فرط أمونيا الدم حالة متعلقة بعملية الأيض، تتميز بارتفاع مستويات الأمونيا في الدم، ما يؤدي إلى زيادة دخول الأمونيا إلى الدماغ فيحدث عديد من الاضطرابات العصبية، وفي المواليد يكون مستوى الأمونيا الطبيعي أقل من 50 ميكرومول/لتر، ويشير مستوى الأمونيا المرتفع ≥ 100 ميكرولتر/لتر إلى خلل في توازن النيتروجين.
وفي حالة فرط أمونيا الدم عند الأطفال حديثي الولادة مكتملي مدة الحمل، يكون المولود في البداية بحالة جيدة، وبعد 24 ساعة تظهر عليه الأعراض، وهي حالة مهددة للحياة، إذ إن الأمونيا مادة سامة خاصة للجهاز العصبي المركزي، وإذا لم تٌشخّص وتُعالج بسرعة، قد تؤدي إلى عواقب شديدة تستمر مع المولود مدى الحياة.
أعراض ارتفاع الأمونيا عند المواليد
قد تشمل علامات وأعراض فرط أمونيا الدم المبكر لدى حديثي الولادة ما يلي:
- الخمول.
- التهيج.
- سوء التغذية.
- القيء.
- الشخير.
- النوبات.
- الجفاف نتيجة للقيء.
- سرعة التنفس بسبب تحفيز مركز التنفس النخاعي بواسطة أيون الأمونيوم.
- نقص التوتر كرد فعل للإجهاد الحاد.
- انتفاخ النافوخ، ويشير ذلك إلى ارتفاع الضغط داخل الجمجمة.
أسباب ارتفاع الأمونيا عند المواليد
تشمل أسباب ارتفاع الأمونيا لدى المواليد ما يلي:
- اضطرابات دورة اليوريا، بسبب نقص أحد الإنزيمات نتيجة عيوب وراثية، وهي حالة نادرة تؤثر في قدرة الجسم على تحويل الأمونيا السامة إلى يوريا.
- حالة فرط أمونيا الدم العابر لحديثي الولادة، يظهر هذا الاضطراب عند الأطفال الخدج، وتبدأ الأعراض في اليوم الأول أو الثاني من العمر وقبل إدخال أي بروتين.
- الاختناق، لوحظ وجود فرط لأمونيا الدم في الأطفال حديثي الولادة المصابين بالاختناق الشديد في أثناء الولادة أو قبلها، وتُرصد مستويات عالية من الأمونيا خلال ال 24 ساعة الأولى من الحياة.
- عدوى الهربس، فقد رُصدت حالات لفرط أمونيا الدم في الأطفال المصابين بالتهاب الهربس البسيط الرئوي الوليدي، وترجع الزيادة في مستوى الأمونيا إلى عملية هدم البروتين الناتجة عن نقص الأكسجين فترات طويلة.
علاج ارتفاع الأمونيا عند المواليد
يهدف العلاج الأولي في هذا الوقت إلى إزالة المواد السامة المتراكمة مثل الأمونيا عن طريق:
- إعطاء الجلوكوز في الوريد، لاستعادة الترطيب، إذ يعاني غالبية الأطفال حديثي الولادة المصابين بخلل في دورة اليوريا من الجفاف نتيجة سوء التغذية والقيء.
- إيقاف كل البروتينات الغذائية لمدة 24 ساعة، لتقليل كمية البروتين، وتُوفّر السعرات الحرارية التي يحتاج إليها الوليد في صورة كربوهيدرات ودهون خلال هذه الفترة.
- غسيل الكلى، إذا كان المستشفى غير قادر على إجراء غسيل الكلى، فيجب النظر بشدة إلى نقل المولود إلى مركز طبي آخر لديه القدرة على غسيل الكلى، وتعتبر عمليات نقل الدم أو غسيل الكلى البريتوني أو ترشيح الدم أقل كفاءة من غسيل الكلى في إدارة هذه الاضطرابات.
- إعطاء العلاج الدوائي، لتوفير مسار بديل للتخلص من النيتروجين الزائد في البول.
ويجب الاستعانة باختصاصي تغذية من ذوي الخبرة لتحديد النظام الغذائي المناسب للطفل المصاب، ويشتمل هذا النظام على تقييد البروتين مدى الحياة إلى كمية يمكن تحملها دون التسبب في فرط أمونيا الدم، مع تزويد الجسم في نفس الوقت بالاحتياجات الغذائية للنمو والتطور.
ختاما فإن نتائج ارتفاع الأمونيا عند المواليد على المدى الطويل وفي مرحلة البلوغ غير معروفة إلى حد كبير، وهي حالة خطيرة وتؤدي إلى الوفاة حال عدم علاجها، وتعد زراعة الكبد إحدى طرق العلاج التي قد لا يحتاج المريض بعدها إلى تقييد تناوله للبروتين، وهناك عديد من الأبحاث والدراسات بخصوص التصحيح الجيني النهائي لخلل دورة اليوريا.
يمكنك عزيزتي معرفة المزيد من الموضوعات حول تغذية وصحة الرضع على موقع سوبر ماما من هنا