طبيعة العلاقة الحميمة وعدد مرات ممارستها تختلف من علاقة زواج إلى أخرى، ولكن بعد ولادة طفل جديد، والتغيرات العديدة المصاحبة لهذا الحدث، في أحيان كثيرة، تفقد المرأة رغبتها في ممارسة العلاقة الحميمة، خاصًة إذا كانت تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة.
لذلك من الضروري على من تشعر بأعراض الاكتئاب بعد ولادة طفلها أن تعرف أكثر عن اكتئاب ما بعد الولادة وطرق التعامل معه، وكيف يمكنها استعادة رغبتها في العلاقة الحميمة بعد الولادة والوقت المناسب للعودة لممارستها بعد الولادة.
ممارسة العلاقة الزوجية بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية
بعد عملية الولادة قيصرية كانت أو طبيعية لا يوجد فترة ملزمة لجميع المتزوجين قبل ممارسة العلاقة من جديد، فالأمر يختلف حسب كل حالة، ولكن ما ينصح به الأطباء المتخصصون هو الانتظار من 4-6 أسابيع بعد الولادة حتى يستطيع الجسم التعافي واستعادة صحته بعد الحمل والولادة.
هذا الإضافة إلى احتمالية استمرارية نزول الدم والإفرازات المهبلية، أو حدوث جفاف في المهبل بعد الولادة أو جرح في أثناء الولادة الطبيعية، وهو ما يتطلب الانتظار حتى التعافي. وكذلك انخفاض الرغبة لدى المرأة في ممارسة العلاقة الحميمة في هذا الوقت، خاصًة إذا كانت تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، وهو ما يتطلب وقتًا للتعافي والتأقلم مع الوضع الجديد.
تعرفي على: متى يمكنك ممارسة العلاقة الحميمة بعد النفاس؟
اكتئاب ما بعد الولادة
اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة نفسية تحدث للأمهات بعد الولادة بسبب التغيرات التي تحدث لهن، خاصًة بسبب الانخفاض السريع في الهرمونات بعد الولادة، فالهرمونات النسائية الإستروجين والبروجسترون تصل في فترة الحمل إلى 10 أضعاف مستواها الطبيعي، ثم تعود لطبيعتها بشكل مفاجئ في خلال 3 أيام بعد الولادة، هذا بالإضافة إلى التغيير الاجتماعي والنفسي والتغيير في نمط الحياة وشكل الجسم والأمور الأخرى المصاحبة لولادة طفل جديد.
وتظهر أعراض الاكتئاب على الأمهات في الفترة من 2-4 أسابيع بعد الولادة، وتشخيصه يعتمد على وقت الشعور به بعد الولادة، وعلى شدة أعراضه والتي تختلف من حالة إلى أخرى.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
تعاني النسبة الأكبر من الأمهات خاصًة الجدد منهن من تغيرات نفسية في الفترة التالية للولادة مباشرًة، ولكن تختلف شدتها من امرأة إلى أخرى، ومن الأعراض التي تصاحب اكتئاب ما بعد الولادة بدرجاته المختلفة ما يلي:
- التقلبات المزاجية الشديدة.
- فقدان الشهية.
- الإرهاق المستمر.
- عدم الإحساس بأي متعة في الحياة.
- انخفاض الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة.
تعرفي على: ما الفرق بين أعراض اكتئاب بعد الولادة والاكتئاب المرضي؟
فتور العلاقة الزوجية بعد الولادة
أحيانًا تترك الولادة آثارها على المهبل، وقد تواجهين فتورًا وبعض الصعوبة عند ممارسة العلاقة الحميمة بعد الولادة، وهو ما قد يتسبب في زيادة اكتئاب ما بعد الولادة لديك، ولكن يمكن تقليل المشاكل التي تواجهك من خلال بعض الخطوات البسيطة ومنها:
- أخذ حمام دافئ لمساعدتك على الاسترخاء قبل العلاقة.
- استخدام مزلق مهبلي أو زيوت مناسبة لحل مشكلة جفاف المهبل.
- قضاء بعض الوقت مع زوجك في أثناء نوم طفلك دون علاقة، ما يحسن من حالتك المزاجية.
- استخدام بدائل الجماع المهبلي، كالتدليك والمداعبة قبل العودة لممارسة العلاقة بشكل كامل.
- التحدث مع الزوج عن الأمور المزعجة لك في العلاقة بعد الولادة وطلب الدعم منه.
- اختيار الوقت المناسب بعد نوم الطفل والاسترخاء من عناء اليوم.
- تحدثي مع طبيبك لإيجاد الحلول المناسبة لحالتك، إذا استمر الأمر دون تحسن.
وللتعرف أكثر على كيفية العودة لعلاقتكِ الحميمة بعد الإنجاب يمكنك الضغط هنا.
كيفية التغلب على اكتئاب ما بعد الولادة
- اطلبي المساعدة والدعم من عائلتك ومن زوجك، وأخبريهم باحتياجاتك بشكل واضح حتى يتمكنوا من مساعدتك.
- كوني واقعية في توقعاتك من نفسك ومن طفلك، وتقبلي التغيير الذي يحدثه طفلك على حياتك، وتذكري أن الأيام الصعبة التي تواجيهنها الآن سيقابلها بعد ذلك أيام أخرى سعيدة مع عائلتك الصغيرة.
- لا تعزلي نفسك عن المجتمع المحيط بك بسبب حالتك النفسية أو بسبب انشغالك بطفلك، فقط رتبي جيدًا للخروج مع طفلك قبل الوقت المحدد، وإذا سمحت لك الفرصة تمتعي بالخروج بمفردك أو مع زوجك دون طفلكما لبعض الوقت.
- تجنبي تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، لأنها تزيد من التوتر والعصبية، بخلاف تأثيرها على طفلك في الرضاعة الطبيعية.
- احضري مجموعات دعم نفسي للأمهات الجدد، واستفيدي من تجارب وخبرات أخريات.
- احصلي على قدر كافٍ من النوم عندما ينام طفلك، ولكن استمتعي بنصف ساعة على الأقل في يومك بمفردك وافعلي شيئًا يجعلك سعيدة.
- تناولي غذاء صحيًا متكاملًا لفترة النفاس يفيد جسمك ولا يكسبك مزيدًا من الوزن، بل يساعدك على العودة لقوامك القديم قبل الحمل تدريجيًا.
- طلب الدعم النفسي من متخصص إذا لم تنجح كل المحاولات السابقة.
اقرئي أيضًا: من واقع التجربة: ما الحل الأمثل لاكتئاب بعد الولادة؟