أتذكرون هذا الطبيب المنمق الذي كان يقول للزوج في جميع الأفلام العربية "المدام حامل، ويجب أن تستريح في السرير تمامًا". لعل هذا هو السبب في امتناع الكثير من السيدات الحوامل عن ممارسة الرياضة في أثناء الحمل حتى ولو كُنّ رياضيات بطبيعتهن.
لكن إذا كنتِ ترغبين في تخفيف ألم الحمل وتسريع الولادة، فعلى عكس ما يقول أطباء الأفلام، أنصحك بممارسة الرياضة في الحمل فقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن الرياضة تسرع من فترة المخاض.
ما أسباب طول مدة المخاض والطلق؟
كيف تؤثر الرياضة على الولادة؟
ثبت أن الرياضة في أثناء الحمل تخفف من آلام الظهر وتمنحك الطاقة اللازمة لمزاولة مهامك اليومية، بل وتسرع من مرحلة تعافيك بعد الولادة. فقد أجرى مجموعة باحثين تجربة عملية على نحو 500 سيدة قسموهن إلى مجموعتين. الأولى داومت على ممارسة الرياضة والمجموعة الأخرى لم تمارس الرياضة في أثناء الحمل. وأوضحت النتائج ما يلي:
- قضت السيدات، اللاتي داومن على ممارسة الأيروبكس خلال الحمل، وقتًا أقل في مراحل المخاض الثلاثة.
- قلت نسبة من احتجن إلى الإبيديورال بين اللاتي مارسن الرياضة في الحمل.
- انتشرت حالات كبر حجم الجنين عن الطبيعي بين اللاتي لم يمارسن الرياضة.
- استعادت الأمهات اللاتي اعتدن على ممارسة الرياضة في الحمل وبعد الولادة لياقتهن البدنية، وحظين بجسم ممشوق وبطن مسطح.
ما التمارين الرياضية الآمنة في الحمل؟
من الآمن ممارسة جميع التمارين الرياضية في الحمل، طالما أنك تمارسينها بحرص بالغ ولا تفرطي في أداء أي منها. ومن الرياضات الآمنة في الحمل السباحة واستخدام الدراجات الثابتة والبدالات والمشي السريع والأيروبكس، ولكن تحت إشراف مدرب مختص. كذلك تسهم تمارين كيجل على تقوية عضلات الحوض استعدادًا للولادة.
نصائح أخرى تساعدكِ على تسريع المخاض:
- احرصي على تغيير وضعك في فترة المخاض، مثلًا من الجلوس إلى الوقوف أو من الرقود إلى الجلوس على أربع، فسوف يساعدك تغيير وضعك على تغيير وضع الجنين ليندفع نحو الجاذبية ما يزيد من الضغط على الحوض ومن ثمَّ تسريع الولادة. كذلك يُمكنك ترك السرير والجلوس على كرة التمارين أو الكرسي الهزاز لتخفيف الألم وتسريع الولادة، وإذا كانت حقن الأبديورال تمنعك من الحركة، فاطلبي المساعدة على الأقل للتقلب من اليمين إلى اليسار أو العكس.
- احرصي على تدليك الحلمة ما يساعد على إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد في بدء انقباضات الرحم (الطلق)، ويمكنك تدليكهما يدويًّا أو باستخدام شفاط الثدي.
- خففي الإضاءة واحرصي على سماع الموسيقى الهادئة مما يساعدك على الشعور بالاسترخاء وبالنعاس، ومن ثمَّ إفراز هرموني الملاتونين والأوكسيتوسين اللازمين لتحفيز الولادة. فالإجهاد والتوتر قد يعيقان عمل هرمونات الجسم التي تحفز على الولادة.
- مارسي بعض التمرينات الرياضية المسموح لكِ بها في هذه الفترة، مثل تمرين الاسكوات أو القرفصاء أو الرقص.
وقد تحتاجين عزيزتي إلى التدخل الطبي مثل فتح كيس الجنين أو فصل غشاء السائل الأمنيوسي عن جدار الرحم، أو إعطائك بعض مخدرات الألم مثل الإبيديورال التي ستساعدك أكثر على الاسترخاء.