على الرغم من أن السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم، فإن الدراسات تشير إلى أن التغييرات البسيطة في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي، يمكن أن تمنع 30-50% من جميع أنواع السرطان، وتشير الدلائل المتزايدة إلى عادات غذائية معينة تزيد أو تقلل من خطر الإصابة به، علاوة على ذلك، يُعتقد أن التغذية تلعب دورًا مهمًا في علاجه والتعامل معه، لذا يجري تضمين أطعمة معينة ضمن النظام الغذائي لمرضى السرطان، واستبعاد أخرى. في موضوعنا نتعرف إلى أطعمة مفيدة لعلاج السرطان، وأخرى مضرة يجب الابتعاد عنها.
أطعمة مفيدة لعلاج السرطان
إليك قائمة بأشهر الأطعمة التي يفضل تضمينها في النظام الغذائي لمرضى السرطان:
- الخضراوات، ربطت الدراسات بين ارتفاع استهلاك الخضار وانخفاض خطر الإصابة بالسرطان، يحتوي عديد من الخضراوات على مضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية المضادة للسرطان، فمثلا تحتوي الخضراوات الصليبية (فصيلة نباتية) مثل؛ القرنبيط والملفوف، على مادة تقلل حجم الورم في الفئران بنسبة تزيد على 50%، وترتبط الخضراوات الأخرى، مثل الطماطم والجزر، بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا والمعدة والرئة.
- الفاكهة، على غرار الخضار، تحتوي الفواكه على مضادات الأكسدة والمواد الكيميائية النباتية الأخرى، والتي قد تساعد على الوقاية من السرطان، ووجدت إحدى المراجعات أن ما لا يقل عن ثلاث حصص من الحمضيات أسبوعيًا قللت من خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 28%.
- بذور الكتان، ارتبطت بذور الكتان بتأثيرات وقائية ضد بعض أنواع السرطان، كما أنها قد تقلل من انتشار الخلايا السرطانية، وجدت إحدى الدراسات أن الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يتناولون 30 جرامًا -أو نحو أربع ملاعق كبيرة وربع- من بذور الكتان المطحونة يوميًا كان لديهم نمو وانتشار أبطأ للسرطان، وكانت النتائج مماثلة لدى النساء المصابات بسرطان الثدي.
- البهارات، وجد بعض الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات أن القرفة قد يكون لها خصائص مضادة للسرطان، أيضا الكركمين الموجود في الكركم قد يساعد على محاربة السرطان، وجدت دراسة أن 4 جرامات من الكركمين يوميًا قلل من الآفات السرطانية المحتملة في القولون بنسبة 40% لدى 44 شخصًا لا يتلقون العلاج.
- الفاصوليا والبقوليات، تحتوي الفاصوليا والبقوليات على نسبة عالية من الألياف، ويشير بعض الدراسات إلى أن تناول كميات أكبر منها قد يحمي من سرطان القولون والمستقيم، ووجدت دراسة أجريت على أكثر من 3500 شخص أن الأشخاص الذين يتناولون معظم البقوليات لديهم خطر أقل بنسبة تصل إلى 50% للإصابة بأنواع معينة من السرطانات.
- المكسرات، قد يرتبط تناول المكسرات بانتظام، بانخفاض مخاطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، كما وجدت دراسة أن أولئك الذين تناولوا مزيدًا من المكسرات كان لديهم خطر أقل للوفاة من السرطان.
- زيت الزيتون، يظهر عديد من الدراسات وجود صلة بين زيت الزيتون وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، ووجدت مراجعة كبيرة للدراسات القائمة على الملاحظة أن الأشخاص الذين استهلكوا أكبر كمية من زيت الزيتون لديهم خطر أقل بنسبة 42% للإصابة بالسرطان.
- الثوم، يحتوي على الأليسين، والذي ثبت أن له خصائص مقاومة للسرطان، ووجدت دراسات أخرى ارتباطًا بين تناوله وانخفاض مخاطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان منها سرطان المعدة والبروستاتا.
- السمك، هناك أدلة على أن تناول الأسماك الطازجة يمكن أن يساعد على الحماية من السرطان، ووجدت مراجعة كبيرة لـ 41 دراسة أن تناول الأسماك بانتظام يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 12%.
- الألبان، تشير غالبية الأدلة إلى أن تناول بعض منتجات الألبان قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ولكن نوع الألبان المستهلكة وكميتها مهمان، فقد يكون للاستهلاك المعتدل لمنتجات الألبان عالية الجودة، مثل الحليب الخام ومنتجات الألبان المخمرة وحليب الأبقار التي تتغذى على الأعشاب، تأثير وقائي، بينما يرتبط الاستهلاك العالي لمنتجات الألبان المنتجة بكميات كبيرة والمعالجة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض معينة، ومنها السرطان.
الأطعمة الممنوعة لمرضى السرطان
إذا كان علاج السرطان قد تسبب في آثار جانبية مثل الغثيان، أو تغيرات في حاسة التذوق، أو تقرحات الفم، فسيكون هناك قائمة من الأطعمة التي يٌفضل الابتعاد عنها. أيضًا هناك بعض الأطعمة التي من الأفضل تجنبها بغضّ النظر عن مدى جودتها بسبب خطر الإصابة بالتسمم الغذائي؛ لأن بعض علاجات السرطان يمكن أن تُضعف جهاز المناعة لدى المريض حتى أسابيع قليلة على الأقل بعد انتهائها، يمكن أن تكون نتائج الإصابة بمرض منقول بالغذاء خطيرة، ويعد تناول الأطعمة النيئة أو غير المطهية جيدًا سببًا شائعًا للتسمم الغذائي، يقضي الطهي المناسب على البكتيريا، لكنها يمكن أن تبدأ النمو على الطعام المطبوخ إذا تُركت بالخارج أو في الثلاجة فترة طويلة، يمكن أن يتلوث الطعام أيضًا عندما يتعامل معه شخص مصاب بفيروس أو يتعرض للحشرات.
من المهم بالتأكيد الانتباه إلى قواعد سلامة الأغذية وتوخي الحذر الشديد عند التعامل مع الطعام وإعداده وتخزينه، ومع ذلك، يجب على بعض الأشخاص الذين يتلقون علاج السرطان أو انتهوا منه مؤخرًا، تجنب بعض الأطعمة تمامًا، حتى لو كانوا قد تناولوها دون أي مشكلات في الماضي. وتشمل:
- الهوت دوج الباردة أو اللحوم الباردة، يجب يطهيها دائمًا.
- السلامي المجفف غير المطبوخ.
- الحليب ومنتجات الألبان غير المبسترة، بما في ذلك اللبن والزبادي الخام.
- الجبن الطري المصنوع من الحليب غير المبستر، مثل الجبن الأزرق، والفيتا، وجبن الماعز.
- السمك المدخن.
- السلطات المحضرة بأطعمة لذيذة مع البيض أو اللحم أو الدجاج أو المأكولات البحرية.
- الفواكه والخضراوات الطازجة غير المغسولة، خاصة الخضراوات الورقية.
- عصير الفاكهة غير المبستر.
- اللحم البقري النيء أو غير المطبوخ جيدًا، والدواجن النيئة أو غير المطبوخة جيدًا.
- المحار النيء أو غير المطبوخ جيدًا، قد تحمل هذه العناصر فيروس التهاب الكبد A ويجب طهيها جيدًا للقضاء على الفيروس.
- بعض أنواع الأسماك سواء كانت نيئة أو مطبوخة لأنها قد تحتوي على مستويات عالية من الزئبق.
- السوشي والساشيمي، اللذين غالبًا ما يحتويان على الأسماك النيئة.
- البيض غير المطبوخ جيدًا، أو الأطعمة المصنوعة من البيض النيئ، مثل عجينة البسكويت النيئة محلية الصنع.
تحدثي مع طبيبك بخصوص المدة التي يجب أن تتخذي فيها الاحتياطات الغذائية ومتى يمكنك العودة إلى تناول أطعمة معينة مرة أخرى.
ختامًا، لا يوجد طعام واحد يمكنه الحماية من السرطان، ومع ذلك، فإن اتباع نظام غذائي مليء بالأطعمة الكاملة المتنوعة، وما ذكرنا من أطعمة مفيدة لعلاج السرطان مثل الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والتوابل والدهون الصحية والأسماك الطازجة ومنتجات الألبان عالية الجودة، قد يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
لمعرفة مزيد عن صحتك والعناية بها، زوري قسم الصحة على "سوبرماما".