راجت الولادة القيصرية مقارنة بالطبيعية، ومع تقدم الطب وأدواته وطرق التخدير صار إجراؤها سهلًا، فهي حل لبعض مشكلات الولادة. لكن ماذا عن المولود الصغير فهل تؤثر فيه؟ إذ أظهر بعض الأبحاث العلمية أن لطبيعة الولادة، سواء كانت قيصرية أو طبيعية، دورًا في إصابته بالربو. في هذا المقال نخصص حديثنا للإجابة عن سؤال هل يصاب مواليد الولادة القيصرية بالربو؟ مع ذكر أسباب الربو عند الرضع.
هل يصاب مواليد الولادة القيصرية بالربو؟
الربو التهاب يصيب الشعب الهوائية بالجهاز التنفسي، وينتج عنه صعوبة في التنفس وأزيز (صوت صفير)، الأمر الذي يجعلنا نخشى على صغارنا وحديثي الولادة من الإصابة، به خاصة في سن مبكرة، إذ يصعب التشخيص الذي يكون مبنيًّا على الشكوى من الأعراض وبعض الاختبارات الطبية، ووجد الباحثون أن الولادة القيصرية تزيد احتمالية إصابة المولود بالربو بالفعل.
أرجع الأطباء السبب في ذلك إلى نقص نوع من الخلايا المناعية يسمى الخلايا التائية التنظيمية "regulatory T cells"، التي تنظم عمل الجهاز المناعي للطفل الرضيع، وهو ما يضعف مناعة الطفل، وتكون فرصة إصابته بالربو أعلى.
فحص الباحثون مجموعة من الأطفال الرضع بعد ولادتهم مباشرة سواء بالولادة القيصرية أو الطبيعية، ولاحظوا قلة عدد الخلايا التائية لدى مواليد الولادة القيصرية، وفسروا هذا الأمر بأن الولادة الطبيعية تجعل الطفل يتعرض لأنواع من البكتيريا بمروره من المهبل، ما يحفز استجابة الجهاز المناعي لها، ويزداد عدد الخلايا التائية المنظمة للمناعة، وهذا لا يحدث في الولادة القيصرية.
أسباب الربو عند الرضع
اتساع الشعب الهوائية للأطفال الرضع والصغار أقل من اتساعها عند الكبار، وبالتالي تأثير الربو فيهم يكون واضحًا وصعبًا، وقد يجعل لون الطفل شاحبًا، ويصعِّب عليه الرضاعة.
لا يوجد سبب محدد لإصابة الأطفال الرضع بالربو، ولكن يرجح الأطباء مجموعة من العوامل المسببة لهذه الحالة أو التي تزيد من خطورة الإصابة بها مثل:
- إصابة أحد أفراد الأسرة بحساسية الصدر أو الربو أو الحساسية من مادة محددة.
- تدخين الأم في أثناء فترة الحمل.
- إصابة الرضيع بفيروس بالجهاز التنفسي.
تسبب الإصابة بالعدوى الفيروسية عند الأطفال الرضع أقل من ستة أشهر، والصغار أقل من خمس سنوات، مشكلات بالجهاز التنفسي، وهذا يؤثر بنسبة كبيرة فيهم، ويزيد أعراض الربو، إذ وجد الباحثون أن نصف المصابين بالربو من الأطفال أُصيبوا سابقًا بهذا الفيروس.
علاج الربو عند الرضع
يصعب تشخيص مرض الربو في الأطفال الرضع نظرًا لاعتماد التشخيص على ما يشعرون به، وهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم في هذا الوقت، وكذلك يمكن تشخيص الربو بإجراء اختبار لوظائف الرئة الذي يصعب إجراؤه في حالتهم.
تتشابه أعراض الربو مع أمراض أخرى، لذلك يجب استشارة طبيب مختص في الأمراض التنفسية للأطفال الرضع، ليتمكن من تشخيص الحالة، ووصف العلاج المناسب بالجرعة الصحيحة التي يحتاج إليها الطفل من أدوية الحساسية أو الربو.
يأخذ الطفل الأدوية التي يتناولها الأطفال الصغار، وبعض أدوية الكبار ولكن بجرعات مختلفة وبطرق محددة، معظمها تعتمد على استنشاق الدواء، وذلك باستخدام البخاخات أو جهاز التنفس "nebulizer" ويحتوي على أنبوب وقناع، لإيصال الدواء له لاستنشاقه، ومن طرق علاجه الآتي:
- الأدوية الموسعة للشعب، كمادة الألبوتيرول "Albuterol" والسالبوتامول "Sulbutamol".
- الكورتيزونات، كالبوديزونيد "budesonide".
- الأدوية المُعدلة للمناعة، كالمونتيلوكاست "Montelukast".
هذه الأدوية إما توسع الشعب الهوائية أو تقلل الالتهاب الذي يحدث في الشعب من الربو ويزيد من ضيقها وإفرازاتها، ولا يقتصر العلاج على الأدوية فحسب، بل تحتاجين إلى رعاية طفلكِ، وملاحظة الأشياء التي قد تزيد من حساسيته وتجنبها.
إذا كان طفلكِ يتحسس من الغبار أو حبوب اللقاح أو العفن أو فاكهة محددة، فيجب إبعادها عنه، وعدم تعريضه لأي مادة مسببة للحساسية، لتجنب نوبات الربو الحادة، وكذلك يجب تجنب التدخين في المكان الذي يوجد فيه.
ختامًا عزيزتي، بعد أن أجبناكِ عن سؤال هل يصاب مواليد الولادة القيصرية بالربو؟ إذا لاحظتِ أي أعراض للربو على طفلكِ، فبادري باستشارة الطبيب ليخضع للعلاج المناسب لحالته.
يحتاج الأطفال خلال أول عامين من عمرهم إلى الاهتمام بتغذيتهم ومعرفة طرق التعامل مع المشكلات الصحية التي تواجههم، اكتشفي كيف يمكنكِ ذلك من خلال زيارة قسم تغذية وصحة الرضع.