الالتهاب أو الاحمرار أو أي تغير آخر في لون الجلد كلها علامات على وجود طفح جلدي، عند ظهور طفح جلدي على الثدي يكون من المهم تحديد ما إذا كان السبب مرتبطًا بحالة جلدية عامة أم أنه مجرد علامة على مرض أكثر خطورة مثل سرطان الثدي. في موضوعنا نتناول أسباب احمرار الثدي، ونتعرف إلى كيفية علاجه.
أسباب احمرار الثدي
تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا لطفح الثدي واحمراره ما يلي:
- التهاب الجلد.
- الإكزيما.
- عدوى فطرية.
- طفح الحرارة.
- لدغ الحشرات.
- اللبلاب السام.
- ردود الفعل التحسسية.
- القشعريرة.
- الصدفية.
- الجرب.
- الزهم.
- العدوى الفيروسية مثل الحصبة أو الجدري أو القوباء المنطقية.
كل هذه الحالات غير مرتبطة بشكل خاص بالثدي، فيمكن أن يظهر الاحمرار والطفح بها في أي مكان في الجسم، بما في ذلك الثديان. بعض هذه الحالات يمكن أن يكون لها عواقب صحية خطيرة ويجب فحصها وعلاجها في أسرع وقت ممكن.
قد يحدث التهاب الجلد أو الإكزيما في الحلمة عند بعض النساء المرضعات، إذ تتهيج الحلمات بسبب فم الطفل أو الملابس الضيقة أو الرطوبة المحتبسة، ويمكن أيضًا رؤية إكزيما الحلمة والهالة عند النساء غير المرضعات.
تشمل الحالات المرتبطة بالثدي والتي قد يكون من أعراضها ظهور طفح جلدي على الثدي واحمراره ما يلي:
- سرطان الثدي الالتهابي، وهو سرطان عدواني يتطور عندما تدخل الخلايا السرطانية في الأوعية الليمفاوية التي تستنزف جلد الثدي، عندما تسد الخلايا السرطانية الأوعية الدموية، تبدأ الأعراض الظهور، وتشمل: سماكة الجلد، طفحًا جلديًا أو تهيجًا يشبه الالتهاب، صدرًا أحمر ومنتفخًا ودافئًا، حفرًا في جلد الثدي تجعله يشبه قشر البرتقال.
- التهاب الضرع (التهاب الثدي)، تورم مؤلم في الثدي يحدث غالبًا عند المرضعات، وعادة ما يحدث ذلك في غضون ثلاثة أشهر من الولادة. تحدث العدوى عندما يتراكم الحليب داخل الثدي بسبب انسداد القناة أو بعض العوامل الأخرى التي تبطئ أو تمنع تدفق الحليب. يمكن أن يحدث هذا أيضًا عندما تسمح شقوق جلد الحلمة بدخول البكتيريا. تتطور الأعراض بسرعة وتشمل: تورم الثدي، زيادة تدفق الدم، ألمًا، احمرار الجلد، دفء ملمس الجلد، الحمى، صداع الرأس.
- خراج الثدي، وهو تراكم للقيح تحت جلد الثدي وينتج عن عدوى بكتيرية. غالبًا ما يرتبط خراج الثدي بالتهاب الثدي غير المعالج، وعادة ما يصيب المرضعات. السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الضرع أو خراج الثدي لدى النساء غير المرضعات هو توسع القنوات.
- توسع القنوات الثديية، وهو حالة غير سرطانية تحدث عندما تتسع قناة الحليب في الثدي وتزداد سماكة جدرانها، ما قد يؤدي إلى انسدادها، وتراكم السوائل التي يمكن أن تؤوي إفرازات تحتوي على بكتيريا. في كثير من الأحيان، لن تسبب هذه الحالة أي أعراض ولا تُكتشف إلا عند إجراء خزعة لحالة أخرى في الثدي، وفي حالة حدوث الأعراض، يمكن أن تشمل: تصريف مادة سميكة تشبه معجون الأسنان من الحلمة، احمرارًا وألمًا في الحلمة وأنسجة الثدي المجاورة، الحلمة المقلوبة، يسبب النسيج الندبي حول قناة الحليب المصابة نتوءًا ملحوظًا يمكن الخلط بينه وبين السرطان.
- مرض باجيت في الثدي، وهو شكل نادر من سرطان الثدي الذي يشمل جلد الحلمة ويمكن أن يمتد إلى الهالة. يعاني معظم المصابين به أيضًا من ورم واحد أو أكثر في نفس الثدي. تشمل أعراضه: حكة أو وخزًا أو احمرارًا في منطقة الحلمة، جلدًا متقشرًا أو سميكًا (يشبه الإكزيما)، حلمة مفلطحة، تسربًا أصفر أو دمويًا من جلد الحلمة.
علاج احمرار الثدي
يعتمد علاج احمرار الثدي على السبب الكامن ورائه، ويمكن تفصيل طرق العلاج كما يلي:
- علاج الطفح الجلدي الشائع: تشمل علاجات عديد من الطفح الجلدي على:
- تجنب المهيجات على الجلد، يمكن أن يشمل ذلك الصابون أو مستحضرات التجميل التي ينتج عنها رد فعل تحسسي أو أنواع معينة من أقمشة الملابس وحمالات الصدر أو الاحتكاك.
- وصف دواء أو مرهم موضعي حال الحاجة. في معظم الحالات، يُعالج الطفح الجلدي أو يُدار على الأقل دون أي خطر كبير على الصحة العامة.
قد يحدث التهاب الجلد أو الإكزيما في الحلمة عند بعض النساء المرضعات، أو تتهيج الحلمات، يُنصح باستشارة اختصاصي رضاعة في مثل هذه الحالات، إذ قد لا يكون العلاج لدى النساء المرضعات هو نفسه لغيرهن.
لعلاج الطفح الجلدي الناتج عن عدوى فيروسية مثل جدري الماء أو القوباء المنطقية أو الحصبة يجب التعامل مع مصدر المشكلة (أي الفيروس)، ويشمل ذلك استخدام الأدوية المضادة للفيروسات والراحة في الفراش ومسكنات الألم والسيطرة على أي حمى.
- علاج سرطان الثدي الالتهابي: يُشخّص سرطان الثدي الالتهابي بعد إجراء فحص شامل وخزعة الأنسجة (فحص عينة من الأنسجة تحت المجهر). يصنف هذا السرطان منذ لحظة اكتشافه على أنه سرطان من المرحلة الثالثة (من أصل أربع مراحل)، أي إنه متقدم جدًا ويجب علاجه على الفور. قد يشمل العلاج الجراحة، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، والعلاج الهرموني، ويبدأ عادةً بالعلاج الكيميائي.
- علاج التهاب الضرع: يشمل عادة المضادات الحيوية لمحاربة العدوى، وإذا لم تساعد في غضون أسبوع تقريبًا، فيجب أخذ خزعة من الجلد للتأكد من عدم وجود السرطان. يتشابه بعض أعراض سرطان الثدي الالتهابي والتهاب الضرع؛ لذلك فإن سرعة العثور على السبب الدقيق للأعراض التي تظهر أمر ضروري.
- علاج خراج الثدي: يشمل تصريف القيح من المنطقة المصابة، إذا كانت العدوى صغيرة، يمكن استخدام حقنة وإبرة، بينما إذا كانت العدوى كبيرة، فقد تكون هناك حاجة إلى شق صغير في الجلد لضمان التصريف المناسب. في كلتا الحالتين، يُستخدم مخدر موضعي لتخدير المنطقة لمنع الألم في أثناء الإجراء.
- علاج توسع القنوات الثديية: قد تتحسن أعراض توسع القنوات الثديية من تلقاء نفسها دون أي علاجات، ويمكن استخدام الكمادات الدافئة والمضادات الحيوية في بعض الحالات. إذا لزم الأمر، يمكن إزالة القناة غير الطبيعية جراحيًا.
- علاج مرض باجيت في الثدي: يشمل علاج مرض باجيت في الثدي إزالة الحلمة والهالة، والإشعاع للثدي بأكمله إذا لم تُكتشف أورام كامنة. في حالة وجود أورام، قد تكون هناك حاجة إلى إزالتها جراحيًا أو استئصال الثدي اعتمادًا على مدى تقدم السرطان.
ختامًا وبعد معرفة أسباب احمرار الثدي، إذا كان الطفح الجلدي مصحوبًا بأعراض أخرى مثل العدوى أو الحمى أو تورم تحت الجلد أو تورم في الحلق أو لم يتحسن الاحمرار بعد فترة معقولة من العلاج، يجب استشارة الطبيب على الفور. قد يكون من الصعب التشخيص الذاتي لسبب الطفح الجلدي بالثدي، وفي بعض الحالات يمكن أن يكون التأخير في العلاج هو الفرق بين التعافي والتدهور لحالة صحية الأكثر خطورة.
لمعرفة مزيد عن صحتك والعناية بها، زوري قسم الصحة على "سوبرماما".