الحوار مع المراهقين من أكثر المهام المرهقة، فالطفل الصغير المهذب الذي تعود على الطاعة والاستجابة لتنبيهات وأوامر الأم يعبر الآن من الطفولة إلى عتبات الرجولة، ولعل تقبل الابن المراهق للأوامر أو النقاش مع الأم خصوصًا يشوبه الكثير من التحديات، وفقدان السيطرة على ردود الفعل جزء لا يتجزأ من هذه التحديات.
وكثير من الأمهات لا يتخيلن ما يعاني منه الأولاد في مرحلة البلوغ، وفي كثير من الحالات، قد تكون الأم هي المسؤولة عن التحدث مع المراهق حول ما يعتريه من تغيرات في مرحلة البلوغ، وستساعدك "سوبرماما" في هذا المقال على معرفة الطريقة المثلى للتحدث مع الأبناء عن بلوغ الأولاد.
متى تتحدثين مع ابنك عن بلوغ الأولاد؟
التوقيت مهم جدًا، فيجب ألا يفاجأ ابنك بظهور تغيرات البلوغ دون معرفة مسبقة وشاملة، وعلى أسس سليمة علميًا، وحيث إن الثقافة الجنسية لا تُدرس بشكل جيد في المدارس في البلاد العربية كما هو الحال في البلاد الغربية، فيجب أن تعلمي أنك أنتِ وأبوه أفضل مصدر لهذه الثقافة، فالبديل غالبًا هو مبالغات الأصدقاء أو مواقع الإنترنت التي قد لا تكون مخصصة لمخاطبة هذا العمر، ويمكنك أن تبدئي في التحدث مع ابنك عن تغيرات البلوغ في سن التاسعة أو العاشرة، وفي هذه المرحلة، يمكنك أن تركزي على محورين أساسيين:
علامات بلوغ الأولاد
وتشمل التغيرات الجسمانية التي تظهر على الأولاد عند البلوغ ما يلي:
- نمو شعر العانة.
- نمو العضو الذكري والخصيتين.
- حدوث الانتصاب الصباحي والقذف.
- ظهور رائحة العرق بصورة واضحة.
- نمو الكتلة العضلية للجسم.
أسباب ظهور علامات بلوغ الأولاد
يجب أن تتحدثي بوضوح مع ابنك عن الهرمونات ودورها في حدوث هذه التغيرات في جسمه، وفي مرحلة لاحقة، يمكن أن تكون بعد بدء ظهور علامات البلوغ فعليًا على جسم ابنك، يمكنك أن تتحدثي معه بوضوح عن العلاقة الجنسية بين الذكر والأنثى، ولا تنسي التأكيد على كونها تتم في إطار مجتمعي وديني مقبول وهو الزواج.
التغيرات العاطفية عند بلوغ الأولاد
التغيرات العاطفية التي تبدأ بالميل للإناث والرغبة في الشعور بالحب والاهتمام المتبادل جزء لا يتجزأ من تطورات مرحلة المراهقة المصاحبة لمرحلة البلوغ، ويجب عليكِ أن تتحدثي بوضوح مع ابنك عن ضرورة التحكم في هذه المشاعر، وعدم الانسياق وراءها دون حساب العواقب، فالطريق مازال طويلًا ليتمكن من الارتباط الجاد والزواج.
وبالطبع الكلام قد يكون سهلًا، ولكن التنفيذ صعب، خصوصًا في مرحلة الخروج عن السيطرة في سن المراهقة، ولكن اعلمي أنكِ تغرسين في ابنك المبادئ والقيم التي ستظل محفوظة في عقله طوال عمره.
الانتصاب في الصباح عند بلوغ الأولاد
من الأمور التي يجب يعلمها ابنك المراهق، أن هذه عملية طبيعية تمامًا، وأنها تحدث كاستجابة طبيعية للجسم لارتفاع هرمون التستوستيرون، وهو يستمر عادةً مع الرجال حتى الخمسينيات من العمر.
العادة السرية عند بلوغ الأولاد
وهي من الموضوعات الشائكة والمحرجة لكلٍ من الأم والابن، ولكنك مضطرة للخوض فيها مع ابنك المراهق في كل ما يخص العادة السرية، فالتليفونات المفتوحة الآن على عالم الإنترنت ستتيح لابنك دون شك الاطلاع على كثير من المعلومات أو المواد الجنسية، فركزي في كلامك مع ابنك عن أضرار اللجوء المستمر إلى العادة السرية على المدى البعيد، وأنه مع انتشار الإباحيات تحولت العادة السرية لدى كثير من الرجال إلى ما يشبه الإدمان، وهو ما يؤثر على قدراتهم الجنسية الطبيعية في المستقبل.