نعلم جيدًا مدى القلق والإحباط اللذين ينتابا الزوجين بعد فشل محاولة عملية الحقن المجهري، وكيف أنهما يتساءلان عن إجراءات ما بعد فشل الحقن المجهري، والفحوصات التي تتعرض لها الأم أو الأب أو الجنين غير المكتمل، والتي قد تكشف أسباب وعوامل الفشل، وعن الوقت المناسب الذي يبدأ فيه التبويض ليبدؤوا محاولتهم التالية بعد تلقي العلاج، وإذا ما كان تكرار للحقن المجهري آثار ضارة على الأم أو الجنين، ونحن هنا في "سوبرماما" نهتم بكِ ونتفهم عزيزتي قلقك وخوفك من المحاولة الثانية، لذا نتحدث في هذا المقال عن ما بعد فشل الحقن المجهري، ونطمئنك أن فشل الحقن المجهري ليس نهاية المطاف، ودائمًا هناك أمل في الحمل ونجاح الحقن المجهري حتى بعد فشله، فتابعي القراءة.
فشل الحقن المجهري
عملية الحقن المجهري تبدأ بوقف دورة الطمث، ومن ثم تنشيط وتحفيز إنتاج البويضات الناضجة، واستخلاصها لتلقيحها خارجيًا، بحقن حيوان منوي داخل خلية البويضة ووضعها بوسط مناسب لنموها، ثم إرجاعها للرحم لتستكمل نموها بشكل طبيعي.
لكن يحدث في بعض الحالات فشل للحقن المجهري، وذلك نتيجة عوامل عدة مثل:
- فشل انغراس البويضة بجدار الرحم، إما لانخفاض جودتها، وإما لمشاكل في بطانة الرحم.
- التشوهات الجينية أو الكروموسومية للجنين، ما يوقف من تطوره وانقسامه.
- انخفاض جودة البويضة، بسبب تقدم العمر فوق الأربعين عامًا.
- تشوهات الحيوان المنوي وانخفاض جودته.
- مشاكل تقنية في العملية، لقلة مهارة أو خبرة الطبيب.
ما بعد فشل الحقن المجهري
بعد فشل الحقن المجهري، يُجري الزوجان بعض التحاليل والإجراءات لمحاولة معرفة سبب الفشل، وبناءً عليها يتخذ الطبيب الإجراء المناسب لمنع فشل العملية في المرة التالية.
من هذه الإجراءات:
- اختبارات التجلط: عن طريق فحص دم الأم، قد تكون الجلطات مسببة للإجهاض وفشل الحمل، وعلاجها هو تناول مضادات التخثر والأسبرين.
- اختبارات المناعة: عن طريق فحص دم الأم، قد تكون الأمراض المناعية ومهاجمة خلايا المناعة للرحم من مسببات فشل العملية، لذا تُثبط المناعة بالكورتيزونات والأدوية الأخرى.
- اختبارات بطانة الرحم: باستخدام المنظار الرحمي لمعرفة سبب مشاكل بطانة الرحم وعلاجها، فأحيانًا يفشل غرس الجنين لوجود تورمات ليفية أو التصاقات أو ندبات، وفور علاجها تزداد فرص الحمل.
- فحص قابلية بطانة الرحم لزرع الجنين: تؤخذ عينة من بطانة الرحم للتحليل الجيني لنحو 200 نوع من الجينات المسؤولة عن انغراس الجنين.
- اختبارات المادة الجينية للأب: لرؤية مدى تضرر المادة الجينية للحيوانات المنوية للعلاج.
إلى جانب ما سبق هناك بعض الاختبارات للجنين قبل حقنه في الرحم أو بعد الحقن، ومنها:
- الاختبار الجيني: لمعرفة جودة الجنين، وفي حالة تخصيب أكثر من بويضة يختار الطبيب أفضلهم لإعادة الحقن بالرحم.
- منظار الرحم: يتابع التطور الجنيني داخل الرحم.
- ثقب جدار الجنين بأشعة الليزر: قبل حقنه بالرحم لإضعاف الطبقة الخارجية للبويضة الملقحة، لزيادة فرص انغراسها.
بعد إجراء الاختبارات وعمل اللازم للعلاج، تُعاد التجربة مرة أخرى بعد علاج سبب الفشل، ويجمع الطبيب بين طرق زيادة الخصوبة مع الحقن المجهري.
متى يبدأ التبويض بعد فشل الحقن المجهري؟
بعد فشل الحقن المجهري وفشل غرس الجنين، يوقف الطبيب تناول الهرمونات، ويأخذ الجسم وقته من أسبوع إلى 15 يومًا تقريبًا، لتبدأ أعراض ما قبل الطمث، وتبدأ الدورة الشهرية من جديد ومعها دورة طمث جديدة، ويكون يوم التبويض في منتصفها (تقريبا بعد 14 يومًا من بدء الطمث).
قد يستغرق التبويض وقتًا أطول بحسب الهرمونات والمنشطات التي تناولتيها في أثناء التحضير لعملية الحقن المجهري، لذا يُفضل سؤال الطبيب عن الوقت المتوقع للتبويض، وإن لاحظتِ انقطاع الدورة الشهرية أو نزول الدم بغزارة، يجب استشارة الطبيب وقتها.
بعد فشل الحقن المجهري، متى أعيدها؟
فشل الحقن المجهري لا يعني انعدام فرص الحمل في المرات التالية، فعادةً يستغرق الزوجان نحو ثلاث محاولات لنجاح الحمل، وتزداد فرص الحمل كلما أعدتِ المحاولة بعد علاج أسباب فشل المحاولات السابقة.
بعد الفحص والاختبارات وعلاج سبب فشل الحقن المجهري، يمكن إعادة المحاولة بإشراف الطبيب، وبإضافة العلاجات والإجراءات، وتغيير نمط الحياة لحياة صحية أكثر لمعالجة أسباب الفشل، لذا فليس هناك وقت محدد لإعادة المحاولة، لكن يكون الوقت المناسب بتحديد الطبيب المعالج للحالة، ورؤيته لجدوى إعادة المحاولة بعد علاجها.
أضرار تكرار عملية الحقن المجهري
عادةً تكون مخاطر عملية الحقن المجهري نادرة، لكن مع تكرارها قد تظهر بعض المخاطر، مثل:
- ظهور الأعراض الجانبية للأدوية والهرمونات المنشطة والمحفزة للخصوبة، مثل: الانتفاخات، آلام البطن، التغيرات المزاجية الحادة، الصداع الحاد مع التكدم أو التورم نتيجة لتكرار الحقن، وقد تصل آثار كثرة تعاطي العلاج الهرموني لمشاكل القلب والأوعية الدموية والجلطات، أيضًا هناك عرض نادر للأدوية المنشطة لكنه خطير، وهو متلازمة فرط التنبيه للمبيض المسبب لاحتباس السوائل بالبطن والصدر مسببًا آلام البطن الشديدة، الانتفاخات، مشاكل التنفس، القيء والغثيان، وقد يصل للاستسقاء.
- استخدام التخدير في أثناء عمليات استخلاص البويضة، يعطي الفرصة لظهور أعراض التخدير الجانبية، كالحساسية.
- تزيد فرص حدوث النزيف، العدوى، جرح الأعضاء المجاورة كالمثانة والأمعاء، مع تكرار العملية.
- يزرع الطبيب عدد من البويضات في الرحم لزيادة فرص الحمل، لذا إن حدث الحمل فقد تتطور العديد من الأجنة لتوائم، ما قد يبرز مشاكل صغر الوزن عند الولادة، والتأخر العقلي للأطفال، وأيضًا مشاكل المشيمة.
- إن حدث الحمل، فالحقن المجهري تحدث معه أحيانًا مضاعفات مثل: الحمل خارج الرحم، الإجهاض، ارتفاع ضغط الدم، الولادة المبكرة.
ختامًا عزيزتي، اعلمي أن فشل الحقن المجهري لا يعني انعدام فرص الحمل مستقبلًا، لذا يجب عليكِ إعطاء فرصة لنفسك لتستعدي نفسيًا وجسمانيًا، واتخاذ إجراءات ما بعد فشل الحقن المجهري، واتباع أوامر الطبيب لعلاجها ونجاح التجربة في المرة التالية.
تعرفي إلى المزيد من المعلومات عن التبويض وزيادة الخصوبة وكل ما يلزمك معرفته استعدادًا للحمل من التخطيط للحمل.