الاهتمام بالأطفال في الشهور الأولى بعد الولادة يكون مبالغًا فيه وخصوصًا في حالة الطفل الأول، فعندما تكون هذه تجربتك الأولى تشعرين بضرورة أن يسير كل شيء على ما يرام، العناية بطفلك والعناية بنفسك وبمنزلك وكذلك زوجك. لكن بالطبع يظل الاهتمام بالطفل هو الأولوية الأولى، وهنا تظهر غيرة الأب من المولود الجديد، ومن اهتمام زوجته به، واستحواذه على كل الحب والاهتمام والوقت.
اقرئي أيضًا: هل زوجك مستعد لتجربة الأبوة؟
زوجي يغار من طفلي الرضيع.. ماذا أفعل؟
تأكدي أن غيرة زوجك من المولود الجديد لا تنفي حبه له، لكن غريزة الأمومة لديك تكبر مع شهور الحمل التي تعيشين فيها مع الجنين داخل جسم واحد، وهذه الفترة مررتِ بتجربة فريدة تحمل كثير من المشاعر والأحاسيس التي لا يعلم عنها الزوج شيئًا ولم يجربها بنفسه مهما تحدثتِ عنها معه، فالزوج لا يشعر بكل هذا ويستحق أن يأخذ وقته لتتولد لديه مشاعر الأبوة، وهذا يحدث عندما يبدأ طفلك في التفاعل معه في أغلب الحالات، لذا لا تقلقي إذا تأخر الأمر حتى انتهاء الشهر الثالث مثلًا.
أسباب غيرة الأب من المولود الجديد
من الطبيعي أن تظهر غيرة الأب من ابنه المولود حديثًا فهو لم يعتد على وجود من يشاركه في كل شيء معك، الوقت الماضي كانت الحياة تتمحور حول العناية ببعضكما، والآن أصبح عليكِ الاهتمام بطفل لا يعلم أي شيء عن العالم وبالطبع يستحوذ على كل وقتك على الأقل في الفترة الأولى.
وهنا يشير كثير من العلماء إلى إصابة الأب باكتئاب ما بعد الولادة، مثل الأم ولكن بطريقة مختلفة.
اكتئاب ما بعد الولادة عند الرجال
غيرة الزوج من طفله والتي تظهر بعد الولادة بفترة قصيرة نتيجة استحواذه على كل وقتك نابعة من إصابة زوجك بالاكتئاب والحزن، ويظهر الاكتئاب في أعراض مختلفة مثل:
- العصبية الزائدة عن الحد.
- تجهّم الوجه والعبوس.
- امتناعه في أوقات كثيرة عن حمل الطفل أو تدليله.
ويظل هذا الأمر مستمرًا إلى أن يستقر الوضع وتستطيعين استرداد صحتك مع الاعتياد على الوضع الجديد، عندها يمكنك الموازنة بين الاهتمام بالطفل والاهتمام بأبيه والاهتمام بنفسك قبلهم بالطبع.
حلول لغيرة الأب من الطفل الجديد
- خصصي وقتًا لزوجك بشكل يومي، تتحدثان في هذا الوقت عن يومه وأخباره، أو يمكنكما القيام بأي نشاط مشترك، مثل: مشاهدة فيلم وتناول الفشار، زوجك في الفترة التالية للزواج كان محور حياتك واهتمامك وفجأة وجد من يشاركه بل يستحوذ على اهتمامك بالكامل، فلا تلوميه بالكامل في مشاعره وتفهميها جيدًا.
- لا تتجاهلي طلب زوجك للعلاقة الحميمة، ولا تتعاملي مع الأمر بعنف أو طريقة سيئة في الرد، أعلم أنكِ متعبة ومرهقة لكنه يحتاج إلى ذلك وخصوصًا بعد ابتعادك عنه طيلة فترة النفاس. حاولي الاستجابة لطلبه بين الحين والآخر، يمكنك العودة للعلاقة بالتدريج والتحدث معه حول هذا الأمر بصراحة، فالزوج المحب يتفهم الأمر وسيمر الوضع بسلاسة لا تقلقي.
- اهتمي بالمداعبة وإظهار الحب لزوجك، والعلاقة الحميمة ليست نهاية المطاف وقلة عدد المرات عن السابق لن يوقف الحياة العاطفية بينك وبين زوجك، فالمداعبة والكلمات الرقيقة والتفاعل الرومانسي أهم بكثير، فزوجك يحتاج أن يشعر بوجوده في حياتك بعد ظهور طفلك في حياتك.
- لا يكن حديثك دائمًا عن الطفل ومتطلباته ومسؤولياته، بالطبع سيكون جزءًا من الحديث لكن لا يكون هو المستحوذ عليه. تحدثي مع زوجك عن يومه وعمله وأصدقائه، حاولا الحصول على وقت بمفردكما بين الحين والآخر واستعيني بأمك أو أختك للاهتمام بطفلك في هذا الوقت.
- عودي زوجك بالتدريج على قضاء بعض الوقت مع طفلكما بمفرده، ولا تملي عليه قائمة من التعليمات المسبقة فالرجال يخافون من المسؤولية، اتركيه يتعامل بفطرته وهكذا تتكون الروابط بينه وبين طفله بسلاسة دون قيود.
- أشركي زوجك في كل ما يخص الطفل ولا تجعلي دوره منحصرًا في الاهتمام بالجانب المادي فقط، استشيريه في كل شيء وخذي رأيه كي يعتاد على تحمل مسؤولية الطفل ويشترك معكِ في تربيته.
- عودي طفلك على النوم في سرير منفرد وآمن، هذا يسهل عليكما العودة للعلاقة الزوجية الطبيعية بسرعة، ويُشعر زوجك بأنه لا يزال مهمًا في حياتك.