كثيرًا ما يصاب الكبار والصغار بالبرد والإنفلونزا وما يتبعها من احتقان وآلام بالحلق، ويُصاحب ذلك صعوبة في البلع ما يجعل الأكل بل وشرب الماء أمرًا صعبًا. لذا أوصيكِ بضرورة تجربة بعض العلاجات المنزلية لآلام الحلق لتخفيف تأثيرها.
علاجات منزلية لآلام الحلق عند البلع
- الماء الدافئ المملح: تُعد المضمضة بالماء الدافئ المملح من أبسط الطرق وأكثرها فاعلية في تخفيف آلام الحلق، إذ يعمل الملح على قتل أي فيروس أو بكتيريا قد تسبب عدوى في الحلق، بالإضافة إلى أن الماء الدافئ له تأثير مهدئ على الحلق. امزجي ربع ملعقة من الملح مع كوب من الماء الدافئ، ثم استخدميه كمضمضة عدة مرات يوميًّا، مع الحرص على عدم ابتلاع الخليط.
- خل التفاح:يتميز خل التفاح باستخداماته، يُمكن أن يعمل كمضاد للميكروبات ويساعد على مكافحة العدوى، إذ تساعد طبيعته الحمضية على تكسير المخاط في الحلق والحد من انتشار البكتيريا، وله دور في علاج الآلام الناتجة عن ارتجاع المريء. إذ يعمل على توازن إنتاج أحماض المعدة، ما يمنع ارتداد الأحماض والشعور بحرقة المعدة. أضيفي ملعقة صغيرة من خل التفاح الخام إلى كوب من الماء الدافئ وملعقة صغيرة من العسل الأبيض، وتناولي هذا المشروب من مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم للتخلص من آلام الحلق.
- العسل والليمون: يُعد خليط العسل بالليمون من أشهر وأسرع الوصفات المنزلية لعلاج التهاب الحلق ونزلات البرد، فالليمون غني بفيتامين ج الذي يساعد على تقوية المناعة ومحاربة الفيروسات والبكتيريا المسببة لآلام الحلق، والعسل أيضًا يساعد في تخفيف حدة الآلام عند البلع، وله خصائص مضادة للبكتيريا. اخلطي ملعقة من العسل مع ملعقة من عصير الليمون الطازج، وقلبي الخليط جيدًا، ثم تناوليه عدة مرات على مدار اليوم، ستلاحظين تحسنًا كبيرًا عند البلع مع الاستمرار على تناول هذا الخليط الرائع.
- الثوم: يعمل الثوم كمضاد حيوي طبيعي لعلاج الالتهابات المختلفة في الجسم، فعلى الرغم من طعمه اللاذع ورائحته النفاذة، فإنه يعمل بفعالية في قتل البكتيريا وعلاج التهابات الحلق وتخفيف الآلام. قطعي فص الثوم إلى نصفين، ثم ضعي في كل جانب من فمكِ قطعة من الثوم، وابدئي في مص عصارة الثوم، وقد تحتاجين في بعض الأحيان إلى سحقها بأسنانكِ للحصول على مزيد من عصارة الثوم، من أجل نتائج أفضل.
- الزنجبيل: استخدمي الزنجبيل الطازج للحد من آلام الحلق وتسهيل البلع، فهو يحتوي على خصائص مضادة للفيروسات، ويساعد في تقليل الالتهابات، بالإضافة إلى أنه يعمل على تحسين أداء الجهاز الهضمي بشكل عام. أضيفي ملعقة من الزنجبيل الطازج المبشور إلى كوب من الماء المغلي، واتركيه لبضع دقائق، ثم أضيفي قليلًا من العسل وعصير الليمون، واستمتعي بتناول هذا المشروب المنعش والمفيد ثلاث مرات يوميًّا حتى تزول آلام الحلق نهائيًّا.
ومن المهم معرفة الفرق بين العدوى البكتيرية والفيروسية، لأن السبب في احتقان وألم الحلق عادةً ما يكون عدوى فيروسية، ومن ثمَّ لا يُجدي المضاد الحيوي معها نفعًا، وعادةً ما يُشفى المريض دون الحاجة لها. أما بالنسبة للعدوى البكتيرية، فقد تزول دون الحاجة للمضاد الحيوي، لكن المضاد الحيوي يُسرع من مدة الشفاء، ويقلل من احتمالية الإصابة بمضاعفات العدوى البكتيرية.
التهاب الحلق الفيروسي
تنتشر هذه العدوى الفيروسية بين الأطفال والكبار، ومن أعراضها السخونة أو ارتفاع درجة حرارة الجسم واحتقان الحلق والشعور باحتقان، يتبعه تهيج يظهر كمزيج من النتوءات الحمراء الصغيرة والتي قد تظهر حول الفم والحلق ما يصيب الطفل بصعوبة في البلع. وبالنسبة للعدوى الفيروسية، فإن المضادات الحيوية لا تُجدي نفعًا مع ألم الحلق، وحينها سوف يصف الطبيب خافضًا لدرجة الحرارة وينصحك بأن يستريح المريض ويشرب الكثير من السوائل حتى يزول الاحتقان.
التهاب الحلق البكتيري
ينتشر التهاب الحلق البكتيري بين الأطفال من 5 سنوات إلى 15 سنوات، خاصة خلال فصل الشتاء وبداية فصل الربيع. وتشمل أعراض التهاب الحلق البكتيري ألم الحلق، ووجود صديد على اللوزتين وصعوبة في البلع. كذلك قد يشكو المصاب من الصداع أو ألم في المعدة وقد تحمر بعض الأجزاء في جسمه، وفي هذه الحالة قد يصف الطبيب للمريض مضادًا حيويًّا.
شاهدي في هذا الفيديو الفرق بين التهاب الحلق الفيروسي والبكتيري مع الدكتور حازم المهيري، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بجامعة عين شمس.
وقاية الطفل من التهاب الحلق
تنتقل العدوى البكتيرية أو الفيروسية المسببة لالتهاب الحلق من شخص إلى شخص عن طريق الهواء، سواء بسبب السعال أو العطس أو التلامس مع الشخص المصاب، لهذا قد تنتشر العدوى بين الأطفال في المدارس والحضانات. لذا من الضروري الاهتمام بغسل الأيدي ووضع منديل على الفم عند السعال أو العطس، وتنظيف الدُمى والألعاب أولًا بأول وعدم مشاركة أغراض الآخرين الشخصية مثل الأكواب والأطباق.
التهاب الحلق المزمن
ينبغي الذهاب إلى الطبيب إذا استمرت شكوى المريض من ألم الحلق على مدار يوم كامل دون تحسن، خاصة بعد شرب الماء. كذلك إذ صاحب الألم الشعور بالصداع أو المغص أو السخونة أو سيلان اللعاب (الريالة) عند الأطفال أو أي من علامات الجفاف، وينبغي حينها الذهاب للطبيب ليقرر ما إذا كان الطفل مصابًا بعدوى بكتيرية أو فيروسية.