في مبادرة عالمية ظهرت عام 2006، أصبح شهر أكتوبر هو الشهر العالمي للتوعية بمرض سرطان الثدي، وسميت المبادرة باسم اللون الوردي لأكتوبر أو Pink for October في إشارة لشعارها الذي يحمله الجميع، وهو ذلك الشريط الوردي. وقد أصبح لهذه المبادرة العديد من الحملات والجمعيات الخيرية التي تعمل على نشر التوعية حول المرض بين النساء والفتيات، بل بين الرجال أيضاً حول هذا المرض وكيفية الوقاية منه.
وتشمل التوعية بالمرض التعريف به وبأسبابه المتوقعة وبالأعراض المبكرة أو المتأخرة وبسبل الكشف المبكر له وبالعلاجات المتوفرة وبأحدث العلاجات المكتشفة وبكيفية مقاومته نفسياً وبأهمية الحصول على الدعم النفسي للمريض ولذويه. وتهدف تلك الحملة إلى زيادة الوعي بأهمية الكشف المبكر ومدى ارتباطها بمعدلات نجاح القضاء على المرض.
وأحياناً ما تشمل حملات التوعية بالمرض ممارسة للضغط المجتمعي على الحكومات وشركات الأدوية والمستشفيات العامة بل وحتى رجال الأعمال؛ للحصول على رعاية طبية أفضل وبأسعار تناسب المواطنين وزيادة مستويات المعرفة بالمرض، خاصة في المناطق الفقيرة وغير المتعلمة داخل الدولة الواحدة أو عن الدول الفقيرة.
(اقرأي أيضًا: أطعمة تساعد على محاربة سرطان الثدي)
الوقاية والكشف المبكر وأهميتهما
أكدت عدة دراسات طبية ارتفاع معدلات نجاح علاج حالات مرض سرطان الثدي التي تكتشف مبكراً، وأن التأخر باكتشاف المرض يضيع فرصا ذهبية لإنقاذ حياة المريضة، وبحسب توصية الجمعية الأمريكية للسرطان على كل سيدة تتعدى الأربعين.
نصائح عامة للوقاية من سرطان الثدي والتمتع بصحة عامة جيدة:
- مارسي الرياضة ثلاث مرات في الأسبوع لـ 45 دقيقة أو يومياً لمدة ثلث إلى نصف ساعة.
- تناولي الكثير من المياه.
- تناولي الخضراوات والفواكه خاصة الغنية بالألياف.
- إن كنت من محبات العصير فاصنعيه بالمنزل وليكن قليل السكر.
- اختاري حمالات صدر مناسبة لا تكون ضاغطة بشدة عليه.
- قللي من السكريات والدهون.
- تناولي منتجات الألبان الصحية مثل الحليب والرائب والزبادي أكثر من الأجبان ولتكن قليلة الدسم، وإن كنت من محبات الأجبان فاختاري الأنواع الأقل دسماً مثل القريش والجبن الأبيض وليست الرومي والشيدر وغيرها.
- لا تهملي فحص صدرك شهرياً في المنزل وقت الاستحمام من الدورة الشهرية لتلاحظي مبكراً وجود أي شيء غير طبيعي.
- بعد سن الثلاثين، قومي بإجراء فحص دوري طبي كل 3 أعوام، وبعد سن الأربعين كل عامين، وبعد الخمسين كل عام. ومؤخراً أكدت بعض الدراسات أهمية إجراء الفحص مرة كل عام حتى للسيدات دون سن الخمسين.
- حافظي على وزنك ضمن الحدود المعتدلة.
- أكثري من تناول المشروبات الصحية الدافئة كالشاي الأخضر واليانسون والكراوية والنعناع والزنجبيل والقرفة، وقللي من تناول القهوة والكافيين والمشروبات الغازية إلى أقل حد ممكن.
- تعلمي كيف تعملين على التقليل من التوتر والسيطرة على المشاعر السلبية بالرياضة والتأمل والروحانيات وغير ذلك؛ لأن التوتر والحزن يضاعف من خطر الإصابة بالأمراض المختلفة وأنواع السرطانات ومنها سرطان الثدي.
كيف يمكنك إجراء فحص ذاتي للثدي Breast self exam
- بسبب إهمال الكثيرات أو ربما عدم معرفتهن، تشير أغلب الدراسات أن نسبة قليلة للغاية من الشابات والسيدات الأكبر سناً يُجرين الفحص الذاتي كل شهر، وفي حقيقة الأمر فإن الفحص الذاتي أو حتى الفحص اليدوي لا يؤكد التشخيص، ولكنه يُعتبر مهماً في الانتباه لظهور أي كتل ولزيادة وعي السيدة بشكل ثديها.
- ولمعرفة كيفية إجراء الفحص الذاتي لنفسك، يمكنك مشاهدة العديد من الفيديوهات التصويرية، ويجري الفحص في عدة خطوات مهمة:
- ثبتي موعداً شهرياً ثابتاً ويفضل بعد انتهاء الدورة الشهرية مباشرة وقت الاستحمام منها مثلاً؛ لأن الثدي قبلها يكون محتقناً بصورة طبيعية قد تظنينها أنت نوعاً من التكتلات.
- قفي أمام المرآة عارية الصدر مستقيمة الظهر، وضعي يديك على وسطك، ولاحظي شكل ثدييك وحجمهما وشكل الجلد وقارنيهما ببعضهما البعض.
- انظري إلى حلمة الثدي وتأكدي من عدم وجود أي تجاعيد فيها.
- تأكدي من عدم خروج إفرازات منها أياً كانت، خاصة لو كنت غير متزوجة أو لم تنجبي بعد، أما إن كنت أما مرضعة فلاحظي شكل الإفرازات وهل هي لبن أم غير ذلك.
- افحصي ثدييك وإبطيك تحت الماء أثناء الاستحمام، ثم وأنت نائمة على ظهرك بشكل مستقيم وتحت ركبتيك وسادة تسند ظهرك.
- ارفعي ذراعك الأيمن تحت رقبتك وافحصي ثديك وإبطك الأيمن بيدك اليسرى بطريقة دائرية بحثاً عن أي كتل ثم بأطراف أصابعك، ثم كرري الفحص بطريقة طولية من أعلى لأسفل. كرري الأمر مع ثديك الأيسر.
فحص التصوير الشعاعي للثدي (Mammography)
يُعد التصوير الشعاعي للثدي (Mammography) شكلاً من أشكال التصوير بالأشعة السينية، وهو يهدف لإعطاء صورة عن الثدي كنوع من التشخيص المبكر، ويجرى الفحص من خلال ضغط خفيف على الثدي بين سطحين صلبين كنوع من زيادة مساحة النسيج لتصويره بشكل أفضل.
لا يُعتبر فحصاً دقيقاً لكنه يُظهر وجود أي كتل إن وُجدت، ثم يليها أخذ عينة إن حدث وظهرت أي كتل بواسطة خزعة الإبرة؛ للتأكد من نوع الكتل حميدة أم خبيثة.
طرق الفحص الأخرى
يمكن إجراء فحوص أخرى مثل الموجات فوق الصوتية أو فحص الرنين المغناطيسي وإن كان الماموجراف هو الأشهر والأنسب لسرطان الثدي تحديداً.
[اقرأي أيضا : أعراض سرطان الثدى وكيفية الفحص الذاتى]
أحدث العلاجات
بسبب نجاح بعض حملات التوعية في زيادة حالات الكشف المبكر، أصبح بالإمكان علاج الحالات دون استئصال كامل للثدي، كما تطور العلاج بالأشعة وبالعلاج الكيماوي دون أي تأثير على عضلة القلب وشرايينه.
ومع التشخيص الدقيق، أصبحت الجراحة الحديثة أكثر قدرة على استئصال الورم بحدود سليمة دون تشويه ليأتي بعدها دور العلاج الكيميائي في تصغير الورم.
وقد أعلنت إحدى شركات الأدوية الأمريكية عن إجرائها اختبارات تعمل على تأخير انتشار سرطان الثدي عند اكتشافه في مرحلة مبكرة، وقد أعلنت نتائج اختباراتها الأولية في مؤتمر الجمعية الأمريكية للأبحاث في مرض السرطان الذي عُقد في سان دييغو (غرب الولايات المتحدة)، وشملت هذه التجربة 165 مريضة.
العلاج النفسي والعاطفي
من المعروف أن الثدي يمثل جانباً من جمال المرأة ومظهرها الأنثوي، لذا فإن مريضة السرطان تتأثر نوعاً ما بإجراء أي جراحات على ثدييها مع العلم ان الجراحات الحديثة باتت لا تستأصل كامل الثدي. لكن يظل الخوف من تأثير علاج المرض على المرأة وجمالها كبيراً إذ إن هناك أعراضاً أخرى مثل تساقط الشعر مثلاً وغير ذلك.
لذا فإن العلاج النفسي الفردي أو الجماعي لمريضات سرطان الثدي يساعد في التكيف على المرض ومقاومته.
وترى كثير من الدراسات أن الأزواج المحبين بالطبع يظهرن نوعين من ردود الفعل، إما رد فعل قوي يحث المرأة على المقاومة وربما يضغط عليها، ورد فعل سلبي يحمل الكآبة والحزن على إصابة شريكة العمر.
يهدف العلاج الأسري إلى توعية الأسرة بكيفية دعم المريضة بشكل إيجابي يسمح لها بإظهار بعض الضعف أحياناً وبدعمها وحثها على المقاومة حيناً آخر، ويُعد الزوج أهم حلقة في أسرة المريضة بإظهاره استمرار حبه لها وإعجابه بها وبرؤيته لها جميلة على الدوام رغماً عن أي شيء.
[اقرأي أيضا :أهمية الاكتشاف المبكر لسرطان الثدى]