القشعريرة أو الشعور بالبرد دون سبب واضح من الأعراض التي تحدث نتيجة انقباض العضلات واسترخائها بشكل متكرر، ما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية الموجودة بالجلد لتحدث الرعشة، وأسباب الشعور بالبرد المفاجئ كثيرة، أهمها ارتفاع درجة حرارة الجسم، ولا يقتصر الشعور بالبرد المفاجئ على فصل الشتاء، فقد تختبرين الشعور بالقشعريرة حتى في أيام الصيف، وإما أن تحدث بشكل دوري وتستمر لعدة دقائق، أو تحدث لفترة طويلة تصل لساعة كاملة عدة مرات في اليوم، الأمر الذي يكون مقلقًا، فما السبب في القشعريرة أو الشعور بالبرد المفاجئ؟ واصلي القراءة واكتشفي الإجابة في هذا المقال.
أسباب الشعور بالبرد المفاجئ
في البداية، لا يقتصر الشعور بالبرد أو القشعريرة المفاجئة على إصابتكِ بالحمى، فقد تختبرين حدوث الرعشة دون ارتفاع في درجة الحرارة، وبصفة عامة، فإن أهم أسباب الشعور بالقشعريرة المتكررة، هي:
- انخفاض درجة الحرارة: قد تواجهين قشعريرة بصورة متكررة في فصل الشتاء وهو أمر طبيعي، ولكن إذا استمرت القشعريرة مع ظهور أعراض أخرى مثل خدر في الأطراف، تغير لون البشرة، التلعثم في الكلام، النعاس الشديد، شعور بالحرق في أطراف الأصابع أو الأنف أو الأذنين، فعادةً ما تكون هذه الأعراض مؤشرًا لحدوث قضمة الصقيع، ويجب عليكِ التواصل مع الطبيب في حال حدوثها، كذلك يمكنكِ الإصابة بالقشعريرة في حالة وجودك في مكان بارد مثل البحر أو حمام السباحة، وتحدث الرعشة أيضًا إذا أصبحت ملابسك رطبة أو مبللة، أو إذا كان مكيف الهواء باردًا جدًا.
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية: قد تحدث القشعريرة كأثر جانبي لتناول بعض الأدوية، أو نتيجة تفاعلات دوائية عند تناول أكثر من دواء، وقد تحدث أيضًا إذا تناولتِ جرعة غير صحيحة من دواء، أو في حالة تناول مكملات عشبية غير موثوقة المصدر، وبصفة عامة اقرئي الآثار الجانبية للأدوية قبل تناولها، وإذا كان لديكِ شك أن سبب القشعريرة هو تفاعل دوائي أو أثر جانبي لدواء معين، فأوقفي استخدامه حتى استشارة الطبيب.
- بذل مجهود بدني عنيف: قد يؤدي بذل مجهود بدني كبير سواء في بعض الأعمال المنزلية، أو في أثناء التمارين الرياضية إلى حدوث تغييرات في درجة حرارة الجسم الأساسية، تؤدي بدورها إلى الشعور المفاجئ بالبرد، في هذه الحالة، لا يرتبط حدوث القشعريرة بطقس معين، فبذل مجهود بدني كبير في الأيام شديدة الحرارة قد يؤدي إلى الإصابة بالجفاف، ويكون مصحوبًا بقشعريرة، وتشنجًا في العضلات، ودوخة، وإعياء، والشعور بالغثيان.
- قصور الغدة الدرقية: خمول الغدة الدرقية هو حالة يصاحبها عدم إفراز كمية كافية من الهرمونات اللازمة لتنظيم معدل الأيض، والعمليات الحيوية داخل الجسم، ويُعد الشعور بالبرد أو القشعريرة من أهم الأعراض لقصور الغدة الدرقية، التي تشمل أيضًا: انتفاخ الوجه، زيادة الوزن غير المبررة، جفاف الجلد والأظافر والشعر، ضعف العضلات، الاكتئاب أو مشاعر الحزن، مشكلات في الذاكرة، الإمساك، وغيرها.
- نقص مستوى السكر بالدم: قد تصابين بالرعشة إذا انخفضت مستويات السكر في الدم بشكل غير طبيعي، وقد يحدث هذا إذا كنتِ تعانين من مرض السكري، ما قد يكون علامة على ضرورة ضبط جرعة الدواء التي تتناولينها، أو مراقبة نظامك الغذائي وإدراج المزيد من الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات فيه، وقد يحدث أيضًا نقص مستوى السكر في الدم دون الإصابة بمرض السكري، وبصفة عامة يصاحب نقص مستوى السكر مجموعة من الأعراض الأخرى تشمل التعرق، خفقان القلب، شعور بالوخز حول الفم، التشوش، عدم وضوح الرؤية وغيرها.
- سوء التغذية: يحدث سوء التغذية عندما يفتقر جسمك إلى العناصر الغذائية الضرورية، بسبب عدم التنويع بين الأطعمة في نظامك الغذائي، أو وجود مشكلة تؤثر على قدرة جسمك على امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح، أو في حالات مثل اضطرابات الأكل، وفقدان الشهية المزمن، وتشمل الأعراض الأخرى لسوء التغذية: التعب أو النعاس، الضعف العام، صعوبة في التركيز، شحوب البشرة، خفقان القلب، الشعور بالإغماء أو الدوار، وخز أو خدر في المفاصل أو الأطراف، وعادةً يحدث سوء التغذية لدى الأطفال في فترات النمو، وللحوامل أو النساء في فترة الرضاعة أو في فترات الحيض الغزير.
- رد الفعل العاطفي: يمكن أن تحدث القشعريرة بشكل متكرر إذا كان لديكِ رد فعل عاطفي عميق أو مكثف لموقف ما، فالخوف والقلق من المشاعر التي قد تسبب الشعور بالقشعريرة، يمكن أن يكون سبب القشعريرة أيضًا التجارب التي تحركك بعمق بطريقة إيجابية وليست المشاعر السلبية فقط، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو الكلمات الملهمة، وهنا تستمر الرعشة لعدة ثوان أو دقائق قليلة، وبصفة عامة تحدث القشعريرة كرد فعل عاطفي نتيجة إفراز الدوبامين بالجسم.
- العدوى: يصاحب العدوى البكتيرية أو الفيروسية مثل الالتهاب الرئوي، والالتهاب السحائي، وعدوى المسالك البولية، والتهاب الأذن الوسطى، والأنفلونزا، وغيرها قشعريرة متكررة، وعادةً ما يصاحبها أيضًا ارتفاع في درجة الحرارة.
- انقطاع الحيض: على الرغم من أن تصهد الجسم أو الهبات الحارة هي الأعراض الشائعة بعد انقطاع الحيض، فإن الشعور بالقشعريرة والبرد المفاجئ أيضًا من الأعراض التي قد تجدينها عزيزتي بعد انقطاع الحيض.
علاج الشعور بالبرد المفاجئ
إذا كان الشعور بالقشعريرة أو البرد المفاجئ مصحوبًا بالحمى أو ارتفاع في درجة الحرارة، فيمكن تناول خوافض الحرارة مع عمل كمادات حتى تنخفض درجة الحرارة، وبالطبع يجب معرفة السبب وراء القشعريرة، وهو ما يتطلب استشارة طبيب وشرح الأعراض المصاحبة لها، وقد يطلب الطبيب عمل بعض فحوص الدم، ليتأكد من التشخيص ويصف العلاج المناسب، وبصفة عامة يمكن تخفيف الشعور بالقشعريرة، من خلال الخطوات التالية:
- التغطية الجيدة: ارتدي طبقات من الملابس التي تمنحكِ الدفء وتحافظ على حرارة الجسم الداخلية، كما يفضل الراحة بالسرير والتغطية الجيدة، ويمكن شرب السوائل الدافئة كالشوربة أو المشروبات العشبية لتساعدكِ على استعادة الدفء من جديد خاصةً في الأيام الباردة.
- الحركة المستمرة: التحرك بصورة مستمرة يساعد على زيادة نشاط الدورة الدموية، ما يساعد بدوره على رفع درجة حرارة الجسم الداخلية، والتخلص من الشعور بالبرد.
- تناول أطعمة حلوى: إذ كان السبب في القشعريرة هو انخفاض مستوى السكر بالدم، تناولي أطعمة حلوى أو كوب من العصير أو ملعقة من السكر أو العسل أو المياه الغازية، ليرتفع مستوى السكر من جديد، ويحصل الجسم على الطاقة اللازمة لتدفئته.
- أخذ حمام مائي دافئ: الاستحمام بالماء الدافئ قد يكون حلًا سريعًا وفعالًا للتخلص من البرد ورفع حرارة الجسم الداخلية، خاصةً إذا كان سبب القشعريرة هو انخفاض درجة حرارة الجو.
- تناول السوائل: إذا كنتِ تعانين من الإجهاد الحراري نتيجة الخروج في الشمس لفترة طويلة، أو في حال بذل مجهود بدني كبير، فكلاهما قد يصاحبه الإصابة بالجفاف، وتحتاجين معه تناول المزيد من السوائل كالعصائر، الماء، والمشروبات العشبية الدافئة.
وأخيرًا، فإن أسباب الشعور بالبرد المفاجئ كثيرة، بعضها يكون مرضيًا، وبعضها يكون نتيجة حالة مؤقتة، وبصفة عامة، احرصي على التدفئة الجيدة وتناول السوائل والراحة، واستشارة الطبيب إذا لاحظتِ أعراضًا مقلقة.
ولمعرفة المزيد من المقالات المتعلقة بالصحة اضغطي هنا.
العودة إلى صحة وريجيم