ها قد قاربنا على نهاية الشتاء، ولأن لكل فصل من فصول السنة أمراضًا معينة فقد تهتمين بمعرفة ما يحمله لكِ موسم الربيع، بينما يشتهر الشتاء بنزلات البرد، يرتبط الربيع بأدوار الحساسية المختلفة، أما في الصيف فتكثر حالات الجفاف والإصابة بضربات الشمس في الأيام شديدة الحرارة، ويأتي الخريف مع بداية دخول المدارس فتنتشر الأمراض المعدية بين الأطفال، خاصةً مع التقلبات الجوية، وعلى الرغم من كثرة نزلات البرد والأنفلونزا في فصل الشتاء، فإن أنفلونزا الربيع تصيب كثيرًا من الأطفال مع أعراض مثل الزكام وسيلان الأنف وغيرها، وإذا لم تسمعي من قبل عن أنفلونزا الربيع فسنخبركِ مزيدًا عنها في هذا المقال.
كيف أحمي طفلي من أنفلونزا الربيع؟
يعاني الأطفال بصورة خاصة أي أمراض موسمية، وذلك لحساسية جسمهم أو ضعف المناعهم لديهم، ومع التقلبات الجوية المصاحبة لفصل الربيع قد يزداد الأمر سوءًا، لذا تقدم لكِ "سوبرماما" بعض النصائح التي عليكِ اتباعها لوقاية أطفالك من البرد والأنفلونزا، ليس خلال فصلي الشتاء أو الربيع فقط، بل طوال العام:
- تعويد الأطفال غسل أيديهم بالماء والصابون، بعد ملامسة الأسطح المختلفة.
- عدم استخدام الأدوات الشخصية لأي شخص آخر، وعدم السماح لأي شخص باستخدام أدوات طفلكِ.
- تجنب الاتصال المباشر بالمرضى، حتى وإن كانوا من أفراد الأسرة.
- تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال، واستخدام المناديل الورقية لمسح الأنف والفم، ثم التخلص منها في سلة المهملات وغسل اليدين جيدًا بعدها.
- التعرض باستمرار لأشعة الشمس الصباحية من أجل تحفيز إنتاج فيتامين "د" في الجسم، المهم لتقوية المناعة وتحسين قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، فالأطفال الذين ينامون عدد ساعات غير كافٍ يكونون أكثر عرضة للإصابة بالبرد والأنفلوانزا.
- تقديم المشروبات الدافئة والأعشاب للطفل، التي تحسن من أداء وظائف الجسم وتزيد من مقاومته للأمراض، مثل اليانسون والتيليو والنعناع والزنجبيل وغيرها.
- ارتداء الكمامات مع الأجواء العاصفة والأتربة لتجنب التهاب الجيوب الأنفية والحساسية الموسمية (لا يجب ارتداء الكمامات للأطفال دون العامين).
ما الفرق بين أنفلونزا الربيع والأنفلونزا العادية؟
تتشابه أعراض أنفلونزا الربيع مع أعراض الأنفلونزا العادية بشكل كبير، وتشمل الأعراض المشتركة بينهما ما يلي:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم بصورة عالية.
- ظهور الانتفاخ في أطراف اليد والقدم.
- سيلان الأنف.
- ألم في الحنجرة.
- الشعور بالبرودة.
- الإصابة بالرعشة.
- فقد الشهية تجاه الطعام.
بصفة عامة، فإن أنفلونزا الربيع تكون أكثر شدة، إذ يؤكد أطباء الأطفال أن التغير المفاجئ في درجات الحرارة يكون بيئة مثالية للفيروسات والبكتيريا، ويزيد انتشارها أيضًا في فصل الربيع، إذ تكثر التقلبات الجوية ما بين الحرارة والبرد، كذلك تكون الأنفلونزا في الربيع أكثر قسوة نتيجة للأتربة والغبار فتثير التهاب الجيوب الأنفية والرشح وتزيد من السعال إذا كان الطفل يعاني حساسية الصدر، فتظهر أعراض الأنفلونزا التقليدية وتكون مصحوبة بالأعراض التالية:
- آلام الأنف.
- السعال الجاف.
- آلام الصدر.
- احمرار العين والإدماع المستمر.
علاج أنفلونزا الربيع
يعتمد علاج الأنفلونزا بصفة عامة على الراحة السريرية وتقديم السوائل بوفرة للطفل، كما يمكنكِ تخفيف حدة الأعراض باتباع النصائح التالية:
- احرصي على تدفئة الصغير وتقديم الأطعمة المغذية في صورة وجبات صغيرة، مثل شرائح الفواكه، أو كوب من حساء الدجاج الدافئ، واحرصي أن تكون أطعمة خفيفة سهلة الهضم ومسلوقة أو مطهية على البخار.
- إذا كان الطفل يعاني الحمى، ألبسيه ملابسًا خفيفة، ويُفضل أن تكون قطنية لامتصاص العرق.
- لتخفيف الألم أو الأوجاع والحرارة، استخدمي خافض الحرارة الذي لا يحتاج لوصفة طبية لحين استشارة الطبيب مثل الأسيتامينوفين، يمكن استخدام الإيبوبروفين للأطفال فوق سن ستة أشهر، ما لم يخبرك طبيبك بخلاف ذلك، أعطي الجرعة الموصى بها على العبوة كل ست ساعات حتى تنخفض درجة حرارة الطفل، لا تعطي الطفل الأسبرين أو أي دواء مشابه لأنه يمكن أن يؤدي إلى تلف الدماغ والكبد (متلازمة راي).
- لا تعطي أدوية السعال والبرد التي لا تستلزم وصفة طبية للأطفال أقل من ست سنوات، إلا إذا وصفها طبيبك.
- الغرغرة بالماء الدافئ تخفف من التهاب الحلق، وتذيب المخاط فيه.
- للأطفال فوق ثلاث سنوات أو أكبر، والذين يمكنهم امتصاص الحلوى الصلبة بأمان دون الاختناق، يمكنهم استخدام المستحلبات التي تحتوي على العسل أو المنتول أو البكتين لتخفيف احتقان الحلق.
- لا تعطي للطفل مضادًا حيويًا دون استشارة الطبيب، للتأكد من أنه مصاب بعدوى بكتيرية وليست فيروسية، حتى لا يزداد الأمر سوءًا.
- عرضي الطفل لحمام بخار، لتخفيف الزكام وتقليل لزوجة المخاط في الصدر، ما يفتح مجرى الهواء ويساعد على التنفس بسهولة.
- قدمي للطفل الأعشاب الدافئة إذا كان يعاني السعال، مثل التيليو المحلى بالعسل،أو اليانسون، التي تهدئ من حدة السعال وتخفف من لزوجة المخاط.
ختامًا، لا داعي عزيزتي للقلق إذا أُصيب طفلك بأنفلونزا الربيع أو غيرها من الأمراض الموسمية، إذ تزول هذه الأمراض بعد فترة بسيطة، واعلمي أن النصائح السابقة لا تضمن لكِ أن البرد أو الأنفلونزا لن يطرقا الأبواب، فهي إجراءات وقائية تحد بشكل كبير من فرص الإصابة بهما، ولكن تبقى الفيروسات في النهاية موجودة بالجو ومحيطة بنا وبأطفالنا، ولا تترددي في زيارة الطبيب في حالة ملاحظتك لأي من أعراض البرد أو الأنفلونزا على طفلكِ، لتشخيص الحالة مبكرًا ووصف العلاج المناسب.
لقراءة مزيد من المقالات المتعلقة بالمشكلات الصحية للأطفال في سنوات عمرهم الأولى، وتغذيتهم، زوري قسم تغذية وصحة الصغار.