يقدر تأخر الإنجاب أو العقم الناتج عن عوامل ترجع إلى الإناث بنحو ثلث حالات العقم، ولعوامل ترجع إلى الذكور بثلث آخر، ويعود الثلث المتبقي إما لسبب غير معروف وإما لمزيج من عوامل الذكور والإناث. تشمل العوامل الخاصة بالأنثى والتي قد تعطل الإنجاب اضطرابات الإباضة، وتلف قناتي فالوب، وأسباب متعلقة بالرحم أو عنق الرحم. في موضوعنا نتناول أمراض الرحم التي تمنع الحمل، كما نتعرف إلى أفضل وقت للكشف عن تأخر الحمل.
أمراض الرحم التي تمنع الحمل
لحدوث حمل، هناك عدة عوامل يجب أن تتضافر، تشمل:
- حدوث التبويض، يجب أن ينتج المبيض بويضة، وهو ما يعرف بالتبويض. يمكن لطبيبك المساعدة على تقييم دوراتك الشهرية وتأكيد حدوث الإباضة لديك.
- إنتاج زوجك لحيوانات منوية صحيحة، بالنسبة لمعظم الأزواج، هذه ليست مشكلة ما لم يكن هناك تاريخ مرضي أو جراحي، يمكن لطبيبك إجراء بعض الاختبارات البسيطة لزوجك لتقييم صحة حيواناته المنوية.
- ممارسة العلاقة الحميمة بانتظام، خاصة في أثناء فترة الخصوبة. يمكن أن يساعدك الطبيب على معرفة الفترة التي تكونين فيها أكثر خصوبة، عن طريق معرفة فترة الإباضة لديك.
- قناة فالوب مفتوحة ورحم طبيعي، تلتقي البويضة والحيوانات المنوية في قناة فالوب، ويحتاج الجنين إلى رحم صحي ينمو فيه.
ولحدوث الحمل يجب أن تحدث الخطوات التالية بشكل صحي:
- انتاج بيويضة ناضجة من أحد الـمبيضان.
- التقاط قناة فالوب لهذه البويضة.
- وصول الحيوانات المنوية لأعلى عنق الرحم أو قناة فالوب، عبر الرحم إلى البويضة لتخصيبها.
- انتقال البويضة المخصبة عبر قناة فالوب حتى الرحم.
- انغراس البويضة المخصبة ونموها في الرحم.
قد تؤدي أي مشكلة في أي من هذه الخطوات إلى إعاقة الحمل. يمكن لعديد من الأسباب المتعلقة بالرحم أو عنق الرحم أن تؤثر في الخصوبة عن طريق التعارض مع انغراس البويضة المخصبة أو زيادة احتمال حدوث إجهاض تلقائي، تشمل الأسباب المتعلقة بالرحم والتي قد تؤدي إلى منع الحمل ما يلي:
- وجود سلائل أو أورام الحميدة (الأورام الليفية أو الأورام العضلية)، وهي حالة شائعة في الرحم، يمكن لبعض هذه الأورام سد قناتي فالوب أو إعاقة انغراس البويضة الملقحة، مما يؤثر في الخصوبة، ومع ذلك، يحمل عديد من النساء اللواتي لديهن أورام ليفية أو سلائل.
- التندب الناتج عن انتباذ بطانة الرحم (بطانة الرحم المهاجرة) أو الالتهاب بداخل الرحم، قد يؤدي إلى تعطيل انغراس البويضة الملقحة.
- تشوهات الرحم الموجودة منذ الولادة، مثل الرحم ذي الشكل غير الطبيعي، يمكن أن تتسبب في مشكلات تحول دون حدوث الحمل أو استمراره.
- تضيق عنق الرحم، يمكن أن يكون سببه تشوهًا وراثيًّا أو تلفًا في عنق الرحم.
- عدم انتاج عنق الرحم للمخاط المناسب، اللازم للسماح للحيوانات المنوية بالانتقال من خلال عنق الرحم إلى الرحم.
يحدث انتباذ بطانة الرحم (بطانة الرحم المهاجرة) عندما ينمو النسيج الذي ينمو على نحو طبيعي في الرحم في مواضع أخرى، وهذا النمو الزائد للنسيج وإزالته جراحيًّا، قد يسببا التندّب الذي قد يسد قناتي فالوب ويمنع البويضة والحيوان المنوي من الاتحاد. قد يؤثر انتباذ بطانة الرحم أيضًا في بطانة الرحم نفسه؛ ويعرقل انغراس البويضة المخصبة. يبدو أيضًا أن هذه الحالة المرضية تؤثر في الخصوبة بطرق غير مباشرة، مثل تلف الحيوانات المنوية أو البويضة.
أفضل وقت للكشف عن تأخر الحمل
يعتمد الوقت الذي تقررين فيه طلب المساعدة الطبية لتأخر الإنجاب على عمرك:
- حتى سن 35 عامًا، يُوصي معظم الأطباء بمحاولة الحمل لمدة سنة على الأقل قبل إجراء الفحوصات أو الخضوع للعلاج.
- إذا كان عمرك بين 35 و40 عامًا، يمكنك الرجوع للطبيب بعد ستة أشهر من المحاولة.
- إذا كنت أكبر من 40 عامًا، فقد يرغب طبيبك في بدء إجراء الفحوصات أو الخضوع للعلاج على الفور.
قد يرغب طبيبك أيضًا في بدء إجراء الفحوصات أو الخضوع للعلاج على الفور إذا: كنت أنت أو زوجك لديكما مشكلات في الخصوبة، أو إذا كان لديك تاريخ من:
- عدم انتظام الحيض.
- الدورات المؤلمة.
- مرض التهاب الحوض.
- إجهاض تلقائي متكرر.
- علاج سابق للسرطان أو انتباذ بطانة الرحم.
ختامًا، وبعد معرفة أمراض اللرحم التي تمنع الحمل، قد يكون من الصعب تشخيص عقم النساء، ولكن هناك عديد من العلاجات المتاحة، والتي سيختار طبيبك أحدها اعتمادا على سبب العقم لديك، وسيستمر عديد من الأزواج المصابين بالعقم في محاولة الحمل بطفل دون علاج، وبعد محاولة الحمل لمدة سنتين، ينجح حوالي 95% من الأزواج في حدوث الحمل.
لمعرفة مزيد عن صحتك والعناية بها، زوري قسم الصحة على "سوبرماما".