تلاحظ الأمهات أحيانًا ظهور بعض الأعراض غير الطبيعية على أطفالهن الرضع، ويجدن صعوبة في تشخيصها وإيجاد العلاج المناسب لحالة صغارهن، فتبدأ الأم في البحث عن أسباب تلك الأعراض، وقد يختلط عليها الأمر في التفرقة بين حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز، فهما مرضان متشابهان في الظاهر، ولكنهما مختلفان في الباطن، إذ يرجع كل منهما إلى مشكلة هضمية مختلفة تمامًا عن الأخرى.
لذا تقدم لكِ "سوبرماما" في هذا المقال شرحًا مبسطًا لتوضيح الفرق بين الحالتين، كي نساعدكِ على فهم حالة صغيركِ ومناقشتها مع طبيب الأطفال المختص.
الفرق بين حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز:
يتكون الحليب في الأساس من ثلاثة مكونات أساسية، هي بروتين الحليب وسكر الحليب (اللاكتوز) ودهون الحليب، بالإضافة إلى بعض المعادن مثل الكالسيوم والحديد وغيرها.
حساسية الحليب هي خلل في الجهاز المناعي ينتج عنه رد فعل غير طبيعي من الجسم ضد البروتين الموجود في الحليب، إذ يتعامل معه كجسم غريب ويبدأ في إفراز أجسام مضادة لمحاربته مسببًا أعراض الحساسية المزعجة، أما عدم تحمل اللاكتوز فهو عدم قدرة الجسم على هضم سكر الحليب (اللاكتوز) نتيجة لنقص إفراز إنزيم اللاكتاز المسؤول عن هضم اللاكتوز الموجود في الحليب، إذ يبقى اللاكتوز في الجسم دون هضم حتى يصل إلى الأمعاء، فتتغذى عليه البكتيريا الموجودة في الأمعاء، ما يؤدي إلى ظهور أعراض عدم تحمل اللاكتوز.
علامات حساسية البروتين والحليب والقمح على الرضع
ومن الخطأ تسمية هذه الحالة بـ"حساسية اللاكتوز"، إذ إن هناك فرقًا كبيرًا بين "الحساسية" و"عدم التحمل"، فعدم التحمل ليس له علاقة بالجهاز المناعي بعكس الحساسية، ويمكن التمييز بين حساسية الحليب وعدم تحمل اللاكتوز عن طريق متابعة الأعراض والتاريخ المرضي للحالة، مع إجراء بعض التحاليل التي يطلبها الطبيب المعالج، مثل: تحليل البراز وتحليل الدم الخفي في البراز وتحليل السكر المختزل في البراز.
أنواع عدم تحمل اللاكتوز:
هناك أنواع مختلفة لعدم تحمل اللاكتوز، ولكن أهمها هذان النوعان:
1. عدم تحمل لاكتوز أولي:
يعاني منه الرضيع منذ اليوم الأول من ولادته، بسبب عدم إنتاج الجسم لإنزيم اللاكتوز المسؤول عن هضم سكر اللاكتوز أو إنتاجه بكميات قليلة، وهو نادر الحدوث ويصاب به نسبة قليلة من الأطفال الخدج الذين ولدوا قبل أوانهم.
2. عدم تحمل لاكتوز ثانوي:
وهو الأكثر شيوعًا، وقد يصاب به الطفل في أي مرحلة من عمره، إذ يولد الطفل سليمًا وينتج جسمه إنزيم اللاكتوز بشكل طبيعي، ولكنه يصاب بعدم تحمل اللاكتوز الثانوي بصورة مؤقتة نتيجة لمشكلات هضمية مثل الإصابة بنزلة معوية نتيجة التهاب بكتيري أو فيروسي أو إسهال حاد، ما يؤثر على الخلايا المسؤولة عن إفراز إنزيم اللاكتوز، فيعاني الطفل حينئذٍ من عدم تحمل لاكتوز ثانوي، وغالبًا ما يتعافى منه بعد زوال السبب الذي أدى لحدوثه.
أعراض عدم تحمل اللاكتوز:
تختلف أعراض عدم تحمل اللاكتوز من طفل لآخر على حسب درجة نقص الإنزيم، وتتلخص في الإسهال المستمر وآلام المعدة والانتفاخ والغازات والتهابات في منطقة الحفاض فقط نتيجة لحمضية البراز، بعكس أعراض حساسية الحليب التي قد تكون هضمية أو تنفسية أو جلدية، مثل: الإمساك أو الإسهال المستمر والدم أو المخاط في البراز والارتجاع والقئ وتورم الفم أو الوجه وخنفرة وصعوبة في التنفس وسعال وإكزيما والتهابات في الجسم بخلاف منطقة الحفاض.
كيف تقللين من حدة المغص والغازات لدى رضيعك؟
علاج عدم تحمل اللاكتوز:
في الحالتين تمتنع الأم المرضعة عن تناول الحليب ومنتجاته لفترة يحددها الطبيب على حسب حالة الطفل، أما في حالة الرضاعة الصناعية، فإن هناك أنواعًا من الحليب الصناعي خالية من بروتين الحليب مخصصة للأطفال الذين يعانون من حساسية الحليب، وأنواعًا أخرى خالية من سكر اللاكتوز للأطفال الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.