استئصال الرحم عملية جراحية يزال فيها الرحم سواء جزئيًّا بالإبقاء على عنقه، أو قياسيًّا بإزالة الرحم والعنق، أو كليًّا ويُستئصل فيه الرحم وعنقه وواحد أو كلا المبيضين مع قنوات فالوب المتصلة به، وقد يُجرى استئصال الرحم عن طريق البطن أو المهبل، وقد يُزال بالمنظار أيضًا، وبحسب مكان الاستئصال والتقنية التي يستخدمها الطبيب تظهر الأعراض الجانبية بعد العملية، ومنها انتفاخ البطن. تعرفي معنا في هذا المقال إلى أسباب انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الرحم وعلاجه، ومضاعفات هذه العملية على المدى البعيد.
أسباب انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الرحم
بعد عملية استئصال الرحم قد يتطلب الأمر المكوث في المستشفى يومًا أو اثنين، وقد تلاحظ المريضة بعدها نزول بعض الدم، ويستغرق التعافي من استئصال الرحم عن طريق المهبل وقتًا أقصر مقارنة بالبطن، ومن آثار العملية الشعور بالألم أو التنميل أو الحكة أو التورم أو التكدم في مكان الجرح، ومن أسباب انتفاخ البطن بعد العملية:
- نفخ البطن بالهواء في أثناء العملية، فالجرَّاح يضخ عادة ثاني أكسيد الكربون لنفخ البطن، ما يسمح له برؤية الأعضاء بشكل أكثر وضوحًا، ويعطيه مساحة أكبر للعمل، فينتفخ البطن ويتورم، وقد يصاحبه ألم في السرة أيضًا، وهو شائع جدًّا للخاضعات للعملية عن طريق البطن أو المنظار، وعادة يخرج هذا الهواء من تلقاء نفسه بمرور الوقت.
- اضطراب الجهاز الليمفاوي بسبب جرح المنطقة، ما يجعل كرات الدم البيضاء والبروتينات تتدفق إلى مكان الجرح لتحفيز عملية الالتئام، فتتورم منطقة الجرح.
- اضطرابات الجهاز الهضمي وبطء عملياته، بسبب تأثير التخدير والعملية والأدوية في وظائفه، وقد يؤدي للإمساك أو الانتفاخات، وإن أجريت العملية من المهبل فقد يؤثر ذلك في منطقة الشرج أيضًا، ما يصعِّب خروج البراز والريح، فيزداد الانتفاخ سوءًا، وفي بعض الحالات قد يسبب جرحًا في منطقة الشرج، ما يؤدي لسلس البراز.
- تلقي المحاليل الوريدية في أثناء العملية وبعدها، التي تحتوي على الصوديوم الذي قد يتراكم في الجسم، ويسبب انحباس السوائل، والإحساس بتورم البطن وانتفاخه.
- قلة الحركة بعد العملية بسبب الألم أو تعليمات الطبيب، ما يؤدي لانحباس السوائل في الجسم، وزيادة انتفاخ البطن وتورمه، والتأثير في عمليات الجهاز الهضمي بالسلب، بل زيادة الوزن وتراكم الدهون في البطن في بعض الأحيان.
علاج انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الرحم
عادة يشفى انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الرحم من تلقاء نفسه، فمعظم الانتفاخات والتورمات تذهب في غضون 12 أسبوعًا، وهناك بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها لتخفيف انتفاخ البطن مثل:
- الحركة الخفيفة -كالمشي- بعد سماح الطبيب بذلك، لتنشيط الدورة الدموية، وتحسين وظائف الجهاز الهضمي.
- شرب الماء والسوائل الوفيرة غير المحتوية على الكافيين، لطرد السوائل المتراكمة في الجسم مع البول، إلا إن أفاد الطبيب بعكس ذلك.
- زيادة تناول الاطعمة الغنية بالألياف، لتحسين وظائف الجهاز الهضمي، وتجنب الانتفاخ والإمساك.
- تناول الملينات بعد سؤال الطبيب إن كان الإمساك شديدًا.
- استخدام الرباط الضاغط حول البطن والملابس الداخلية الضاغطة إن سمح بها الطبيب، لتقليل التورم بعد التئام الجرح.
- تناول المسكنات اللطيفة على المعدة التي لا تسبب اضطرابات الجهاز الهضمي، كالباراسيتامول.
- تجنب الأنشطة البدنية العنيفة أو الرياضات الشديدة، كركوب العجل أو العدو أو الجري، وعدم حمل أي شيء ثقيل لعدم الضغط على الجرح وزيادة حالته سوءًا.
مضاعفات استئصال الرحم على المدى البعيد
بعد عملية استئصال الرحم لن تأتي للسيدة الدورة الشهرية ثانية، وبالطبع لن تكون قادرة على الحمل، وإن أزال الطبيب المبيضين، فقد تظهر أعراض ما بعد انقطاع الطمث (سن اليأس) عليها لعدة سنوات، بسبب التغيرات الهرمونية ونقص إنتاج هرمون الإستروجين في الجسم، وبالإضافة لمخاطر مضاعفات ما بعد العملية، كالنزف أو العدوى أو مشكلات التخدير والتجلطات -خاصة تجلطات الأوردة العميقة- وجرح الأعضاء المجاورة ومشكلات الأعصاب في منطقة العملية، فهناك مضاعفات قد تظهر بعد عملية استئصال الرحم على المدى البعيد مثل:
- تدلي أعضاء الحوض بسبب انفكاك المهبل عن الرحم بعد إزالته، فقد يتدلى المهبل خارج الجسم أو يلتف حول بعضه، كذلك فإن المثانة والمستقيم قد يتدليان في المكان الذي كان فيه الرحم، لأنهما كانا مستندين عليه، ما قد يسبب مشكلات في التبول والإخراج، ويستلزم التدخل الجراحي لتصحيح الوضع.
- فشل المبايض، فإن كان استئصال الرحم جزئيًّا أو قياسيًّا دون المبيض، فقد يحدث للمبايض فشل أو قصور في عملها خلال خمس سنوات من إجراء الاستئصال، وذلك لأن المبايض تتغذى جزئيًّا من إمدادات الدم لها من الرحم.
- زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إن أُزيل المبيضان أو حدث قصور في عملهما، كالإصابة بأمراض الشرايين التاجية والجلطات، بسبب انقطاع الطمث المبكر ونقص هرمون الإستروجين الذي له دور في حماية القلب والأوعية الدموية.
- هشاشة العظام وضعفها بسبب انقطاع الطمث أيضًا، خاصة إن أُجريت العملية قبل سن الأربعين، ما يسبب نقص هرمون الإستروجين الذي يلعب دورًا مهمًّا في تقوية العظام.
ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى أسباب انتفاخ البطن بعد عملية استئصال الرحم وعلاجه، يجب استشارة الطبيب إن لم يتحسن الألم بالمسكنات أو عند عدم القدرة على الإخراج أو إطلاق الريح أو زيادة الإفرازات المهبلية وسوء رائحتها أو عند النزف الغزير الذي يستلزم تغيير الفوطة الصحية كل ساعة أو أقل أو عند الشعور بالغثيان أو انفتاح الجرح وخروج دم منه وفك الخياطة أو ظهور علامات العدوى بالجرح، كاحمراره وتورمه وسخونته وخروج صديد منه وظهور خطوط حمراء حوله وارتفاع الحرارة، أو عند ظهور علامات جلطات الرجل، كالألم في السمانة أو الفخذ أو منطقة العانة أو تورم الرجل واحمرارها، والتماس الرعاية الطبية العاجلة إن حدث فقدان للوعي أو ظهر ألم في الصدر أو ضيق تنفس أو سعال مدمم.
الحفاظ على صحتك البدنية والنفسية، يحتاج منكِ إلى اتباع عادات يومية صحيحة، وممارسة التمارين، والحصول على وجبات صحية متوازنة، وهو ما يمكنكِ تحقيقه عبر نصائحنا في قسم الصحة على موقع "سوبرماما".