تبرز الجنين في الرحم: كل ما يهمك عن هذه الحالة

تمر الحامل بمرحلة تكثُر فيها التساؤلات عما يحدث داخل الرحم مع الجنين، والتغذية أهم ما يشغل بالها، فكما هو معروف أن المشيمة وظيفتها نقل المغذيات الرئيسية والأكسجين للجنين داخل الرحم، وبذلك يحصل الجنين على الغذاء والأكسجين جيدًا، فكيف تتم عملية الإخراج داخل الرحم؟

عند دخول غذاء للجسم من الطبيعي أن يعمل الجهاز الهضمي وتحدث عملية الإخراج، فيبدأ الجنين بإخراج البول عند بلوغه الأسبوع العاشر، والسبب في وجود البول ابتلاع الجنين للسائل الأمنيوسي الموجود حوله، ومع هذا فبول الجنين معقم، ويختلف تمامًا عن بول الإنسان العادي، وطبيعي أن يشربه مرة أخرى دون حدوث أي مضاعفات فهو عبارة عن سائل معقم، ولكن ماذا عن البراز؟ وما خطورة تبرز الجنين في الرحم؟ هذا ما تجيبك عنه "سوبرماما".

ما خطورة تبرز الجنين في الرحم؟

إذا كان تبول الجنين أمرًا غير مضر كما ذكرنا سابقًا، فالأمر مختلف تمامًا مع التبرز، فالجنين لا يحتاج للتبرز داخل الرحم وكل المخلفات تمر عبر المشيمة مرة أخرى لكِ، فتقومين بمهمة التبرز بدلًا عنه، أما ما يبتلعه عن طريق السائل الأمنيوسي من بقايا الشعر المتطاير من جسمه وبعض الخلايا المخاطية وغيرها، فيبقى في الأمعاء وتخرج على شكل براز أسود اللون أو أخضر داكن خلال أول وثاني يوم بعد الولادة ويُسمى (العقيّ).

ولكن هناك بعض الحالات القليلة التي يمر بها الطفل بحالة التبرز داخل الرحم، هي:

• تأخر الولادة عن موعدها الطبيعي واستمرار الجنين داخل الرحم بعد اكتمال أسابيع الحمل، فهو عرضة في أي وقت لإخراج العقيّ داخل الرحم.
• معاناة الجنين من الإجهاد قبل أو في أثناء الولادة، وفي هذه الحالة يمكن أن يتبرز قبل خروجه من الرحم.

وتكمن خطورة تبرز الجنين في الرحم أن تعرض الجنين لجزيئات العقيّ داخل السائل الأمنيوسي يزيد من احتمالية ابتلاعها، وهو ما يؤدي لخطر مؤكد على الرئتين، عندها يجب وضع الجنين بعد الولادة مباشرةً في الحضّانة وإجراء عملية "شفط العقيّ من الرئتين"، وهذه المشكلة تؤدي مستقبلًا إلى مشكلات في التنفس عند الطفل الرضيع وتستلزم متابعة مستمرة مع الطبيب.

وبالإضافة إلى تضرر الرئتين، يعاني الطفل الرضيع الذي تعرّض للتبرز داخل الرحم من بعض المضاعفات الأخرى، منها:

• زرقة لون الوجه بعد الولادة.
• التنفس بصوت مرتفع (الشخير).
• ضعف عام عند الولادة، ووزن أقل من الطبيعي.
• انقطاع التنفس بعد الخروج من الرحم، وفي تلك الحالة يتعرض الطفل الرضيع مباشرةً لأنبوب الأكسجين في الحضّانة لمساعدة الرئتين على القيام بعملهما، وإخراج بقايا العقيّ الموجودة عن طريق عملية الشفط، وبعدها يجب أن يظل الطفل الرضيع داخل الحضّانة للتأكد تمامًا من عمل الجهاز التنفسي بصورة طبيعية.

اقرئي أيضًا: أكلات هامة للحامل لنمو الجنين بشكل صحي

ما هي علامات تبرز الجنين داخل الرحم؟

في حين أن معظم الأجنة الذين يتبرزون في الرحم لا يعانون آثارًا جانبية سلبية، فإن 4 - 10% منهم يصابون بمتلازمة شفط العقي، والتي من أبرز علاماتها:

• السائل الأمنيوسي ملطخ بالعقي (أخضر).
• الطفل لديه بقع العقي.
• معاناة الطفل من مشكلات في التنفس أو معدل ضربات قلب بطيء.

اقرئي أيضًا: ما الحالات التي توجب إدخال طفلي الحضّانة؟ 

كيف يتم التعامل مع تبرز الجنين داخل الرحم؟

لا يتطلب تبرز الجنين في الرحم العلاج دائمًا، خاصةً إذا ولد الطفل بصحة جيدة، ومع ذلك، إذا كان المولود مصابًا بمتلازمة شفط العقي، فسيتخذ الأطباء على الفور الاحتياطات الطبية اللازمة مباشرة لمنع حدوث مشكلات صحية، مثلًا قد يشفط الطبيب الفم والأنف والممرات الهوائية لإزالة السائل الملوث، وقد تشمل الرعاية الطبية العلاج بالإنعاش في وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة.

أغلب الأطفال الرضع الذين يتعرضون لمشكلة التبرز داخل الرحم يمرون منها بسلام، ولا يعانون آثارًا طويلة المدى، وبعضهم الآخر قد يعاني مشكلات في التنفس لأربعة أيام على الأكثر ويعودون لحالتهم الطبيعية بعدها، ونادرًا ما تؤدي حالة التبرز داخل الرحم إلى خلل دائم في الرئة يستمر مع الطفل طوال حياته.

أخيرًا، نرجو أن يفيدك المقال بما قدمه من معلومات عن تبرز الجنين في الرحم، وللوقاية من خطر تعرض الجنين لتلك الحالة، يجب الالتزام بنظام غذائي متوازن ونسبة جيدة من الحركة طيلة فترة الحمل، مع الابتعاد عن التوتر والضغط الذي يؤثر بدوره على الجنين، وفي النهاية اتباع تعليمات الطبيب عند الولادة والطلق ليمر الجنين بسلام دون حدوث مضاعفات.

العودة إلى الحمل