20 سبباً لعدم ترك مسئولية تربية أبنائك لمربية

أضرار تربية المربية للأطفال

كتب الفنان محمد عبد الوهاب في خواطره: "يظل المرء شابًا مهما كبر إلى أن تموت أمه، فيشيخ فجأة"، وهذا الكلام حقيقي إلى حدٍ كبير، فالعلاقة التي تربط الأم بأبنائها هي علاقة شديدة الخصوصية، ولا يمكن تعويضها بأي علاقة أخرى في حياة الإنسان، ولكن المأساة أن هناك من الأطفال من يشيخون ولكن قبل أن تموت أمهاتهم، فبعض الأمهات في الكثير من بلداننا العربية أصبحن يعتمدن بالكلية على مربية ترعى الأبناء وتقوم بشؤونهم، وهذا يحرم الأبناء من احتياجات كثيرة لا تسدها إلا الأم، فما هذه الاحتياجات؟ وكيف يضار الأبناء بترك الأم تربيتهم؟ وما أضرار تربية المربية للأطفال بدلًا من الأهل؟

لماذا تحتاج الأم إلى الاستعانة بمربية؟

لعل وجود المربيات في البيوت في مجتمعاتنا العربية لم يكن معتادًا إلى حدٍ كبير، وإنما كان الأصل الاستعانة بالخادمات للمساعدة في أداء الأعمال المنزلية، بحيث يتقاسم الأبوان مهمة تربية الأبناء، وذلك بما يقتضيه دور كلٍ منهما، ولكن انتشرت ظاهرة الاستعانة بالمربيات، وخصوصًا الأجنبيات منهن في العقدين الأخيرين، وذلك مع زيادة نسبة الأمهات العاملات، وقيامهن بوظائف تتطلب ساعات عمل طويلة، وأيضًا قد تتطلب سفرهن وغيابهن لأيامٍ عن البيت. ويأتي ذلك أيضًا مع زيادة الأعباء الملقاة على عاتق الأم، والتزامها بإشراك الأبناء في أنشطة اجتماعية ورياضية وثقافية متعددة.

دور الأم في تربية الأبناء

يعتبر دور الأم في تربية الأبناء هو الدور الأهم والأكثر تأثيرًا على الإطلاق، ولا يقتصر تأثيره على الأبناء في مرحلة الطفولة، وإنما يمتد ليؤثر في شخصياتهم وسلوكهم في كل فترات حياتهم، وسنستعرض معكِ فيما يلي ما تنفرد به الأم في علاقتها مع أولادها:

  • يحتاج الطفل إلى علاقة جيدة بأمه ليشعر بالأمان وتقدير الذات، حيث يكون لديه شعور بالضعف في طفولته لاعتماده على الآخرين في كل شيء تقريبًا، فتقديره لنفسه غير مؤكد ومعاملة الوالدين تؤكد ذلك أو تنفيه، والاستنتاج الذى يصل إليه الطفل عن نفسه يصعب تغييره. 
  • يحتاج الطفل في علاقته بأمه لتكوين ما يسمى بالثقة الأساسية، وهي التي تجعله يستطيع الدخول في علاقة مع الآخرين، فالثقة تبنى عبر الخبرات والمواقف التي يمر بها الطفل مع الآخرين.  
  • الانتماء إلى شخصٍ أو شيء أكبر من أنفسنا أمر نحتاجه جميعًا، والأم من خلال حبها ورعايتها تجعلنا نشعر بأننا مرغوبون، ما يغرس في الطفل مشاعر بالقيمة والثقة في العلاقات.
  • يحتاج الطفل إلى شخص يحبه، وهذا ضروري للتطور العاطفي والاجتماعي للطفل، وكذلك العقلي والجسماني، فالحب يملؤنا بالأمل والتفاؤل، والطبيعى أن الأم بالفطرة هى آمن شخص يمكن أن يحبه الطفل.

أضرار تربية المربية للأطفال

كيف يتضرر الأبناء من الاستعانة بمربية وحرمانهم من اهتمام الأم؟

  • يتكون لدى الطفل شعور بالنقص وتضعف ثقته بنفسه بسبب إهماله من قبل أهم إنسان بالنسبة له في الحياة، وشعوره أنه غير مرغوب، خصوصًا عند مقارنة حاله بأقرانه الذين يتمتعون باهتمام أمهاتهم.
  • يكون لديه خلل في نضجه الفكري والعاطفي، والذي يعتمد في بداية تكوين نفسية الطفل على علاقته اللصيقة بأمه.
  • يكون منطويًا، حيث إنه من وظائف الأم العمل على تطوير الطفل اجتماعيًا، وعندما لا تقوم الأم بدورها يفشل الطفل في ذلك، فينشأ كغريب في أرض غريبة.
  • يعاني من صعوبة في التعامل مع أقرانه، ويخلق المشاكل من حوله.
  • لا يمتلك مهارات التكيف للتعامل مع المشاكل اليومية التى تهدد شعوره بالأمان، لذا يقلق ويتوتر وقد يشعر بالخوف من أبسط المشاكل.
  • تكون ردود الفعل عنده غير منطقية وغير مفهومة ومبالغ فيها، ويكون متقلب المزاج.
  • يتقلص دور الأم في نقل السلوكيات المختلفة للطفل في التعامل والتصرف في المواقف الحياتية اليومية، ففي كل الأحوال هي لم تعد الشخص الأقرب للطفل.
  • يصبح كثير الاعتماد على الآخرين، ويلجأ إليهم دائمًا ليحلوا له مشاكله.
  • لا يقدر على الجلوس وحده أبدًا، لأنه لا يحب ذاته وحديثه مع نفسه يكون سلبيًا.
  • يفتقد الطفل غالبًا الكثير من القدرة على الحب والعطاء، ففاقد الشيء لا يعطيه.
  • قد يؤثر الخلل في تكوين مشاعر الطفل على قدرته على النجاح.
  • يصبح سهل الانقياد وسهل التأثر بأقرانه.
  • البنات تتأثر بشكلٍ آخر أيضًا، فقد ترغب البنت في إغراء الجنس الآخر محاولةً منها للحصول على الاهتمام.
  • تعرض الطفل لعلاقة جافة أو سطحية مع أمه، أو للانفصال عنها، يزرع بداخله بذور الخوف من الحياة والمستقبل. 
  • تشوش القيم الخاصة بالطفل، ويحدث ذلك بصورة واضحة عندما يتفاعل مع ما بداخله من غيظ وغضب من أمه، باعتبارها الشخص المسيء، وهي من يجب أن تكون رمزًا للصلاح والحب والرعاية.
  • الشعور بالرفض أي بأنه غير مرغوب أو غير محبوب، على الرغم من أنه قد يكون في الواقع محبوبًا، وعلى الرغم من معرفته بذلك.
  • يقلل شعور الطفل بقيمة الأسرة ككل، فالمربية في كل الأحوال قد لا تدعم علاقته حتى بإخوته.
  • قد يصاب الطفل بآفة الأنانية، فالمربية في أحيانٍ كثيرة لا تصبر على تعويد الطفل مراعاة الآخرين.
  • لو كانت المربية تنتمى إلى ثقافة مختلفة، فهناك خطورة على المنظومة القيمية للطفل، خاصة أن الطفل يتأثر بشخصية المربي أكثر بكثير مما يتأثر بتوجيهاته المباشرة.
  • المربيات الأجنبيات من ديانات مختلفة قد يؤثرن أيضًا على معتقدات الطفل الدينية بصورة واضحة، كون علاقتهن به علاقة مؤثرة.

إن الاحتياجات النفسية هي احتياجات لأمور غير منظورة، وتأثير غيابها لا يظهر بصورة واضحة أو بسرعة، لذلك من الممكن أن نتجاهلها على الرغم من أنها لا تقل أهمية عن الاحتياجات الجسدية، وعلى الرغم من أن تجاهلها يكون له عواقب وخيمة على شخصية الإنسان وحياته كلها. 

إن أبناءك يحتاجون إليكِ، ولا يستطيع أحد أن يغني عن دور الأم، ونجاحك كأم أمر عظيم ولا يقل شأنًا عن نجاحك في العمل، وكثيرٌ من الناجحين صنعتهم أمهاتهم، فحاولي تجنب أضرار تربية المربية للأطفال، واجعلي الاستعانة بمربية في حدود مساعدتك في رعاية أبنائك، وليس استبدالًا لكِ.

لمزيد من المقالات حول التربية الحديثة والسليمة للأطفال، اتبعي هذا الرابط.

عودة إلى أطفال

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon