"أمال انتي بتاكلي إيه؟!"
غالبا ما يكون هذا هو الرد حين يعلم المتحدث أنني أم لطفل مصاب بحساسية بروتين اللبن.
بدأت معرفتي بهذا المرض بعد شهرين من الولادة، حيث تم تشخيص "ياسين" بإصابته بحساسية بروتين اللبن، وذلك بعد عناء كبير وزيارات متكررة للأطباء ولكن دون جدوى. لم تسمع والدتي أو أقربائي بهذا من قبل، وبهذا لم يستسيغوا قبول الأمر، حتى بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على التشخيص.
غالبا ما أحتاج إلى الشرح عند تناول الطعام بسبب اضطراري لعدم تناول الألبان ومنتجاتها أو اللحوم الحمراء ومنتجاتها، ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد بل تستمر الأسئلة والتعليقات "يعني شوربة اللحمة لا؟"، "طيب لو أكلتيها يعني هيحصل إيه!"، "ده معمول بسمنة بسيطة". أحياناً أتفهم عدم استيعاب البعض لهذا الأمر، وفي بعض الأحيان أضيق ذرعاً بكثرة الأسئلة والتعليقات.
اكتسبت عادة قراءة المكونات واكتشفت من هذه التجربة ضخامة حجم المنتجات التي يدخل فيها اللبن ومنتجاته، حتى وإن كانت بصورة غير مباشرة، فقد فوجئت في إحدى المرات بوجود الجيلاتين في التوابل المخصصة للشيش طاووق!!
حساسية بروتين اللبن أم حساسية لاكتوز اللبن
تعرف حساسية اللبن Cow's Milk Protein Allergy or “CMPA”)) بأنها رد فعل غير طبيعي يظهره الجهاز المناعي للجسم تجاه البروتين الموجود في الألبان. وعادة ما يختلط الأمر على الناس بينها وبين عدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerance) الذي يعني عدم قدرة الجسم على هضم الكربوهيدرات (سكر اللبن) الموجود في اللبن. وهناك نوعان من عدم تحمل اللاكتوز: عدم تحمل اللاكتوز الأولي وعدم تحمل اللاكتوز الثانوي. بالنسبة للنوع الأول هو نادر الحدوث للأطفال الرضع ويحدث حين لا ينتج الجسم إنزيم اللاكتيز الذي يعمل على هضم اللاكتوز أو سكر اللبن أو ينتجه بكميات ضئيلة، أما النوع الثاني فهو عدم تحمل اللاكتوز بصورة مؤقتة نتيجة لمشاكل بالهضم (التهاب المعدة والأمعاء) وينتهي فور التعافي من هذه المشاكل. وقد تتشابه الأعراض بين حساسية اللبن وعدم تحمل اللاكتوز.
اقرئي أيضًا:كل شيء عن حساسية اللاكتوز (اللبن)
الأعراض
تختلف الأعراض من طفل لآخر وتنقسم أعراض الإصابة بالحساسية إلى أعراض تصيب الجهاز الهضمي مثل حدوث القئ، الشعور بآلام في المعدة، الإسهال، الارتجاع، انتفاخ البطن وتراكم الغازات وقد تظهر بعض نقاط الدم في البراز، وأعراض تصيب الجهاز التنفسي مثل صعوبة التنفس، جريان الأنف، الكحة المستمرة والتهاب الحلق وسيلان اللعاب وأعراض تصيب الجلد مثل الإكزيما، التهاب الجلد وخاصة منطقة الحفاضات وانتفاخ العينين والشفتين أو الوجه بأكمله. وهناك أعراض عامة تظهر على كافة الأطفال المصابين بحساسية اللبن ومنها: البكاء المستمر، عدم القدرة على الاستقرار والمغص وعدم زيادة الوزن.
التشخيص
وتصيب حساسية اللبن ما بين 3% إلى 7% من الأطفال على مستوى العالم. وللأسف لا توجد اختبارات أو تحاليل دقيقة للتأكد من الإصابة بهذه الحساسية وعليه فإن أفضل التشخيص يكون عبر ملاحظة الأعراض ومراجعة التاريخ المرضي للعائلة حيث تزيد احتمال إصابة الأطفال بحساسية اللبن في حال إصابة الأم أو الأب أو أحد الأقارب بأحد أنواع الحساسية بما في ذلك حساسية الصدر والإكزيما.
العلاج
وعلى الأم المرضعة الامتناع عن تناول جميع منتجات الألبان واللحوم الحمراء مثل الزبدة واللبن والجبن والمثلجات والزبادي وكافة المنتجات التي تحتوي عليها وذلك طيلة فترة الرضاعة وعادة ما يُشفى 90% من الأطفال المصابين بحساسية اللبن ببلوغهم ست سنوات ويستطيع 50% من الأطفال تناول هذه المنتجات ببلوغ العام الأول مع ملاحظة ظهور بعض الأعراض.
البدائل
وقد تعاني الأم نتيجة لذلك من نقص الكالسيوم المسؤول عن بناء العظام والأسنان والخلايا العضلية والعصبية. ويحتاج الشخص البالغ إلى 1000 ملليجرام يوميًا ولذلك فهي في حاجة إلى تعويض ذلك بتناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم وتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل اللوز والتوفو (أحد منتجات الفول الصويا) والبامية والفاصوليا البيضاء والسالمون المعلب والسردين والبرتقال والتين والكرنب الصيني وفول الصويا والكرنب.
اقرئي أيضًا: 15 طريقة لتزيدى كمية الكالسيوم فى وجباتك
وحين يبدأ طفلك في تناول الأطعمة الصلبة يمكنك تجهيز الوجبات الخالية من الألبان وإضافة لبن الأم إليها أو الألبان الخالية من البروتين الحيواني أو شراء الوجبات الجاهزة التي تحتوي على الألبان. كما يمكنك تجهيز الوجبات من الخضراوات والفواكه المسلوقة وهرسها وتقديمها لطفلك دون الشعور بالذنب لحرمانه من بعض الأكلات.