متى يجب اللجوء لأخصائية الرضاعة الطبيعية؟

مشاكل الرضاعة الطبيعية

بعد الولادة مباشرة يكون المولود قادرًا على تحريك شفتيه والبدء في الرضاعة ومص الحليب من ثدي أمه ببراعة، ولكن قد تواجه الأم بعض الصعوبات في عملية الرضاعة الطبيعية، التي يمكن التغلب عليها بمساعدة أخصائية رضاعة طبيعية متخصصة. تعرفي مع "سوبرماما" في هذا المقال على الأسباب الأساسية لظهور مشاكل الرضاعة الطبيعية، ومتى تحتاجين لزيارة استشارية الرضاعة الطبيعية.

ما أسباب انتشار مشاكل الرضاعة الطبيعية؟

الرضاعة الطبيعية عملية فطرية، فنحن لم نسمع قديمًا عن مشكلات الرضاعة الطبيعية المنتشرة في أيامنا هذه، حيث كان الطفل يُلقى في حضن أمه بمجرد ولادته ويبدأ في الرضاعة بسلاسة دون أي مشكلة. أما الآن ففي كثير من الحالات يُعزل الطفل لساعات عن أمه في المستشفى بعد الولادة لفحصه وتحميمه، أو تُقدم له رضعة صناعية باستخدام زجاجة الرضاعة في حالات الولادة القيصرية لصعوبة الرضاعة الطبيعية على الأم، أو لحين نزول الحليب لدى الأم، ما يؤدي إلى مواجهة كل من الأم والطفل لبعض صعوبات في الرضاعة الطبيعية، نتيجة لعدم تعلقه بها منذ الساعة الأولى من ولادته، أو لاستسهاله الرضاعة عن طريق زجاجة الرضاعة التي يتدفق الحليب منها دون جهد.

حالات تستلزم اللجوء إلى أخصائية الرضاعة الطبيعية

هناك بعض الصعوبات والمخاوف التي تواجه الأم في بداية فترة الرضاعة الطبيعية، والتي يمكن أن تتغلب عليها بمفردها مع الوقت دون مساعدة، ولكن هناك بعض المشكلات التي تستلزم زيارة أخصائية رضاعة طبيعية متخصصة نستعرضها معكِ في السطور التالية:

الشعور بالألم خلال الرضاعة

الرضاعة الطبيعية عملية غير مؤلمة، لذا فإن شعوركِ بالألم خلال الرضاعة يعني أنكِ تطبقين وضعًا خاطئًا ينتج عنه عدم تعلق طفلكِ بالحلمة بشكل كامل، أو قد يشير إلى وجود مشكلة لدى طفلكِ الرضيع مثل اللسان المربوط. وفي هذه الحالة، من الضروري زيارة أخصائية الرضاعة الطبيعية، لتعلم وضعيات الرضاعة الصحيحة، وفحص الطفل للتأكد من أنه لا يعاني من أي مشكلة تؤثر في قدرته على الرضاعة.

التهاب الثدي واحتقانه

من الشائع أن تشعر الأم باحتقان الثدي بعد الولادة بأيام، وذلك نتيجة لامتلائه بالحليب، ولكن في بعض الحالات يتفاقم الأمر ليتحول الاحتقان إلى التهاب بالثدي، وتتمثل أعراضه في تورم الثدي واحمراره وارتفاع درجة الحرارة. وحينها يجب التوجه فورًا لأخصائية الرضاعة الطبيعية، لعلاج الالتهاب وتجنب تطوره إلى خراج بالثدي.

عدم قدرة الطفل على التقاط الثدي

في بعض الحالات لا يتمكن الطفل من التقاط حلمة الثدي، وهناك أسباب متعددة لذلك، مثل مشكلة الحلمة الغائرة أو المقلوبة لدى الأم، أو وجود مشكلة صحية لدى الطفل تجعله غير قادر على التقاط حلمة الثدي. وهنا يجب زيارة أخصائية الرضاعة الطبيعية لاكتشاف السبب وعلاجه، وتدريب كل من الأم والطفل على الرضاعة بطرق صحيحة.

عدم اكتساب الطفل الوزن الكافي

وزن الطفل هو المقياس الأول لنموه السليم، وهو أيضًا يعكس مدى كفاية كمية الحليب التي يحصل عليها، فمن الطبيعي أن يفقد الطفل 10% تقريبًا من وزن الولادة خلال الأسبوع الأول من عمره، ولكنه سرعان ما يعود لاكتساب الوزن مع انتظام الرضاعة الطبيعية.

 ويجب على الأم متابعة تطور وزن الطفل ومقارنته بجدول متوسط وزن الطفل وطوله خلال العام الأول، وفي حالة نقص وزن الطفل عن الوزن الطبيعي بالنسبه لعمره، فقد يشير ذلك إلى أن الطفل لا يحصل على كفايته من حليب الرضاعة. وفي هذه الحالة يجب استشارة أخصائية الرضاعة الطبيعية، للتأكد من عدم وجود مشكلة في إدرار الحليب وتحفيز إدراره بطرق صحية وآمنة.

تحجر الثدي أو وجود تكتلات به

يُعد تحجر الثدي من العلامات التي لا يجب تجاهلها خلال فترة الرضاعة، وكذلك الشعور بوجود تكتلات غير طبيعية، ويرجع ذلك في أغلب الأحيان إلى عدم تفريغ الثدي جيدًا وتراكم الحليب به، إما بسبب تقديم الحليب الصناعي للطفل إلى جانب الحليب الطبيعي، أو بسبب عدم سحب الحليب جيدًا. ويجب على الأم التوجه لأخصائية الرضاعة الطبيعية، لمعرفة سبب ظهور هذه التكتلات وعلاجها وتجنب ظهورها مرة أخرى.

نصائح لتجنب صعوبات الرضاعة الطبيعية الشائعة

إليكِ هذه النصائح من أجل رضاعة طبيعية ناجحة وممتعة وخالية من الألم.

  1. ينصح بزيارة أخصائية الرضاع الطبيعية خلال فترة الحمل حتى يتسنى للأم البدء في الرضاعة بثقة تامة، والتدريب على أوضاع الرضاعة الصحيحة، ومعرفة بعض المعلومات المهمة، مثل: علامات جوع الطفل وكيفية تفريغ الثدي عن طريق التعصير اليدوي أو مضخة الثدي.
  2. يفضل أن تبدأ الأم في الرضاعة الطبيعية خلال الساعة الأولى من الولادة، وعلى ذلك فإن الولادة الطبيعية هي الأفضل للأم والطفل، أما في حالة اللجوء للولادة القيصرية فينصح بالتخدير النصفي لكي تتمكن الأم من إرضاع مولودها بعد الولادة مباشرة.
  3. في حالة دخول المولود الحضَّانة، يجب أن تعصر ثدييها بمعدل 6 مرات في اليوم على الأقل، مع توجيه مسؤولي العناية بالحضانة لضرورة تقديم الحليب عبر السرنجة أو القطارة وليس عبر الببرونة، حتى لا يعتاد الطفل عليها ويرفض الرضاعة الطبيعية بعد خروجه من الحضانة.
  4. لا يجب استخدام الحلمة الصناعية (الحلمة السيليكون)، إلا بعد استشارة أخصائية الرضاعة الطبيعية.
  5. يجب أن تحرص الأم على ضم طفلها ولمس جلده لجلدها دون أي ملابس عازلة بينهما بمجرد أن تمتلك القدرة على ذلك، فهذه الوضعية لها دور فعال في إفراز الحليب لدى الأم، وكذلك تنشيط قدرة الطفل على الرضاعة.
  6. لا يجب تقديم الحليب الصناعي للطفل بأي وسيلة، فمع كل رضعة صناعية تقدم للطفل يقل إفراز الحليب الطبيعي لدى الأم، فكلما زاد عدد مرات الرضاعة الطبيعية يزيد إنتاج الحليب لدى الأم، والعكس صحيح.

تعرفي من خلال هذا الفيديو على كل شيء عن الرضاعة الطبيعية.

وأخيرًا، تذكري أن أغلب مشاكل الرضاعة الطبيعية يمكن حلها بمساعدة متخصصين، فإن واجهتكِ أي مشكلة خلال الرضاعة الطبيعية ولم تتمكني من حلها، فلا تترددي في استشارة أخصائية الرضاعة الطبيعية لمساعدتكِ.

تعرفي على مزيد من المعلومات عن التغذية السليمة لطفلكِ الرضيع، عن طريق زيارة قسم تغذية وصحة الرضع في "سوبرماما".

عودة إلى رضع

هنا راضي

بقلم/

هنا راضي

أعشق القراءة خاصًة في علم النفس والسلوك، والتربية الإيجابية. أتطلع إلى تطبيق وتطوير الأساليب التربوية التي أتبناها مع مولودي الصغير الذي ينمو بداخلي الآن. وأؤمن أن القلم مرآة القلب، فهو يستطيع التعبير عن ما يعجز اللسان عن التفوه به.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon