بنتي بتحب: ماذا أفعل؟

كيفية التعامل مع حب المراهقين

"بنتي بتحب" جملة قد تنطقينها بنبرات تحمل قلقًا وخوفًا على ابنتك المراهقة التي لم تعد طفلة الآن، فهل الأمر حقًّا يستحق القلق؟ عزيزتي الحب أمر طبيعي لا مفر منه، فهو من المشاعر التي حتمًا سيختبرها ابنكِ أو ابنتكِ في مرحلةٍ ما، لكن كيف ستتعاملين مع هذه المشاعر لدى أبنائك المراهقين؟

إذا كنتِ تخشين من هذه المرحلة، ولا تجيدين التعامل مع ابنتك المراهقة، سنخبركِ في هذا المقال بكيفية التعامل مع حب المراهقين واجتياز هذه المرحلة العمرية الحرجة.

كيفية التعامل مع حب المراهقين

بعض الآباء يشعرون بالقلق عند وقوع أبنائهم المراهقين في الحب، بل إنهم حتى يتوترون بمجرد بلوغهم هذه المرحلة العمرية، والقلق قد يكون أمرًا صحيًّا، لكن القلق المفرط قد يصبح له مفعول عكسي على علاقتكِ بأولادكِ، لذا سنخبرك في السطور التالية بكيفية التعامل مع أبنائك في فترة المراهقة، والبنات تحديدًا لأنهن الأكثر تعرضًا لهذه المشكلة في هذه المرحلة العمرية. 

  1. اكتسبي ثقة ابنتك:







    أول خطوات اجتياز هذه التجربة هي اكتساب ثقة ابنتك المراهقة، صادقيها وتحدثي معها واستمعي لها، فبمجرد اكتساب ثقتها ستجتازين شوطًا كبيرًا من هذه التجربة، وستعطينها إشارة الأمان للتحدث معكِ بحرية دون خوف، وهو ما سيمنحكِ الشعور بالطمأنينة فيما بعد بأنها لن تفعل شيئًا إلا بمشورتك، فأنتِ أقرب صديقة لها الآن. ولاكتساب ثقتها لا تحاولي الحكم عليها أو انتقادها أو استنكار مشاعرها، ففي النهاية ما تمر به ابنتك أمر طبيعي أنتِ نفسك قد تكونين مررتِ به يومًا ما.
  2. تعرَّفي على الطرف الثاني:







    من المهم جدًّا التحدث مع ابنتك ومعرفة الشخص الذى تحمل له مشاعر الحب، ولكن يجب أن يكون التعامل معها بشكل هادئ وحكيم. وحاولي وأنتِ تتناقشين معها ألا يطغى الفضول على حديثك لمعرفة أشياء لا تريد الحديث عنها، لأن الأبناء فى سن المراهقة لا يحبون أسلوب التحقيق معهم، بل دعيها تشعر بأنكِ صديقة، تحدثي معها واستمعي جيدًا، فمشاعرها الآن لا تحتاج النصح بقدر ما تحتاج الاحتواء.







    ويمكنكِ معرفة شخصية الطرف الثاني بأسئلة غير مباشرة لا تُشعرها بالحصار، كما يمكنكِ ترتيب مقابلة معه ومع أصدقائها الآخرين في النادي، أو عمل حفل ودعوته لتتعرفي على تفكير الطرف الآخر وأخلاقه وبيئته، بشكل لا يوحي بموافقتك على هذه العلاقة، إذ يمكنك تحويلها إلى علاقة صداقة.
  3. احترمي مشاعر ابنتك واحتويها:







    لا تسخري أبدًا من مشاعر ابنتك، فبرغم أنها قد تكون مشاعر مؤقتة مرتبطة بتغير الهرمونات لديها، فإنها بالنسبة للفتاة مشاعر حقيقية تمامًا، وستتألم بالتأكيد إذا ما شعرت بالسخرية أو عدم احترام مشاعرها. حدثيها عن المرحلة والتغيرات التي تمر بها على أساس علمي وتفسيرات منطقية، واحتويها وأخبريها بأنكِ تشعرين بما تمر به.
  4. احرصي على التواصل الدائم معها:







    سواء كانت مشكلة فترة المراهقة هي الاهتمام بالجنس الآخر أو التمرد وغيرها، فإن التواصل هو الخطوة الأساسية لاجتياز هذه المرحلة دون ترك أثر على نفسية أبنائك. احرصي على التواصل باستمرار مع ابنكِ أو ابنتكِ الواقعين فى الحب فى هذه السن، واسألي بصفة حميمية عن أخبار الحبيب، وقدمي النصيحة أو المشورة كصديقة وليس كوصية، حتى لا ينفرا من الحديث معكِ.







    كذلك يجب عليكِ أن تساعدي أولادكِ فى هذه السن على تجاوز تقلبات هذه المرحلة بأمان، وأن تعطيهم من خبراتكِ عن الحب الأول وعن علاقات الحب الناجحة، وعن السن المناسبة للعلاقات، وكيفية التعامل مع هذه المشاعر.
  5. احترمي خصوصيتها:







    لا يجب أن تشعر ابنتكِ فى سن المراهقة بالإحباط منكِ بسبب وقوعها فى الحب أو لعدم رغبتها فى الحديث عن العلاقة، يجب أن تحترمي رغبة ابنتكِ فى الخصوصية وأن تشعريها بأنكِ جاهزة لأن تستمعي إليها فى أى وقت تريد التحدث فيه.







    ولا تحاولي التفتيش وراءها أو التصنت على محادثاتها مع أصدقائها، أو غيرها من الأمور التي قد تدفعها للتصرف دون علمك أو إخفاء أسرار عنكِ، أخبريها بأنك تثقين فيها وفي تفكيرها وقدرتها على معالجة الأمور، وفي المقابل ستحاول ابنتكِ جاهدة أن تحافظ على تلك الثقة.
  6. ضعي بعض الحدود:







    لا بأس من وضع بعض الحدود، فبالرغم أنكِ تصرفك كصديقة معها، فلا مانع من التحدث مع ابنتكِ عن الحدود الجديدة التي يجب وضعها للحفاظ على أخلاقيات وعادات الأسرة، مثل وضع قواعد للقاءات مع الطرف الآخر والتحدث على الهاتف أو الإنترنت. فالسيطرة على هذا النوع من العلاقات تكون من خلال وضع اتفاقيات بينكِ وبين أبنائك، حتى لا تؤثر علاقة مؤقتة بالسلب على حياتهم أو سلوكهم أو دراستهم.







    ووضع الحدود قد يخفف من حدة صدمة نهاية العلاقة، على عكس الانجراف في الحديث والمواعيد الغرامية، الذي سيتسبب في مشكلات كثيرة لابنتكِ المراهقة.
  7. املئي أوقات فراغها:







    الفراغ من الأمور التي قد تدفع الأبناء في فترة المراهقة للاندفاع بمشاعرهم في علاقات وقتية، وقتل الفراغ سيساعدهم على شغل الوقت وخاصةً في فترة الإجازات. شجعي ابنتك على ممارسة الرياضة بشكل منتظم وتطوير هواياتها وتعلم لغة جديدة، وغيرها من الأنشطة التي تساعد على شغل وقتها، ما لا يعطيها مساحة للتركيز على الأمور العاطفية والاستجابة لمشاعرها الفياضة في تلك الفترة.

هل يستمر حب المراهقة؟

بالرغم من أن الإجابة عن هذا التساؤل هي في الأغلب "لا"، فإن لكل قاعدة استثناء، وأحيانًا قد يستمر حب المراهقة لفترة طويلة لينتهي بالزواج، وخاصةً بين الأقارب أو أصدقاء الدراسة والجامعة.

وعادةً ما تختلط عند المراهقين مشاعر الحب والرغبة، ولهذا فهي مرحلة حرجة للغاية، فمع التطور الجسدي للمراهق والبلوغ، وما يصحبه من تغيرات هرمونية تتأجج مشاعرهم، والتي قد يفسرونها على أنها حب والتي سرعان ما تزول. 

فبمجرد انتقال الابن أو الابنة من مرحلة المراهقة للشباب، سيكتشفان أن الأمر كان مجرد مشاعر زائفة ووقتية، ويمكنكِ مساعدتهما في إدراك هذا الأمر مبكرًا من خلال إخبارهما بكل الأمور التي سيختبرونها في فترة المراهقة من تطورات جسدية ونفسية وشعور بالميل للجنس الآخر دون شعور بالخجل.

 ويمكنكِ الاستعانة ببعض الكتب العلمية والتربوية، أو استشارة طبيب نفسي، ليساعدكِ على التعامل معهما بصورة صحيحة.

كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة العنيدة؟

العند والتمرد من الصفات التي قد تصاحب فترة المراهقة ويصعب التعامل معها، فكيف تتعاملين مع ابنتكِ المراهقة العنيدة حينما يتعلق الأمر بالعلاقات العاطفية والشعور بالحب؟

  1. تجنبي النصح المباشر والمستمر:







    إعطاء النصيحة بصورة متكررة قد يأتي بنتائج عكسية ويؤدي إلى المزيد من العند، لذا حاولي التحدث مع ابنتك العنيدة كصديقتها، واتركي لها حرية القرار مع منحها الشعور بالثقة، ما سيجعلها تفكر جيدًا قبل الإقدام على أمر قد يفقدها هذه الثقة.
  2. كوني مرنة قليلًا:







    وضع حدود للأبناء المراهقين الذين يتصفون بالعند والتمرد قد يكون أمرًا مرهقًا، وخاصةً فيما يتعلق بالأمور العاطفية، لذا إذا قابلت ابنتك قواعد الاتصالات الهاتفية أو اللقاءات أو الإنترنت بالتمرد، حاولي التحلي بقليل من المرونة والتحايل على الأمر، مثل عمل لقاء جماعي يجمعكِ مع أسرتك والطرف الثاني، حتى يتسنى لابنتك رؤية صديقها الجديد تحت إشراف عائلي.







    أو بدلًا من منعها عن التحدث مع صديقها على الهاتف، يمكنكِ طلب رقم هاتف الطرف الآخر، والتحدث معه ومعرفة أخباره من وقت لآخر، ثم السماح لابنتك بالحديث معه في وجودك. فبهذه الطريقة ستحافظين على ابنتك من التصرف في الخفاء وكسر الحدود الموضوعة، وستكتسبين ثقتها وصداقتها.
  3. امنحيها حبك وحنانك:







    من الأمور التي تدفع المراهق للوقوع بالحب في هذه الفترة هو افتقاده الحب في البيئة المحيطة به أو عدم الاهتمام به، ما يجعله يحاول البحث عما يفتقده من مشاعر واهتمام بين أصدقائه بالمدرسة أو النادي.







    احرصي على احتواء ابنتك ومنحها الحب والحنان، حتى لا تبحث عن علاقة حب وقتية لتعويض هذه المشاعر، فالحب والحنان هما العلاج الأمثل للعند والتمرد في فترة المراهقة.

عزيزتي، فترة المراهقة من أصعب الفترات التي قد تمرين بها مع أبنائك، وكيفية التعامل مع حب المراهقين بطريقة صحيحة يتوقف في النهاية على رؤيتك للأمر، ومعتقداتك التي تغرسينها فيهم على مر السنين، فذكريهم بها دائمًا واحتويهم وتواصلي معهم لاجتياز هذه المرحلة بأمان.

يمكنكِ معرفة المزيد عن كل ما يخص فترة المراهقة مع "سوبرماما".

عودة إلى أطفال

موضوعات أخرى
علامات تخبرك بحب زوجك لكِ
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon