قد تلاحظين عزيزتي ظهور كتل في ثدي واحد أو كلا الثديين في أثناء الرضاعة، وقد يتسبب في ذلك انسداد القنوات اللبنية بالثدي، أو احتقان الثدي وامتلاؤه باللبن، نتيجة لعدم التقام الرضيع له جيدًا، وتراكم اللبن فيه، أو بسبب التهاب الضرع الناتج عن عدوى القنوات اللبنية، أو بسبب الخراريج التي قد تظهر عند إهمال علاجات احتقان الثدي، أو التهاب الضرع أو بسبب تورم العقد الليمفاوية تحت الإبط، نتيجة للعدوى أو احتقان أنسجة الثدي الممتدة لهذه المنطقة، أو بسبب القيلة اللبنية (تكيس ممتلئ باللبن ينمو بالثدي)، أو لسبب خطير كسرطان الثدي النادر في إصابته للمرضعات. في هذا المقال سنتحدث عن علاج كتل الثدي أثناء الرضاعة، وعلاقتها بسرطان الثدي، بالإضافة لالتهاب الضرع، وسرطان الثدي الالتهابي والحميد، فواصلي القراءة.
علاج كتل الثدي أثناء الرضاعة
إن كانت كتل الثدي نتيجة لانسداد القنوات اللبنية أو تراكم اللبن -كما في معظم الحالات- يمكن استئناف الرضاعة من الثدي الممتلئ لإفراغ اللبن الزائد أو تعصير الثدي باليد أو مضخة الثدي لتخفيف الاحتقان، ويمكن عمل الإجراءات التالية أيضًا:
- وضع كمادات دافئة على الثدي الممتلئ.
- أخذ حمام ماء دافئ أو إنزاله على الثدي مباشرة عدة مرات يوميًّا.
- تدليك الثدي برفق لتقليل الانسداد قبل الرضعات وما بينها.
- وضع كمادات الثلج بعد الإرضاع، بشرط ألا يلامس الثلج الجلد مباشرة.
- ارتداء ملابس مريحة فضفاضة، لا تضغط على الثدي والحلمة.
- التأكد من التقام الرضيع الثدي بشكل سليم، مع الرضاعة الصحيحة، والحصول على مساعدة إن لم يتم ذلك.
- تناول المسكنات -كالباراسيتامول- لتخفيف الألم.
- مراقبة حجم الكتل وقياسها، فإن صغرت أو اختفت، فعادة لا داعي للقلق.
- القيام بالاختبارات الدورية، لاستبعاد تشخيص الأورام الخبيثة.
- استشارة الطبيب عند ظهور أعراض مقلقة، كأعراض التهاب الضرع التي سنذكرها في فقرة قادمة.
هناك إجراءات علاجية بحسب سبب كتل الثدي، كالآتي:
- الشفط بالإبرة الدقيقة بتصريف الخراج أو تكيس الثدي، عن طريق إبرة دقيقة، وهو إجراء بسيط لا يستغرق وقتًا.
- المضادات الحيوية في حالة التكتلات نتيجة العدوى البكتيرية.
- استئصال الكتلة جراحيًّا.
- علاج الكتل السرطانية بالكيماوي أو الإشعاع أو علاجات السرطان.
لكن هل هناك علاقة بين كتل الثدي وقت الرضاعة وسرطان الثدي؟
أوضحت بعض الدراسات الطبية أن الرضاعة الطبيعية المتواصلة لأكثر من ستة أشهر تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، وكذلك سرطان المبيض، ونادرًا ما تصاب المرضعات بسرطان الثدي، فمن إجمالي المصابات بسرطان الثدي هناك 3% فقط منهن مرضعات، لكن بسبب الاضطرابات الهرمونية بعد الحمل والولادة، فقد تزداد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، لذا فإن تكتلات الثدي غير السرطانية المذكورة سابقًا، والمتعلقة بالرضاعة وتراكم اللبن، حميدة ولا تستدعي الخوف، وتشفى بالإجراءات العلاجية المناسبة، ولا تزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي.
لكن هذه المشكلات الناتجة عن الرضاعة، كالتكتلات والاحتقان، قد تغطي على أعراض سرطان الثدي إن كانت المرضع مصابة به من قبل، وتُصعِّب على الطبيب تشخيصه، بل تتشابه بعض أعراض التهاب الضرع مع أعراض نوع من أنواع سرطان الثدي يسمى "سرطان الثدي الالتهابي"، إليكِ التفاصيل.
التهاب الضرع عند المرضع
التهاب الثدي أو الضرع عدوى تحدث في نسيج الثدي، وتزداد فرصه في أثناء الرضاعة، وتسببه عادة البكتيريا التي تدخل للثدي، إما من فم الرضيع في أثناء التقامه الثدي، أو من خلال تشققات الحلمات أو الجروح فيها، ونادرًا ما يحدث لغير المرضعات اللاتي تزداد فرص إصابتهن إن كنَّ مريضات بالسكري أو الأمراض المزمنة أو نقص المناعة.
أم لدى المرضعات فيسهم عدم تصريف اللبن بشكل كامل أو انسداد القنوات اللبنية وتراكم اللبن في توفير بيئة خصبة لنمو البكتيريا، خاصة في أول أسابيع الرضاعة، ومن أعراض التهاب الضرع:
- تورم الثدي واحمراره.
- احتقان الثدي والشعور بسخونة وألم عند لمسه.
- الحكة حول نسيج الثدي.
- احتقان المنطقة تحت الإبط.
- تشقق الحلمات أو جلد الثدي وجروحهما.
- ارتفاع الحرارة.
يُعالج التهاب الضرع بإجراءات، مثل:
- المضادات الحيوية.
- المسكنات ومضادات الالتهاب، كالباراسيتامول والإيبوبروفين.
- استكمال الرضاعة حتى مع وجود ألم، لتخفيف تراكم اللبن.
قد يتطور التهاب الثدي إن لم يعالج فيسبب خراجًا بالثدي، وقد يخرج صديد مع ارتفاع حرارة الجسم المستمرة، وتظهر الكتل المؤلمة جدًّا، وهنا يجب منع إرضاع الطفل، ويمكن فقط تفريغ الثدي باستخدام اليد أو المضخة.
سرطان الثدي الالتهابي أو سرطان الثدي الحميد
سرطان الثدي الالتهابي ليس سرطان الثدي الحميد، فالأول حالة نادرة لكنها شرسة من سرطان الثدي، وقد يظهر كطفح جلدي أو منطقة متهيجة من الجلد، وقد يسد الأوعية الليمفاوية، ويُشخص بالخطأ على أنه عدوى بالثدي أو التهاب شديد به، لكنه لن يتحسن بالمضادات الحيوية والعلاجات المذكورة سابقًا، وفي الوقت الذي يُشخص به كسرطان، قد يكون انتشر في أنسجة الثدي أو أعضاء أخرى، وهو يختلف عن أنواع سرطان الثدي الأخرى كالآتي:
- لا تظهر معه تكتلات، لكن الثدي يكون أحمر ومتورمًا وملتهبًا.
- يصعب تشخيصه، فقد لا يظهر بالفحوصات العادية، كتصوير الثدي الشعاعي أو الأشعة فوق الصوتية.
- يعتبر أشرس وأسرع انتشارًا من الأنواع الأخرى.
- يظهر كطبقات أو تجمعات تحت الجلد، وليس ككتل، وقد تظهر أعراض مصاحبة له مثل:
- ألم الثدي.
- تغيرات بجلد الثدي، كاحمراره أو لونه الوردي، مع ملمس يشبه قشر البرتقال.
- كدمات الثدي التي لا تذهب مع الوقت.
- تورم مفاجئ بالثدي.
- حكة.
- تغيرات بالحلمة أو خروج إفرازات منها.
- تورم الأوعية الدموية تحت الإبط.
سرطان الثدي الالتهابي يُعالج بعلاجات السرطان المعروفة، لكن لأنه شرس فيتبع معه الطبيب أكثر من إجراء.
أما الورم الحميد الذي يصيب الثدي، فعادة لا يتحول لسرطان، ولا يجب الخوف منه، وله عدة أنواع معظمها لا يزيد خطورة الإصابة بسرطان الثدي، ولا يحتاج لتدخل علاجي مثل:
- أكياس الثدي: التي تمتلئ بالسائل داخل الثدي، وعادة تذهب دون علاج.
- الأورام الغدية الليفية: من كتل الثدي غير السرطانية، وأكثرها شيوعًا في النساء من 15-30 عامًا، وتذهب عادة دون علاج.
- التغيرات الكيسية الليفية بالثدي: بسبب التغيرات الهرمونية، فقد تشعر المرأة بتكتلات بالثدي، خاصة قبل الدورة الشهرية، وتشيع في النساء من 30-50 عامًا، وتذهب عادة دون علاج.
- توسع القنوات الثديية: تنقلب فيه الحلمة أو تخرج منها إفرازات، لتورم الغدد اللبنية والتهابها أو انسدادها، وتُعالج بالمضادات الحيوية.
- نخر دهون الثدي: تظهر فيه تكتلات بالثدي، نتيجة استبدال النسيج الثديي الطبيعي بنسيج ندبي، بسبب تعرض أنسجة الثدي الطبيعية لإصابة أو جراحة أو علاج إشعاعي.
- فرط التنسج أو نمو الخلايا المبطنة للقنوات اللبنية: في العادي لا يزيد من خطورة سرطان الثدي، لكن إن كان هناك فرط تنسج لا نمطي، ينصح بإزالته، تجنبًا للإصابة بالسرطان.
- الورم الحليمي القنوي بالثدي: أورام صغيرة كالبثور تنمو داخل القنوات اللبنية بجانب الحلمة، وقد تسبب خروج إفرازات منها، ويجب إزالتها إن زاد عددها على خمسة أورام، تجنبًا للإصابة بالسرطان.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى علاج كتل الثدي أثناء الرضاعة، يمكنك تجنب هذا التكتل بإرضاع طفلك على فترات منتظمة، وتنظيف الحلمة والهالة حولها دائمًا بقطعة قطن مبللة بماء دافئ، مع تدليك الثدي بحركات دائرية، لتجنب تراكم اللبن فيه، والذهاب للطبيب فور ظهور أي أعراض مقلقة، لتجنب حدوث مضاعفات.
للاطلاع على مزيد من المقالات المتعلقة بالمشكلات التي قد تمر بها كل أم خلال فترة الرضاعة، زوري قسم تغذية وصحة الرضع على موقع "سوبرماما".