تعرفي إلى أسباب عدوانية الطفل: هل هي سلوكيات خاطئة؟ هل يمر بظروف نفسية سيئة صادمة؟ هل يعاني من سبب عضوي أو عقلي؟ تعرفك إلى السبب يجعلكِ تسلكين السلوك الأمثل مع صغيرك للتعامل مع الأمر.
- علمي طفلك الدفاع عن نفسه ورفض الإساءة والإيذاء: التعلم بالمحاكاة وتقليد الموقف بكل ما يحتمله من توقعات ربما تصدر من الطفل العدواني، يجعل صغيرك مستعدًا للتعامل مع الأمر.
- اتركي طفلك في البدء يحاول الدفاع عن نفسه وإيجاد طريقة للتعامل: تدخلي في أثناء ذلك في الكواليس بلفت انتباه مسؤولي الحضانة والتعرف إلى أهل الطفل العدواني.
- تحدثي مع طفلك كثيرًا: طمئنيه أنكِ بجانبه إذا تعرض لأي إساءة لفظية أو جسدية، وأنكِ تقدرين مشاعره ومخاوفه ولن تتركيه فريسة للاعتداء.
لكن ماذا لو كان طفلك هو الطفل العدواني في الروضة؟
ربما كان هذا السؤال صادمًا ولكنه وارد الحدوث، أن تحصلي على شكوى من عدوانية طفلك داخل الروضة مع الأطفال الآخرين، بعض الأمهات تعرف أن ذلك شيء متوقع نتيجة طباع طفلها المشاغب أو مروره بأزمات نفسية حادة، وبعضهن يتغير سلوك أطفالهن في الحضانة نفسها لعدة أسباب:
- تعبير عن الغضب أو الخوف أو قلق الإنفصال عن الأم.
- محاولة للاعتراض على عدم تقبله لمكان الروضة والمحيطين به فيها.
- اكتسابه عادات سيئة من الأطفال الآخرين ومحاولة تقليدهم.
كيف تتعاملين مع طفلك العدواني؟
- احذري من وصمه داخل الأسرة: تصنيف الأطفال يجعلهم يتصرفون بطريقة معينة ربما لنفي أو تأكيد الصفة.
- حلي السبب من الجذور: هل يشعر طفلك بالغيرة، الوحدة، الغضب؟ إذا لم تكن طبيعة طفلك عدوانية وهذا الأمر طارئ عليه، حاولي إيجاد السبب وحله مباشرة ليعود لطبيعته.
- لا تصرخي: حاولي أن تسألي طفلك عما كان سيشعر به إذا كان في الطرف الضعيف الذي يتعرض للدفع أو العض أو الركل، اسألي طفلك: "هل ترغب في الشعور بالأذى والرعب والوجع؟"
- استخدمي الكتب أو الرسوم المتحركة الكرتونية: لتعزيز السلوك الإيجابي، ومعرفة لماذا لا يكون إيذاء الآخرين أمرًا لطيفًا، هذه طريقة رائعة لتشجيع الأطفال على تجنب العدوانية.
- حافظي على هدوئك عند التعامل مع السلوكيات الصعبة: لأنه يجب عليكِ التحلي بالصبر والتقبل والهدوء لحل المشكلة.
- امدحي طفلك واشعريه بالاهتمام والرعاية: وحاولي دمجه لتكوين صداقات مختلفة بنمط جيد من الأصدقاء المحيطين، ربما يجعله ذلك يحسن من سلوكياته.
- أبعديه عن مسببات السلوك السيئ: سواء كان محيط من الأشخاص أو مواد يشاهدها، أو حتى عنف أسري يتعرض له أو يشاهده يحدث أمامه.
أسباب عدوانية الطفل
هناك بعض الأسباب الأخرى تؤدي لعدوانية الأطفال تعرفك إلى كيفية التعامل مع الطفل العدواني في الروضة وهي:
- الخلافات العائلية: والعنف الأسري وعدم الشعور بالأمان أو الاهتمام والتقبل والحب.
- مشاكل عصبية: يؤدي التلف أو الاختلالات الكيميائية في الدماغ أحيانًا إلى سلوك عدواني.
- الاضطرابات السلوكية: نصف الأطفال الذين يتم تشخيصهم باضطراب نقص الانتباه / فرط النشاط (ADHD) يعانون أيضًا من اضطراب التحدي المعاكس، وهي حالة تتميز بسلوك عدواني، يحتاج هؤلاء الأطفال إلى علاج خاص ليكونوا قادرين على الأداء الجيد في المدرسة أو تكوين صداقات أو قبول سلطة آبائهم.
- صدمات نفسية: يمكن للعنف المنزلي أو الاعتداء الجنسي أو موت أحد المقربين، أن يولِّد القلق والخوف والغضب والاكتئاب الشديد والسلوك العدواني لدى الأطفال.
- التعرض للبرامج التلفزيونية والأفلام العنيفة: يعتقد معظم الخبراء أن مشاهدة العنف على الشاشة يمكن أن يثير العدوان مؤقتًا عند الأطفال.
- الغيرة والتجاهل: تجاهل احتياجات الطفل ومشاعره والغيرة من الأخوات أو الأقارب بسبب المقارنة، تجعل طفلك فريسة للسلوك العدواني.