أحد أهم التحديات التي يواجهها المريض النفسي بالاضطرابات المختلفة مثل: الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب والفصام، وغيرها، هي العلاج، فالمعروف أن المرض النفسي مرتبط بالحالة النفسية للمريض، ومن ثم فإن العلاج كذلك مرتبط بها، وبكل المتغيرات التي تحدث لها، فهل يشفى المريض النفسي تماما؟ أم أن كل طرق العلاج المعروفة في الطب النفسي ليست إلا علاجات مؤقتة للأعراض فقط، هذا ما سنعرفه في السطور التالية.
اقرئي أيضًا: كيف أهتم بصحتى النفسية والجسدية؟
هل يشفى المريض النفسي تماما
لا توجد إجابة واحدة لهذا السؤال، علاج اضطرابات الصحة النفسية ليس ثابتًا للجميع، وليس هناك علاج واحد مناسب لكل الحالات التي تعاني من الاضطراب نفسه، وبدلًا من ذلك في أغلب الأمر يلجأ العلاج النفسي بأشكاله المختلفة إلى تقليل الأعراض وعلاج الأسباب الكامنة خلف الحالة، وجعل حالة المريض مستقرة، كي يتمكن من إدارة نفسه بعد ذلك.
المرض النفسي مصطلح واسع يشمل مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر في الطريقة التي تشعرين بها وتفكرين، وبالتأكيد تؤثر على قدرتك في الحصول على حياة يومية مستقرة، ومن أهم العوامل التي تكمن خلف المرض النفسي:
- الجينات والعوامل الوراثية.
- البيئة التي نشأتِ فيها والبيئة التي تعيشين فيها الآن.
- العادات اليومية وتشمل الطعام والنظافة والرياضة وغيرها.
- صحة جسمك وتوازن كل العناصر فيه.
هناك طرق مختلفة لعلاج الاضطرابات النفسية أو علاج أعراضها نستعرضها في الفقرة التالية.
أنواع علاج الأمراض النفسية
في ما يلي أكثر علاجات الاضطرابات النفسية شيوعًا:
الأدوية النفسية
الفئات الأربع الرئيسية للأدوية المستخدمة في علاج الاضطرابات النفسية هي:
- مضادات الاكتئاب: تساعد على تحسين الأعراض المرتبطة بالاكتئاب كالحزن واليأس والخمول وصعوبة التركيز.
- الأدوية المضادة للقلق: تُستخدم في علاج اضطرابات القلق العام ونوبات الهلع والأرق، لها تبعات على المدى البعيد لذا من الأفضل استخدامها لفترات محددة.
- الأدوية المضادة للذهان: تُستخدم في علاج الاضطرابات الذهانية مثل الفصام، وأحيانًا يكتبها الطبيب في بعض حالات الاكتئاب واضطرابات ثنائية القطب.
- الأدوية التي تعمل على استقرار المزاج: تستخدم بشكل شائع في علاج الاضطرابات ثنائية القطب.
يعتمد اختيار نوع الدواء على وجهة نظر الطبيب إلى الحالة ومدى احتياجها للأدوية، بناءً على الأعراض والمشكلات الصحية الأخرى التي قد تكون موجودة، يجرب الطبيب أنواعًا وجرعات مختلفة كي يستقر على أنسب دواء للحالة.
الجلسات النفسية
وهو ما نعرفه بالعلاج بالكلام، منحك الفرصة للتحدث مع الطبيب بخصوص تجاربك ومشاعرك وأفكارك، في البداية يستمع إليك الطبيب فقط، وبمرور الوقت يبدأ مساعدتك في تعلم تقنيات التكيف مع الأعراض التي تعانين منها وحل الأسباب الجذرية للمشكلة.
الطبيب النفسي يساعدك في التعرف على حالتك وفهم مشاعرك وأفكارك وسلوكياتك، ويعلمك مهارات للتعامل مع الضغوط والتوتر، قد تكون الجلسات فردية وأحيانًا يحبذ الطبيب أن تكون جماعية، المهم هو راحتك النفسية مع الطبيب.
مراكز الصحة النفسية ومستشفياتها
أحيانًا يحتاج بعض المرضى إلى وجودهم فترات كاملة من حياتهم في مكان مختلف عن بيوتهم، وهنا يأتي العلاج عن طريق مراكز الصحة النفسية ومستشفياتها. توجد برامج مختلفة تتضمن المبيت وأخرى تقتصر على الوجود في ساعات النهار، هذا ما يحدده الطبيب وتحدده ظروفك الخاصة بالتأكيد، إن كانت الحالة تستدعي ذلك.
العلاجات المنزلية
أحيانًا يكون الأفضل من وجهة نظر الطبيب الاعتماد على العلاج في المنزل وتغيير نمط الحياة، وهنا يتدخل الطبيب في النظام الغذائي وأسلوب حياتك اليومي، ويكون هذا جزءًا كبيرًا من العلاج النفسي في بعض الحالات.
اقرئي أيضًا:7 علامات تُخبركِ بضرورة الذهاب إلى طبيب نفسي
أخيرًا، التواصل الجيد مع طبيبك النفسي يمكّنه من اختيار العلاج المناسب لحالتك اعتمادًا على الأعراض وشدتها والآثار الجانبية للأدوية وعوامل أخرى، في بعض الحالات يكون المرض النفسي شديدًا لدرجة أن الطبيب يوصي أحباءك بمراقبتك دائمًا كي لا تؤذي نفسك، "هل يشفى المريض النفسي تماما؟" سؤال لا نمتلك إجابته لأن النفس البشرية وتغيراتها أصعب من تصوراتنا.
اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة بالصحة على "سوبرماما".