ما السن المناسبة لدخول الطفل الروضة؟

السن المناسبة لدخول الطفل الروضة

ترددت كثيرًا عندما أردت إلحاق طفلتي الكبرى بالحضانة حول السن المناسبة لدخول الطفل الروضة، هل أنتظر حتى تستطيع الكلام بصورة جيدة؟ أم انتظر حتى أنهي فترة التدريب على استخدام الحمام؟ هل ستتأقلم صغيرتي سريعًا؟ أم أنها ستتأثر نفسيًا بالابتعاد عني؟ وهل هناك سن حددها الخبراء مسبقًا لإلحاق الطفل بالروضة؟

السن المناسبة لدخول الطفل الروضة

في الحقيقة مررت بوقت كبير من التفكير والحيرة حول السن المناسبة لدخول الطفل الروضة، فما يناسب غيري لا يناسبني بالضرورة، فهناك أمهات عاملات لا مفر من اختيار الحضانة لديهن منذ الشهور الأولى للطفل، وهناك أمهات يفضلن عدم إلحاق الطفل بالحضانة إلا بعد أن يستطيع الكلام والتعبير عن نفسه جيدًا، ليخبرهم بيومه وما مر به وكيف يُعامل هناك.

في جميع الأحوال، فإن السن المناسبة لدخول الطفل الروضة يتوقف على الحالة الاجتماعية للأم، وما تمر به من ظروف وتحديات، وبالطبع على طريقة اختيار الحضانة، وإن كانت جيدة بما يكفي للعناية بالطفل في أهم سنوات حياته الأولى، ولا أعني العناية بتعليمه فقط، ولكن بسلوكياته وشخصيته ونفسيته قبل أي شيء.

السن المناسبة لدخول الطفل الروضة تتوقف أيضًا على عدة عوامل تتعلق بالطفل نفسه، ففي الوقت الذي يوصى فيه الخبراء بدخول الطفل الروضة في سن ثلاث سنوات أو قبل ذلك بقليل، فإن بعض الأطفال يبدون استعدادًا واضحًا للالتحاق بالروضة قبل هذه السن.

هذه بعض العوامل التي يمكنكِ القياس عليها مدى استعداد طفلك لدخول الحضانة:

شخصية الطفل

هل طفلك يحمل بذور شخصية مستقلة ويرغب في تعلم كل شيء بمفرده؟ هل يستطيع الابتعاد عنكِ لفترات خلال اليوم أو حتى المبيت خارج المنزل بدونك مع الجد أو الخالة والعمة؟ هل تتركينه بالفعل مع زوجك أو جدته لفترات؟ إذا كان طفلك معتادًا على غيابك لمدة ويتعامل بسهولة مع المحيطين، فلن يكون قلق الانفصال عنه بذهابه للحضانة أمرًا صعبًا أو مستحيلًا مع بلوغه عامين أو عام ونصف مثلًا.

قدرة الطفل على التواصل

هل طفلك لديه القدرة على التواصل جيدًا والتعبير عن مشاعره سواء بالكلام أو الحركة؟ هناك بعض الأطفال يتحدثون أبكر من غيرهم، ويعبرون عن مشاعرهم ومطالبهم بوضوح للآخرين، وهم أكثر استعدادًا للذهاب للحضانة مبكرًا.

نشاط وطاقة الطفل

إذا كان طفلك اجتماعي حركي نشط، يرغب في الخروج والحديث والتعرف على البيئة المحيطة، فبالطبع هو أكثر استعدادًا للذهاب للحضانة مبكرًا.

الرغبة في التعلم والاكتشاف

هل يحاول طفلك تناول طعام بمفرده؟ أو ارتداء قطعة ملابس سهلة كالحذاء أو البنطلون بمفرده؟ هل يبدي استعدادًا لتعلم أساسيات العناية الشخصية كغسيل يديه ووجهه وأسنانه؟ هل لطفلك روتين يومي واضح وساعات نوم منتظمة ونظام غذائي صحي بخلاف الرضاعة؟

إذا كانت كل هذه الإجابات بنعم، فبالطبع طفلك مستعد جدًا للذهاب إلى الحضانة بغض النظر عن سنه.

 فإذا توفرت في الطفل كل العلامات السابق ذكرها، وكانت سن الطفل أصغر من ثلاث سنوات، فيمكنكِ إرساله للحضانة وأنتِ مطمئنه، وبالطبع يمكن أن يبلغ طفلك ثلاث سنوات ولا يكون مستعدًا بعد للذهاب إلى الحضانة، فالأمر نسبي بين الأطفال.

اختيار الحضانة للطفل الرضيع

في كثير من الأحيان، تشعر بعض الأمهات بالذنب والقلق تجاه فكرة الحضانة للطفل الرضيع، ولكن هوني على نفسك عزيزتي الأم، فطالما اخترتِ الحضانة المناسبة لطفلك لا تقلقي، فكثير من الأطفال الرضع يذهبن للحضانة في الشهور الأولى ويتم الاعتناء بهم بشكل جيد.

من أهم صفات الحضانات المناسبة للأطفال الرضع الأمان والنظافة والمرونة في التعامل مع الطفل الرضيع، ووجود فريق مُعد جيدًا للتعامل مع الأطفال الرضع في الشهور الأولى من حيث السلامة والعناية الشخصية، وبالطبع يجب أن تكون حضانة قريبة من مكان عملك أو منزلك لتستطيعي الاطمئنان على طفلك في أي وقت.

تأثير الحضانة على نفسية الطفل

تأثير الحضانة على نفسية الطفل يظهر بوضوح في تطور طفلك ومهاراته المختلفة، ولكن انتبهي، جميع الأطفال مهما كانت أعمارهم يبكون في الأيام وربما الأسابيع الأولى من ذهابهم للحضانة، وهنا تلعب الحضانة دورًا مهمًا في امتصاص غضب الطفل واحتوائه.

سيظهر تأثير الحضانة على نفسية الطفل واضحًا في سلوكه، وتطوره، ونموه، والعادات التي يكتسبها، ورغبته لاحقًا في الذهاب، وبالطبع في شهيته لتناول الطعام.

إذا لاحظتِ أي تأثير سلبي واضح على طفلك بعد مرور الأسابيع الأولى من قلق الانفصال، ربما عليكِ إعادة النظر في اختيار الحضانة، والجلوس مع الأخصائية المسؤولة لمعرفة السبب.

دور الحضانة في تربية الطفل

دور الحضانة في تربية الطفل دور كبير للغاية، إذ يقضي الطفل ساعات يومه يتعلم ويلعب ويكتسب سلوكيات ومهارات متعددة، في معظم الأحيان يكون دور إيجابي ومؤثر في تطور الطفل ونمو مهاراته وتقويم سلوكياته، وفي أحيان أخرى ينعكس سلبًا على نفسية الطفل وسلوكه وتواصله مع المحليطين به، سواء باكتساب عادات سيئة أو ألفاظ غير محببة، كل ذلك يتوقف على الدقة والتوفيق في اختيار الحضانة الجيدة للطفل، وسوف نفرد مقالًا مفصلًا حول هذا الأمر تحديدًا.

وأخيرًا عزيزتي الأم، بعدما تعرفتِ على السن المناسبة لدخول الطفل الروضة، نتمنى لكِ مرحلة جديدة مليئة بالمرح والتعلم لطفلك الصغير.

إذا كان طفلك في سن دخول الحضانة، تعرفي على معايير اختيار الحضانة المناسبة لطفلك والترتيبات اللازمة لهذه الخطوة من رعاية الصغار.

عودة إلى صغار

باسنت إبراهيم إبراهيم إبراهيم

بقلم/

باسنت إبراهيم إبراهيم إبراهيم

أتمنى أن أكون سوبر ماما، بعد أن أنجبت صغيرة جميلة فريدة عمرها شهور، أتعلم معها الصبر والأمومة وتلهمني بالعديد من الأفكار عن رعاية الرضع والاهتمام بهم مع عالم كامل من السهر والصبر الشديد.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon