ليس لدى جميع الأطفال المراهقين الحماس نفسه للذهاب إلى المدرسة والشغف للتعلم والدراسة، لذا قد يواجه بعض الآباء والأمهات صعوبة مع أبنائهم لإقناعهم بضرورة الالتزام بواجباتهم ودفعهم وتحفيزهم لمواصلة رحلتهم الدراسية بنجاح، خاصة في هذه المرحلة العمرية التي يكثر فيها التمرد والعناد. في هذا المقال تقدم لكِ "سوبرماما" الإجابة عن تساؤل يطرحه أغلب الأمهات، وهو: كيف أحبب ابني في الدراسة؟ فواصلي القراءة.
كيف أحبب ابني في الدراسة؟
يجب أن تعلمي عزيزتي أولًا أنه لستِ وحدك التي تعاني من هذه المشكلة، فعدم تركيز الأطفال في سن المراهقة وتمردهم وعنادهم وحبهم للعب والخروج والحركة وميلهم للاستقلالية كلها تصرفات طبيعية لهذه المرحلة، تحتاج منكِ فقط إلى بعض الصبر والتعامل بحكمة لكسب ودهم وثقتهم، وتشجيعهم ودفعهم لأداء دراسي جيد، وهذه النصائح يمكنها أن تفيدكِ في هذا الأمر:
لا تتهميه بأنه يتحداكِ ويتعمد مضايقتكِ
عندما يدخل الأطفال مرحلة المراهقة فإنهم يتوقون للإحساس بالذات والاستقلالية، وتمر عقولهم وأجسادمهم بتغيرات جذرية، وعلى الرغم من حقيقة هذا الأمر، لا يُفترض أن يكون أول شيء يخطر ببالكِ أن طفلك يتعمد عدم الاستماع إلى كلامك، وأنه يتحداكِ ويتمرد عليكِ ويرفض نصيحتكِ قاصدًا ذلك.
هذا الأمر قد لا يكون صحيحًا على الإطلاق، وربما يكون ضمن أسباب هذه السلوكيات، فقد يكون طفلك مرهقًا أو يعاني من طول اليوم الدراسي، بالإضافة إلى المجهود الذي يبذله في الحركة واللعب، وربما يتعرض للتنمر في المدرسة، أو يكون من الطلاب الذين تنتابهم حالة ذعر من الامتحانات.
احرصي على أن يحصل طفلك على الراحة الكافية، واستمعي له جيدًا وتعرفي على المشكلات التي تواجهه، فكثير من الآباء والأمهات يهتمون بالواجبات المدرسية أكثر من اهتمامهم بمشاعر أطفالهم، وهذا يزيد الأمر تعقيدًا ويُشعِر الطفل بأنه غير ذي أهمية.
على جانب آخر، يجب أن يعرف الطفل أن واجباته المدرسية مسؤوليته الأولى التي يجب أن يقوم بها، ويمكنكِ أنت أو والده تقديم بعض التوجيهات والإرشادات فقط من بعيد إذا احتاج إلى المساعدة.
راجعي تصرفاتكِ
اسألي نفسك بعض الأسئلة أولًا قبل إلقاء اللوم على طفلك، مثل: هل أزعج طفلي كثيرًا؟ هل كل حديثي معه عن الدراسة؟ هل أتعامل مع أنشطته المفضلة على أنها مضيعة للوقت؟ هل أجبره على المذاكرة؟
إذا كانت إجابتكِ عن هذه الأسئلة بنعم، فأنتِ تتعاملين بطريقة منفّرة لطفلك من الدراسة، وتوجيه النصائح وإرساء القواعد دون أن تكون علاقتكِ بطفلك جيدة سيولد التمرد عاجلًا أو آجلًا.
استمعي إلى طفلك جيدًا
تعرفي من طفلك على سبب كرهه للمدرسة، واستمعي له جيدًا وطبقي هذه القواعد: انظري إلى عينيه، وأظهري اهتمامك الكامل بما يقول، ولا تنشغلي بأمور أخرى، ولا تقاطعي حديثه وشجعيه على مواصلة الكلام، وتعاطفي معه ولا تحكمي عليه، وحاولي فهمه ووضع نفسكِ مكانه.
لا تستخدمي أسلوب التهديد
الحرمان من الخروج أو المصروف أو سحب الهاتف أو الذهاب إلى الرحلات، تهديدات لن تجدي مع بعض الأطفال إذ إن استخدام القوة يكون أقل فاعلية في هذه السن، بل يأتي بنتيجة عكسية. اتجهي لأسلوب التخفيز والتشجيع، وأكدي لطفلك أنكِ تثقين فيه، وتتعاملين معه كشخص مسؤول يعرف ما له وما عليه.
لا تعتمدي على أسلوب التوجيه الصارم
النصائح الوعظية والتوجيهات شديدة الصرامة لن تجدي مع طفلك نفعًا، المراهقون شخصيات عنيدة سيستمعون إلى كلامك من أذن ويخرجونه من الأخرى. المراهق يحتاج إلى فهمه والاستماع له ورؤية الأشياء من منظوره، وعندها سيغير أي شيء سيئ في سلوكه من تلقاء نفسه.
لا تجعلي كل حديثكِ معه عن الدراسة
لا نقول لكِ تجنبي الحديث تمامًا، ولكن لا تحاصري طفلك بكل ما يتعلق بالمدرسة كما لو أنها محور حياته. يجب أن تهتمي أيضًا بهواياته وأنشطته المفضله والموسيقى التي يحبها والألعاب التي يفوز فيها على أصدقائه، وغيرها من الأشياء الجاذبة للمراهقين، وبهذا يكون حديثك أكثر توازنًا.
ساعدي طفلك على تنظيم يومه
يشعر المراهق خلال الدراسة بأنه غارق في العديد من المهام والواجبات والامتحانات والدروس، لذا فهو بحاجة بعض الوقت إلى من يدير له يومه حتى يصل إلى نظام يريحه ويستطيع به تحديد أولوياته وإدارة وقته بفاعلية.
كيف أشجع ابني على الدراسة؟
كل أم تريد أن ترى طفلها طالبًا متفوقًا، ولكنها تصطدم بالواقع إذا كان لا يحب الدراسة ويجد صعوبة في التركيز وإنجاز الواجبات والمذاكرة، فيما يلي نقدم لكِ بعض النصائح لتشجيع طفلك على التعلم:
- ساعدي طفلك على تطوير مهارات القراءة لديه عن طريق الروايات أو الصحف أو المجلات سواء في الإجازات أو خلال الدراسة، ما سيساعد في إثراء مفرداته.
- اتركي لطفلك زمام الأمور قليلًا، هذا لا يعني عدم توجيهه، ولكن لا بد أن يشعر ببعض الحرية في اختيار الأنشطة المفضلة له وموضوعات الكتابة وأسلوبه وطريقته في المذاكرة وما إلى ذلك.
- شجعيه على التعبير عن رأيه بحرية في كل ما يجري في يومه الدراسي، وذكر ما يعجبه وما لا يعجبه ووضع ذلك في الاعتبار، فمن الضروري أن يشعر بأن له وجود ورأيه مهم.
- اهتمي بهوايات طفلك أو حتى المواد التي يحبها، فربما يتفوق في أحد المجالات بعينها في المستقبل ويصبح أحد النابغين فيها.
- اكتشفي أسلوب التعلم المناسب لطفلك، فهناك أساليب بصرية وسمعية وجسدية ولفظية واجتماعية أو حتى الأسلوب الذي يعتمد على العزلة، لا بد أن تعرفي الطريقة المناسبة لطفلك والبدء باستخدامها.
- كوني قدوة لطفلك في التحمس لاكتشاف كل ما هو جديد من معلومات، هذا الحماس سينتقل إليه بالتأكيد.
- ركزي على ما يتعلمه طفلك وليس على أدائه، أحيانًا الاختبارات العادية التي تُجرى بشكل أسبوعي لا تكون معبرة عن إمكانيات طفلك ومستواه، تأكدي فقط من وصول المعلومات إليه بشكل سليم.
- نظمي وقت طفلك، فالفوضى تربكه وقد تعطله كثيرًا، ساعديه على إدارة وقته وتحديد أولوياته في المذاكرة.
- شجعيه واعترفي بإنجازاته إذا قدم أداء مدرسيًّا جيدًا، واحتفلي به وكافئيه وهو الأمر الذي سيحفزه لتحقيق مزيد من النجاح.
- ركزي على نقاط قوته، ولا تضغطي عليه من خلال نقاط ضعفه، ما يقلل الثقة في نفسه ويؤدي به لمزيد من الفشل.
- شجعيه بشكل عام على استكشاف العالم من حوله، وطرح الأسئلة وتطوير التفكير النقدي لديه، كل هذا سيوسع مداركه وبساعده على التفوق الدراسي.