بطانة الرحم هي طبقة من الخلايا التي تغطي الرحم ويتغير حجمها كل شهر طوال سنوات الخصوبة، يختلف سمكها فيزداد ويقل خلال الدورة الشهرية، لكن عند حصول خلل هرموني قد تزداد سماكة بطانة الرحم بصورة غير طبيعية مسببة النزيف وتظهر عدة أعراض تبعًا لذلك، فما أسباب سماكة بطانة الرحم؟ وما مخاطرها؟ وهل يمكن علاجها؟
ما أسباب سماكة بطانة الرحم؟
تعتمد الدورة الشهرية على هرمونات الإستروجين والبروجسترون، يساعد الإستروجين على زيادة عدد الخلايا المُبطنة لجدار الرحم، وعندما لا يحدث الحمل ولا تُزرع البويضة المُخصبة في جدار الرحم يحدث هبوط في مستوى البروجسترون فتتهدم بطانة الرحم ويبدأ الحيض، عندما تتوازن نسبة كلا الهرمونين في الدم لا تحدث مشكلة وتتكرر هذه العملية مع كل دورة.
عند زيادة نسبة الإستروجين بصورة غير طبيعية وعدم كفاية نسبة البروجسترون يؤدي ذلك إلى سماكة بطانة الرحم، وتوجد عدة أسباب لعدم توازن هذه الهرمونات في الجسم منها:
سن اليأس: هي السن التي تتوقف فيه الدورة الشهرية لدى النساء وتحدث التغيرات الهرمونية فيه على ثلاث مراحل.
- قبل سن اليأس: يحدث عدم انتظام في التبويض.
- عند سن اليأس: يتوقف الجسم عن التبويض ويصبح غير قادر على إنتاج الإستروجين.
- بعد سن اليأس: تلجأ النساء عادة إلى تناول إستروجين خارجي (المُعالجة الهرمونية المُعاوضة).
- وجود أمراض أخرى: الدورة غير المنتظمة والعقم ومتلازمة تكيس المبايض والسمنة المفرطة والسكر والمرارة ومرض الغدة الدرقية.
- عوامل أخرى: تُسبب عدم انتظام الهرمونات:
- وصول المرأة سن الخامسة والثلاثين فما فوق.
- بداية الدورة الشهرية في سن مبكرة.
- الوصول لسن اليأس في سن متأخرة.
- وجود تاريخ وراثي للإصابة بسرطان الرحم والمبيض وسرطان القولون.
ما مخاطر سماكة بطانة الرحم؟
سماكة الرحم ليست سرطانًا في حد ذاتها لكنها قد تؤدي إلى سرطان الرحم حسب درجتها وونوعها:
- سماكة الرحم البسيطة: يكون شكل الخلايا طبيعيًا ولا يتضح أنها ستتحول إلى خلايا سرطانية ويمكن تحسن الحالة بالعلاج ولا سيما العلاج الهرموني.
- سماكة الرحم المعقدة: تحدث فيها زيادة غير طبيعية في نمو الخلايا اللا نمطية غير السليمة في بطانة الرحم، وإذا تُركت دون علاج فقد تتحول إلى خلايا سرطانية.
تُشير الدراسات إلى أن 8% فقط من النساء المصابين بسماكة الرحم البسيطة تركوها دون علاج فتطورت الحالة إلى سرطان الرحم، بينما تشير إلى أن 35% من النساء المصابين بسماكة الرحم المعقدة تركوها دون علاج فتطور المرض إلى سرطان الرحم وسرطان بطانة الرحم.
لكن يُمكن تفادي هذه المخاطر بالانتباه إلى أعراض سماكة الرحم مبكرًا وقد تكون:
- الدورة الشهرية أطول من المعتاد وكمية الدم أكثر من الطبيعي.
- الفترة بين أول يوم للدورة الشهرية والدورة الجديدة أقل من 21 يومًا.
- وجود نزيف مهبلي.
ليس ضروريًا ارتباط النزيف الطبيعي بهذا المرض، لذا يجب استشارة الطبيب لوضع التشخيص الصحيح.
كيفية علاج سماكة بطانة الرحم
يعتمد اختيار علاج سماكة بطانة الرحم سواء كان العلاج الهرموني أو الجراحة على عدة عوامل:
- إذا كانت الخلايا غير النمطية موجودة أم لا.
- إذا كانت المريضة وصلت سن اليأس.
- إذا كانت المصابة تُخطط للحمل.
- إذا كان لدى المريضة تاريخ وراثي للإصابة بالسرطان.
إذا كنت مصابة بسماكة بطانة الرحم البسيطة فقد لا تحتاجين إلى العلاج ويكتفي الطبيب بمراقبة الأعراض، لكن إذا كنت مصابة بالسماكة المعقدة وتوجد لديك الخلايا اللا نمطية يتخذ الطبيب إحدى طريقين للعلاج حسب العوامل التي ذكرناها:
- علاج هرموني: بإعطاء دواء البروجستين الذي يحتوي على هرمون البروجستيرون المصنع وله عدة صور دوائية كالأقراص والحقن وجهاز اللولب الهرموني.
- استئصال كامل للرحم: يلجأ إليه الطبيب في حالات سماكة بطانة الرحم المعقدة حيث الخلايا اللا نمطية فتقل فرصة الإصابة بسرطان الرحم، لكن لا تستطيع المريضة الحمل مجددا لذا يكون هذا الخِيار جيدًا إذا كانت المصابة وصلت سن اليأس ولا تخطط للحمل.
لا تقلقي عزيزتي إذا كنت مصابة بسماكة بطانة الرحم فهي لا تكون خطيرة عادة وتستجيب للعلاج ولا تتحول إلى خلايا سرطانية، لكن من المهم الالتزام بمتابعة الدورية مع الطبيب حتى لا تتحول إلى النوع الثاني فهو أكثر خطورة.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن كل ما يخص صحتك والعناية بها، عن طريق زيارة قسم أمراض النساء في "سوبرماما".