لا يوجد في الدنيا أجمل من طفل متحمس وممتلئ بالطاقة، يرغب في الحركة واللعب طول الوقت، لكن بعضهم يعانون من حالة تسمى النشاط المفرط، فكيف يفرق الأبوان بين النشاط العادي لأي طفل والطاقة الزائدة، في هذا المقال إليك أهم علامات التفرقة بين الطاقة الزائدة عند الأطفال والنشاط الحركي الطبيعي، بالإضافة إلى طرق العلاج المقترحة.
تشخيص الطاقة الزائدة عند الأطفال
الطاقة الزائدة لدى الطفل واحدة من صور الاضطرابات السلوكية التي تحتاج إلى تدخل فوري من الاختصاصيين، ولا يمكن التأكد منها إلا في عمر الثالثة تقريبًا، وتبلغ ذروتها في سن المدرسة، فيما يلي أهم علامات فرط النشاط أو الطاقة الزائدة عند الأطفال:
- كثرة الحركة والقلق والتململ وقلة التركيز وشرود الذهن وعدم القدرة اعلى توطيد صداقات ولا الجلوس طويلًا في مكان واحد.
- عدم القدرة على الجلوس أو الاسترخاء إلا بمصاحبة اهتزاز الجزء السفلي من جسمه أو القفز بمجرد الجلوس.
- عدم القدرة على التركيز حتى لدقائق قليلة.
- التحدث بصوت عالٍ وبكثرة مع الشرود بالكلام وإطلاق الصرخات المفاجئة.
- عدم القدرة على النوم بسهولة والتقلب كثيرًا في أثنائه.
- العدوانية الواضحة في حركاته وسرعة انفعاله واندفاعه دون هدف محدد.
- سرعة التحول من نشاط إلى نشاط آخر، وكأنه محرك يعمل دون توقف.
- التأخر في النمو اللغوي أحيانًا.
- الشعور بالغضب والإحباط لأتفه الأسباب مع تدني مستوى الثقة بالنفس.
- عدم القدرة على إتمام المهام التي يقوم بها أيّاً كان نوعها، فتراه مثلًا يبدأ الواجبات المدرسيّة، ثمّ يتركها، ويقوم بعمل آخر.
وانتبهي، عزيزتي، إذا كان طفلك يعاني من أغلب هذه العلامات فهذا قد يدل على إصابته بفرط الحركة أو الطاقة الزائدة، وفي تلك الحالة عليك الإسراع بعرضه على اختصاصي الطب النفسي لضبط هذا الاضطراب السلوكي بشكل صحيح.
أسباب الطاقة الزائدة عند الأطفال
حدد متخصصو الطب النفسي للأطفال مجموعة من الأسباب التي قد تتسبب في زيادة نشاط الأطفال بصورة خطيرة، يمكن إيجازها فيما يلي:
- الخلل الجيني: أثبتت الدّراسات أنّ وجود تاريخٍ عائلي لدى أحد الأبوين أو كليهما، يزيد احتمالية إصابة الأبناء بهذه المشكلة، فيتعرضون لاضطرابات في تخطيط الدماغ، تنتج عنه مشكلة الطاقة الزائدة أو فرط الحركة.
- الألوان الصناعية والمواد الحافظة: في دراسة حديثة في المملكة المتحدة اكتُشفت علاقة بين الألوان الصناعية والمواد الحافظة المستخدمة في الأغذية والمشروبات المعلبة وزيادة نشاط الأطفال، لذا فتقليل هذه الأطعمة قد يساعد على تقليل فرط حركته.
- السكريات: ربما لا يكون السكر سببًا مباشرًا لفرط الحركة، لكن بصفة عامة استهلاك الطفل كميات كبيرة منه يعطيه كميات كبيرة من الطاقة، ربما تكون أكبر من حاجته، فيلجأ إلى التخلص منها في صورة نشاط زائد.
- الإرهاق الزائد: سواء كان بسبب قلة أو عدم انتظامه، فالطفل المرهق قد يبدي سلوكًا عدوانيًا ونوبات من الغضب تجاه الآخرين، وتظهر عليه علامات فرط الحركة، فمفرطو الحركة قد يبدون ميلًا للعنف أكثر من غيرهم.
- الإفراط في مشاهدة التليفزيون: يبدو أن التليفزيون متهم بكل المشكلات، فقد أدى إلى ارتفاع معدلات العنف بين المراهقين، انتشار السمنة بين الأطفال، وكذلك جرى الربط بين مشاهدته والنشاط الزائد، فالجلوس أمامه فترات طويلة يعوق انخراط الأطفال في أنشطة طبيعية لتفريغ طاقاتهم كاللعب وممارسة الرياضة، لذلك ينصح الاختصاصيون بتقليل ساعات مشاهدته للأطفال مفرطي النشاط.
- خلل إفراز الغدة الدرقية: يعمل هرمون الغدة الدرقية على تنظيم عمليات التمثيل الغذائي في الجسم، وحال زيادة إفرازه عن الطبيعي، يكون مقدار الطاقة المنتجة في الجسم أعلى، وعادة ما يصاحب هذه المشكلة نحافة الأطفال، خلل الغدة الدرقية قد يكون خطيرًا في الأطفال وفرط الحركة ربما يكون فقط أحد أعراضه.
- تسمم الرصاص: دُرس تأثير الرصاص على المخ فترة طويلة، وثبت أن تسمم الرصاص نتيجة التعرض للتلوث يسبب مشكلات خطيرة للأطفال، منها صعوبات التعلم، انخفاض مستويات الذكاء، السلوك العدواني وفرط الحركة.
- تناول الكافيين: للكافيين خواص منبهة ومنشطة، ومن المرجح أن استهلاك لدى الأطفال بكميات كبيرة قد يؤدي إلى فرط نشاطهم، فإذا كان أبناؤك يستهلكون كميات من الكافيين الموجود في الكولا والقهوة، ربما يكون ذلك سببًا لفرط نشاطهم.
- الضغط العصبي: عندما يتعرض الأطفال لمواقف يواجهون فيها ضغطًا عصبيًا كبيرًا ومفاجئًا، قد يبدون ميلًا أكبر للحركة والنشاط، وهو رد فعل شائع لمقاومة الضغط الذي لا يستطيعون التعامل معه، وكل ما يجول بخاطرهم هو التخلص منه، فإذا لا حظتِ ذلك على ابنك، فربما يكون الحل هو إبعاد مصادر الضغط عنه، مثل خلافات الأبوين.
علاج الطاقة الزائدة عند الأطفال
يوجد عديد من الطرق التي تستخدم لعلاج الطاقة الزائدة وفرط النشاط عند الأطفال ومنها:
- العلاج النفسي السلوكي: يعتمد على توصيات الطبيب النفسي المتخصص في علاج اضطرابات السلوك عند الأطفال، لتحديد الأسلوب الأمثل للعلاج، سواء عن طريق الأدوية المُهدِّئة المخصصة لمعالجة اضطراب فرط الحركة، أو الجلسات النفسية لضبط السلوك وفي كل الأحوال ليكون العلاج متكاملًا أو أكثر فاعلية فلا بد من اتباع أهل الطفل عددًا من الاحتياطات التالية:
- تغيير النمط الغذائيّ للطفل: بمنع المواد المشبعة بالألوان الصناعيّة والمواد الحافظة، وتقليل السكريات مع توجيهه إلى تناول الطعام المفيد من الخضراوات، والفواكه، واللحوم البيضاء، والأسماك، إضافة إلى عسل النحل وضرورة دمجه في غذائه اليومي، لدوره في تخفيف هذا الاضطراب.
- تقليل أوقات تعرض الطفل للشاشات والوسائل التكنولوجية: لما له من دور سلبي في زيادة الطاقة عند الأطفال بشكل كبير.
- وضع الطفل في بيئةٍ هادئةٍ تخلو من الضغوطات التي تزيد من طاقة الغضب بداخله فتدفعه لزيادة طاقته وحركته ونشاطه.
- إشراك الطفل في أنشطة مختلفة: سواء في المدرسة أو النادي حتى يفرغ طاقته بأنشطة مفيدة، وكذلك إعطاؤه مجالًا للعب والحركة.
- كسر المهمات باستراحة أو جائزة: من الصعب التحكم في الطفل الذي يعاني من فرط الحركة ليجلس ساعاتٍ ليَحُلّ الواجبات المدرسية، فلا بد من إعطائه استراحة، فمثلًا بعد كلّعشرين دقيقة من الدراسة تُؤخذ عشر دقائق للاستراحة أو جائزة، كممارسة لعبته المفضلة.
- التعزيز النفسي: من المهم أن توضع في الاعتبار نفسية الطفل كثير الحركة، خاصة أنه بحاجة إلى الدعم طوال الوقت مع عدم السماح للخبرات السلبية أو السلبية بإحباطه تجاه المدرسة، بل محاولة جعله واثقًا من نفسه، وتعزيز أدائه الجيّد باستمرارٍ.
- الصبر: عليكِ أن تكوني صبورة، فتدريجيًا تتحول هذه الطاقة غير العادية إلى سلوكيات مقبولة في المجتمع ويستطيع بعد الوصول إلى سن الشباب العمل في الوظائف التي تتطلب نشاطًا غير عادي.
كيفية التعامل مع فرط النشاط وقلة التركيز عند الأطفال
تعرفي إلى كيفية التعامل مع هذه المشكلة، بمتابعة هذه الحلقة من أولادنا مع د.هبة فتحي لتخبرك ببعض النصائح المهمة.
في النهاية، بعد تعرفكِ أسباب الطاقة الزائدة عند الأطفال وطرق معالجتها، احرصي طوال الوقت على أن تظهري له محبتك وحنانك لكن لا تفرطي في تدليله، أشعريه بأهميته، واطلبي منه أداء بعض المهام وليكن أغلبها حركيًا.
اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة برعاية الأطفال على "سوبرماما".