هل تعلمين عزيزتي أنه من بين كل ألف طفل رضيع هناك حالة واحدة مصابة بما يُسمى خلع الورك الولادي؟
يحدث خلع الورك بسبب ولادة الطفل الرضيع بورك غير مستقر، وذلك بسبب خلل في تكوين مفصل الورك في أثناء المراحل الأولى للتطور الجنيني، وهذه الحالة إن لم تُعالج مبكرًا تسوء مع نمو الطفل، إذ تخرج الكرة وهي رأس عظمة الفخذ من تجويفها في الحوض، وتحدث مشكلات في الحركة نتيجة لذلك، في هذا المقال نتعرف على درجات خلع الورك الولادي وأسبابه وعلاجه، مع أخذ نظرة شاملة على هذا الموضوع المهم.
خلع الورك الولادي
تزداد حالات خلع الورك الولادي في البنات عن الأولاد، وتكون نسبة الإصابة في الساق اليسرى أكبر من الساق اليمنى، وتظهر عادةً بالفحص الروتيني للطفل الرضيع بعد ولادته.
عند ظهور الأعراض التالية يجب فحص الطفل فورًا:
- التفاف الساق للخارج، أو اختلاف الطول بين الساق والأخرى.
- الحركة بصعوبة وفي نطاق محدد.
- الثنيات غير المتماثلة في رجله أو مؤخرته وتظهر عند فرد الساق.
- التأخر الحركي الذي يؤثر على حبو وجلوس ومشي الطفل.
عندما يشك الطبيب في حالة خلع الورك؛ يطلب الفحص بالأشعة السينية للأطفال الرضع فوق الستة أشهر، والسونار للأصغر سنًا.
لا يُعرف سببًا محددًا لخلع الورك الولادي، لكن هناك بعض العوامل التي تسبب هذه الحالة مثل:
- انخفاض مستويات السائل الأمنيوسي حول الجنين.
- الولادة المقعدية، إذ تبرز أرجل الطفل الرضيع أولًا في أثناء الولادة.
- القماط بعد الولادة.
- وجود تاريخ عائلي مرضي بهذه الحالة.
- أن يكون الطفل هو المولود الأول، فتكون مساحة الرحم ضيقة وهو جنين، لأن الرحم لم يتوسع من قبل.
- إن كان الطفل الرضيع له توأم.
إن لم يُعالج الطفل وهو صغير فقد يتطور الأمر بنموه ويتسبب في مشاكل مثل:
- العرج.
- آلام الورك الشديدة، خاصةً في فترة المراهقة.
- تصلب الحركة وآلام المفاصل.
درجات خلع الورك
تنقسم درجات خلع الورك بحسب درجات ارتخاء الورك أو عدم ثباته إلى ما يلي:
- الخلع الكامل: يحدث انفصال تام بين الحُقّ ورأس عظمة الفخذ.
- الخلع الجزئي: لا تترك رأس عظمة الفخذ الحُقّ بشكل كامل، وتكون فقط مقلقلة أو غير مستقرة، وقد تُخلع تمامًا بتطور الحالة.
- النمو غير الكامل لعظام الحُقّ: الذي قد يتزامن مع استطالة وليونة الأربطة ليكون المفصل غير مستقر، وقد يحدث خلع أو لا يحدث، وقد يحدث خلع جزئي ليتطور لخلع كامل فيما بعد.
علاج خلع الورك الولادي
يجب معرفة أنه كلما كان التشخيص أبكر زادت فرص الشفاء وقلت فرص تطور المضاعفات، لذا يجب على الطبيب عند فحص الطفل الرضيع بعد ولادته أن تتضمن إجراءاته فحص عظمة الورك لاستبعاد خلع الورك الولادي.
إن كانت لدى الطفل الرضيع فرص أكبر لحدوث الخلع بسبب أنه مولود مقعديًا أو لديه تاريخ عائلي أو كان توأمًا، فيجب على الطبيب طلب فحص سونار على الورك لاستبعاد إصابته.
إن وجد الطبيب خلعًا وكان الطفل أصغر من ستة أشهر، فعادة ما يصف الطبيب ما يسمى بجبيرة بافليك (Pavlik Harness) التي تضغط رأس عظمة الفخذ إلى داخل التجويف وتجعل الطفل الرضيع في وضع الضفدعة لمدة من ستة أسابيع إلى 12 أسبوعًا متواصلة أو متقطعة تبعًا لشدة الحالة وعمر الطفل الرضيع.
إن لم تنجح الجبيرة أو كان الطفل الرضيع أكبر من ستة أشهر، فقد يكون مرشحًا للعملية الجراحية التي تكون تحت التخدير الكلي، وتعتمد على إرجاع العظمة للتجويف أو ما يسمى بالرد المغلق، أو يقوم الجراح بإطالة الأوتار وإزاحة العوائق قبل إرجاع العظمة، وتتضمن العملية شقًا جراحيًا في المنطقة الإربية بما يسمى الاختزال المفتوح، ويبقى الطفل الرضيع بعد العملية في جبيرة لعظام فخذه لمدة 12 أسبوعًا على الأقل.
إن كان الطفل أكبر من سنة ونصف أو لم تنجح معه الإجراءات السابقة، فقد يحتاج لعملية إعادة تشكيل عظام الفخذ أو الحوض.
هل يمكن منع حدوث خلع المفصل؟
لا يمكن منع حدوث خلع المفصل الولادي، لكن يمكن ملاحظة الطفل الرضيع جيدًا وإخبار الطبيب إذا كانت هناك أعراض للخلع لاتخاذ اللازم بأسرع وقت لزيادة نسبة الشفاء.
من الأعراض التي عند ملاحظتها على الطفل الرضيع يجب الذهاب للطبيب مباشرة:
- الحركة المحدودة في رجله عند تغيير الحفاضات، أو أن يجر رجلًا وراء رجل عند زحفه.
- ملاحظة أن هناك رجل أطول من الأخرى، أو عدم تماثل شكل ثنيات الجلد في الرجلين.
- العَرج.
وختامًا عزيزتي، بعد معرفتنا درجات خلع الورك الولادي وكذلك طرق علاجه وأسبابه، ندعوكِ لعدم إهمال الفحوصات الدورية على الطفل الرضيع، ولفت نظر الطبيب لإجراء فحوصات خلع الورك خاصة إن لاحظتِ ظهور أي أعراض على طفلك.
إذا كنت أمًا حديثة، هناك بعد النصائح المهمة ستحتاجين إليها لرعاية طفلك الرضيع، تعرفي إليها مع "سوبرماما" من قسم تغذية وصحة الرضع.