الحياة الزوجية رحلة طويلة مليئة بكثير من اللحظات منها أوقات الفرح والنجاح وأوقات المصاعب والحزن، وأفضل ما يقدمه الشريك لشريكه خلال تلك الرحلة المساندة والدعم في اللحظات الصعبة واحترام مشاعره، وبطبيعة الحال يمر كل طرف في العلاقة بعديد من المواقف الصعبة التي تؤدي إلى تقلب المزاج من حين لآخر، ولأن الرجل بطبيعته لا يفضل البوح بسبب غضبه وحزنه فإن عليك دورًا كبيرًا في دعمه وامتصاص غضبه، وتفريج كربه، في هذا المقال اعرفي كيف تواسين زوجك في حزنه بالإضافة إلى النصائح المجربة التي قد تساعدك على احتوائه في مختلف المواقف.
كيف تواسين زوجك في حزنه؟
إذا صدر عن زوجك بعض التصرفات غير المعتادة والسلوكيات المخالفة لطبيعته وظهر الحزن على وجهه وحالته النفسية، يأتي دورك لمساعدته على تحسين مزاجه ومواساته بهذه الطرق:
- استأذنيه في إمكانية مشاركته مشاعره: إذا كان زوجك من نوعية الرجال الذين لا يبوحون بأسباب حزنهم ويرغبون في الاختلاء بأنفسهم، فعليك احترام تلك العادة ولا تحاولي أن تضغطي عليه بالسؤال عن السبب الذي يحزنه، ولا تلحي عليه أو تتبعي أي أسلوب من أساليب الضغط النفسي عليه، ما دام لم يتحدث إليك بإرادته، لكن إذا كان سبب حزنه معروفًا وواضحًا، حينئذ ينبغي لك أن تكوني إلى جانبه وتقنعيه أن من حقه التعبير عن حزنه بالطريقة التي تريحه وأنك تريدين أن تكوني بجواره للاطمئنان عليه ولراحته فقط.
- ابحثي في مصادر سعادته: كل إنسان لديه بعض المصادر التي تُسعد قلبه كالخروج في نزهة مع أصدقائه أو الانفراد بنفسه في مكان مفتوح أو تناول أكلة محببة أو السفر أو المرح مع الصغار، ابحثي عما يسعد زوجك وحاولي أن تخففي عنه بتلك الأشياء الصغيرة التي تغير مزاجه وتهوّن من حدة الحالة التي يعاني منها وتُشعره أنه بجوار من يحبه ويهمه أمره.
- احترمي مشاعره وكوني صبورًا: الحزن من المشاعر المعقدة الحساسة التي لا تذهب في لحظة، والتي تحتاج إلى الوقت والإرادة النفسية للتخلص منها شيئًا فشيئًا، لذا فعليك أن تُشعري زوجك باحترام مشاعر حزنه أيًا كان السبب فيها، وأن تكوني صبورًا مهما بدر منه من تصرفات قد تغضبك، وقدمي له كل الدعم الذي يحتاج إليه لتجاوز تلك المرحلة دون أن تترك أي آثار سلبية على علاقتكما.
- احتضينه وعبري له عن احترامك لمشاعره: انتهزي الفرص التي تكونين فيها إلى جواره واقتربي منه واحتضنيه -إن سمح لك بذلك- واهمسي له بصوت مليء بالحب والحنان أنك إلى جواره في السراء والضراء وأنك لا تريدين منه سوى أن يكون بخير حتى إن كان يريد الاختلاء بنفسه، اسمحي له بذلك دون تذمّر، فقد يكون بحاجة إلى بعض الخصوصية كي يفكر ويعيد حساباته ويتخطّى حزنه.
اقرئي أيضًا: كيف تساندين زوجك فى مشكلاته؟
كيف أحتوي زوجي؟
الاحتواء من الأفعال النبيلة التي يجب عليك القيام بها تجاه زوجك في المواقف الصعبة والحزينة، فهذا هو الهدف الرئيسي من الزواج، إليكِ بعض النصائح المجربة التي قد تساعدك على تحقيق هذا الغرض:
- اكظمي غيظك: الحياة الزوجية تحتاج إلى كثير من العقل والحكمة لتسير بأمان وسعادة، لذا فإذا وجدتِ زوجك غاضبًا أو حزينًا لا تزيدي عليه همه حتى إن كان هو من استفز غضبك، حاولي قدر الإمكان كظم الغيظ والتحكم في مشاعرك، لا سيّما إذا كانت تلك الأفعال التي تصدر عنه في تلك الفترة مخالفة لطبيعته، فهدوئك وصبرك سيسهم في احتوائه.
- حاوريه بصدق وهدوء: الحوار المُجدي هو الحوار المرتكز على الهدوء والعقل والحب والصدق، لذا حاولي قدر الإمكان أن تحاوري زوجك بصدق عند الغضب أو الحزن لتستوعبي احتياجاته ورغباته خلال تلك الفترة الصعبة.
- دليله وامنحيه مشاعر إيجابية ترفع من روحه المعنوية: الرجل مهما بلغ من السن والحكمة، بطبيعته مثل الطفل الذي يحتاج إلى حضن أمه عندما يغضب أو يحزن ليشعر فيه الحنان والأمان والاطمئنان، لذا عليك في تلك المواقف الصعبة أن تدليله وتمنحيه كل ما يحتاج إليه من مشاعر حب ودعم وقوة، ليشعر أنه لا أمان ولا استقرار من هذا العالم المليء بالمصاعب إلا في حضنك، وأنك شريكته في الحياة في أوقات الحزن قبل الفرح.
اقرئي أيضًا: كيف تعبرين عن تقديرك لزوجك بلفتات بسيطة؟
ختامًا، بعد معرفتك كيف تواسين زوجك في حزنه، حاولي قدر الإمكان الصبر عليه في أوقات الحزن مهما بدر عنه من أفعال قد تغضبك، فهو بالتأكيد ليس في حالته الطبيعية، وقدمي له كل الدعم والمساندة حتى يتجاوز تلك الفترة الصعبة.
اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقة الزوجية على "سوبرماما".