عادةً ما يعبر الأطفال عن أنفسهم بكل صراحة، فلا يترددون عن إظهار مشاعر الحب والكره والغيرة والفرح والغضب، أو غير ذلك من المشاعر المختلفة، ومن أهم هذه المشاعر، والتي تؤثر على سلوكيات الطفل وتصرفاته هي الغيرة، تختلف أشكال الغير عند الأطفال، فبعضهم الأطفال يغارون من قدوم طفل جديد أو من أحد الإخوة بسبب إظهار مشاعر الحب والتقرب من الآباء لأحد الأبناء أكثر من الآخرين أو التنافس في الدراسة، أو الغيرة على أحد الأبوين من الآخر، وفي هذا المقال ستتعرفين إلى أسباب غيرة الأطفال من أحد الأبوين، وكيفية التعامل مع هذه المشاعر بطريقة صحيحة حتى لا تؤثر على صحته النفسية والسلوكية.
أسباب غيرة الأطفال من أحد الأبوين
ينزعج بعض الأطفال عندما يظهر الأبوين مشاعرهما اتجاه بعضهما البعض، ليظهر مشاعر الغيرة والغضب لهما، وعادة ما تتجه غيرة الابنة نحو الأب وغيرة الابن نحو الأم، وفي أحيانٍ كثيرة قد يقع العكس، ومن المهم أن نتعرف إلى الأسباب الكامنة وراء غيرة الطفل على أحد أبويه:
- الارتباط بأحد الوالدين: في بعض الأوقات تتعلق الابنة بوالدها والابن بوالدته، لتطغى مشاعر التملك والغيرة من إظهار هذا الوالد لمشاعر الحب والاهتمام للطرف الآخر.
- الإهمال من الوالدين: يحب الأطفال الصغار الاهتمام بهم كثيرًا، ربما يبكي أو يغضب بمجرد تقبيل شريك الحياة أو احتضانه، وهذا دليل على أن طفلكِ يريد مزيدًا من الوقت والاهتمام، حتى لو أظهرت هذه المشاعر له قبل شريكك.
- غياب أحد الوالدين: غياب أحد الوالدين للعمل خارج المنزل طوال اليوم أو للسفر، فلا يرى طبيعة العلاقة الوطيدة بين والديه، لذلك عندما يرى المودة والحب بين والديه فجأة بعد عودته من السفر أو العمل يشعر بالغيرة على الطرف المرافق له دائمًا.
- التدليل الزائد من أحد الوالدين: في أغلب الأحيان يدلل أحد الوالدين الطفل، بينما يوجهه الطرف الآخر ويرشده إلى تصحيح أخطائه وتربيته، فيميل الطفل إلى الوالد الأكثر تدليلًا ليغار عليه من الطرف الآخر.
كيفية التعامل مع غيرة الأطفال من أحد الأبوين
هناك بعض النصائح لتساعدكِ على تقليل الغيرة بطريقة صحيحة لدى طفلكِ دون أن تؤثر على صحته النفسية، سأذكرها لك في السطور التالية:
- تكلمي مع طفلكِ في أن إظهار المشاعر أمر طبيعي، وأنكما تحبانه وتهتمان له وتحبان بعضكما، واحذري من نهره أو إظهار الحزم والغضب في أثناء المحادثة، لأن ذلك سيزيد الأمر سوءًا.
- أظهري له أنت ووالده مشاعر الحب وعبرا عنها دائمًا حتى يشعر بالأمان.
- أشركي طفلكِ دائمًا في عناق وقُبل جماعية، وعوديه على رؤية القبل الصباحية لزوجكِ واحتضانه وإظهار المودة بينكما، ليشعر صغيركِ أن هذا الأمر طبيعي بين أبيه وأمه.
- يجب على الطرف البعيد أن يقضي وقتًا أكبر مع طفله ليلعب ويظهر له المشاعر دون إبداء توجيهات أو إرشادات حازمة في أثناء هذه الفترة، إن لم تكن الأخطاء فادحة.
- خصصا وقتًا للخروج معًا كعائلة أو مشاهدة الأفلام في المنزل واحتضان بعضكم البعض كعائلة.
- خصصي وقتًا لزوجكِ واخرجي معه ليفهم طفلكِ أن لديكما حياة كزوجين أيضًا، وأحضرا له هدية بسيطة معكما مثل الشوكولاتة.
- إذا اتبعتِ النصائح السابقة، ومازال طفلكِ يغضب ويحتج عندما تظهرا المشاعر لبعضكما، تجاهلا غضبه دون إظهار أي شدة أو حزم، وكوني هادئة.
- اثني دائمًا على التغيير الإيجابي في سلوكه وغيرته، لأن ذلك سيزيد من تعديل غيرت أكثر.
وفي النهاية عزيزتي عليكِ أن تعرفي أن غيرة الأطفال من أحد الأبوين هو أمر طبيعي، يمر به العديد من الأطفال، لكن يجب أن تأخذي هذا السلوك على محمل الجد وتتبعي النصائح السابقة لتساعدي طفلكِ على فهم العلاقة بينكِ وبين زوجكِ، ولا داعي للقلق فسرعان ما ستمر هذه الفترة بمزيد من الصبر والهدوء والاهتمام.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن احتياجات طفلك وطرق رعايته والتعامل معه، لتنشئته على أسس سليمة، بزيارة قسم رعاية الأطفال في موقعكِ "سوبرماما".